(المجهر) السودانية في إشراقتها السادسة
الكاتب اليمنى / صالح الضالعي
في عالم صاحبة الجلالة يعتصر الإبداع قلوب أصحابها حتى يقدمون للناس ما هو نافع وما هو ضار، في سيمفونيتها أيضاً يعزفون أصحاب الملكات الإبداعية فنون الخبر والتحقيق والحوار والاستطلاع، يسمو الوطن بسمو أصحاب المهنة، يتشرذم في حال انجرار البعض منا إلى التعصبات والعنصريات والمناطقية المقيتة التي بها يكون الوطن مفتوناً بفتنتهم ومغبوناً بغبائهم الساذج، هنا يمر الوطن إما معافى وإما سقيماً.
كم رأينا اليوم أوطاناً تستباح فيها الدماء والدمار، كل هذا بسبب أن زملاء المهنة هم للفتن فرحين، وكم رأينا أوطاناً عُمِّرت ونهضت وارتقت في خلال فترة وجيزة ذلك لسمو وترفُّع عقول أصحاب الكلمة وأربابها، فكان الحب عنوان لأناملهم التي سطرت في صحفهم ووسائلهم الإعلامية المتعددة.
اليوم سأطرق موضوعاً مهماً لمولود صحيفة في دولة شقيقة عزيزة على قلوبنا، إنها جمهورية السودان الأحب إلينا من أنفسنا والأقرب إلينا من قلوبنا وأفئدتنا، شعب كما عهدناه دوماً محباً لأبناء العروبة بشكل خاص وأبناء الإسلام بشكل عام..شعب يتمتع بالطيبة ودماثة الأخلاق ..حقاً تجد الإنسان البسيط مبتسماً في وجه أخيه مقدماً مصلحته لما دونه ..مضياف، كرم، شهامة، عفة، أخلاق رفيعة وعالية جعلتنا أسراء الحب والإعجاب، كم تمنينا نحن أن نصل إلى مراتبهم التي جعلت منهم أحاديث الناس لهم حباً وإعجاباً.
اليوم احتفل القائمون على صحيفة (المجهر) السودانية بميلاد صحيفتهم الخامس في ظل صخب الحياة التي مورست علينا جبراً من قبل عتاولة الساسة، هنا أتحدث عما أصاب الدول العربية من دمار ومنها اليمن.
(المجهر) مسمى لها دلالات، فمن منا لا يعرف ذلك الجهاز الذي يقوم بدوره في التقاط المرض الذي لا يرى بالعين المجردة، لكن (المجهر) في خلال ثوانٍ أو دقائق يكون قد أكمل مهمته في تنبيه المريض والدكتور المعالج لمكمن المرض.
(المجهر) الصحيفة هي تقوم بنفس الغرض، ربما أن مهامها شائكة ومعقدة تفوق عمل جهاز الفحص، ذلك لتشعب المهام وتداخلها وحساسيتها معاً. إطفاء الشمعة الخامسة لبزوغ صحيفة (المجهر) السودانية اليوم جرس ختام لسنتها، طاوية بذلك عهداً ماضياً وانبلاج عام جديد، تقيِّم أدائها..مراجعة لمسيرتها..تشخيص عملها سلباً وإيجاباً وكيفية معالجتها مستقبلاً حتى تكون مجهرية حقاً، وكانت هي الأحق بالمسمى.
إلى كل زملائي في صحيفة (المجهر) السودانية بما فيهم من رئيس تحرير ومدير وسكرتير وعاملين، أحييكم وأشد على أيديكم أيها الفرسان ويا مشعل الفكر الوضاء، أصحاب الحرف المتوهج في عالم اليوم المنحرف..أنتم يا من تصنعون مجداً لأوطانكم وتنسون أنفسكم، أنتم يا من تحترقون كالشموع من أجل أن تضيئون للناس.. أنتم يا من حملتم على كواهلكم قول الكلمة والصدح بها من أجل إسعاد الآخرين وإعادة المظالم إلى أهلها، أنتم يا من تضعون مصالحكم جانباً وتقدمونها للأوطان والمواطنين.
هنيئاً لكم ولصحيفتكم الغراء (المجهر) عيدها الخامس. وأتمنى لكم من قلبي التوفيق والنجاح والسلامة.