عز الكلام
زمن الدواعش والدواجن!!
أم وضاح
ما قادرة أستوعب أو أفهم أن يطلب صحفي في أيٍّ من مواقع الصحافة على وجه الخصوص أو إعلامي على وجه العموم، ما قادرة أستوعب أن يطلب وبكامل أهليته واقتناعه عودة الرقابة القبلية للصحافة على حد ما جاء في تصريح الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات الأستاذ “عبد العظيم عوض”، الذي أوضح أن عدداً من رؤساء تحرير بعض الصحف طالبوا بعودة الرقابة القبلية دون أن يفصح عن أسماء من طلبوا هذا الطلب الغريب الذي يعني ببساطة أنهم يريدون أن يكونوا رؤساء تحرير (داجنين) بلا مسؤوليات ولا اهتمامات تشغل بالهم، من أهمها وأولها المتابعة لما يكتب في صحفهم بشكل مهني ينحاز لشرف المهنة، وهو شرف مبني على الصدق والأمانة والشفافية، وهؤلاء ببساطة يريدون التحلل والتحلحل من هذه المهام لقيوم بها إنابة عنهم رقيب أمني يحضر للصحيفة كل مساء يضيف ويشطب ويأمر وينهي، ثم يعطي صك الأمر بالطباعة لتخرج الصحيفة في اليوم الثاني منزوعة الرسم والقيمة والمعنى، وإزاء هذا الموقف أقول ما الذي يجعل رئيس تحرير يطلب وبكامل قواه العقلية أن يجلس احتياطياً ويأتي أحد من خارج الملعب واللعب ليؤدي مهامه؟، طيب إذا كان هناك من يقوم بهذا الدور ويجيد القص واللصق، المقعِّد جناب رئيس التحرير شنو في مهنة النكد صاحبة الجلالة والمهابة والقدسية؟ وكل ما يقوم به أن يبصم ويقول حاضر يا فندم ويسعد ويحتفي بتصدر اسمه للترويسة.
أنا شخصياً مثل هذه المطالبات الغريبة تستفزني بشكل كبير، لأنها تفقد الصحفي والصحافة مكانتها عند أهم زبون لها وهو القارئ الذي يعتبره ملاذه وصمام أمانه وخط دفاعه الأول، وكلها قيم ومعانٍ تتهاوى وتتساقط أمام هذه المطالبات الغريبة التي ليس لها من مبرر ولا منطق، وهي مطالبات لا تحمل فقط قدراً من الخيانة لشرف المهنة، ولكنها خيانة لزملاء المهنة الذين يطالب بعض رؤساء التحرير حراستهم والتصحيح وراءهم بشكل رقابي وبوليسي (تعففت) عنه الحكومة بشكل محمود في الفترة الأخيرة، والصحافة الآن تتنفس وبشكل صحي قدراً عالياً من الحرية والشفافية جعلها شريكة في الهم الوطني والقومي، وكما أبتلى الإسلام والمسلمون (بالدواعش) الذين شوَّهوا الدين وجعلوه ديانة دم ودمار، أخشى أن نكون قد ابتلينا في الصحافة (بالدواجن) التي تريد أن تحوِّل المهنة إلى مهنة أكل (عيش) وتلقيط (حب) ودقي يا مزيكا.
{ كلمة عزيزة
جاءني قبل فترة مجموعة من مزارعي منطقة الجيلي يشكون مر الشكوى من عدم توفر الثلاجات والمخازن لإنتاجهم من الخضر والفاكهة التي تحتمل التخزين لفترات طويلة يتم الاستفادة منها في أوقات الندرة والشدة لدرجة أن أحد منتجي البطاطس استغرب كيف يشتري المواطن السوداني كيس البطاطس السعودي بما يقارب المائة جنيه فقط، لأنه مقطَّع ومصنَّع نصف استواء في الوقت الذي يضطرون فيه لبيع محصولهم بثمن بخس، لأنهم يخشون عليه من التلف. تذكرت هؤلاء المزارعين والأخبار تنقل خبراً صنِّف في خانة الإنجاز للصندوق القومي للإمدادات الطبية بإنشائه أكبر مخزن دوائي في أفريقيا بسعة تخزين كبيرة، ووجه الشبه الذي جمع بين مزارعي الجيلي ومخزن الدواء أننا شغالين بالمقلوب، إذ أن الحكومة يفترض أن توفر مخازن ضخمة لهؤلاء المنتجين بدلاً من مخزن ضخم للدواء، في حين لا نملك مصنعاً ضخماً للأدوية في الجهة المقابلة له، ليبرر وجود مخزن هو الأكبر في أفريقيا، وبالتالي نكون جهزنا البردعة قبل الحمار، وربنا يقوِّم النجيلة.
{ كلمة أعز
أكد الأخ الرئيس أن الحكومة المقبلة سيشارك فيها (116) حزباً، وحركة، وهو برأيي ما يدخلنا في موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية، ولا أظن أن هناك حكومة في العالم مكوَّنة من هذا العدد الخرافي من الأحزاب، في كل الأحوال إن شاء الله المشاركة تبل شوقهم للسلطة وتلزمهم الجابرة.