"مبارك الفاضل المهدي" في حوار فوق العادة على هامش مؤتمر حزبه بكادوقلي
* التوترات بين مصر والسودان مجرد حساسيات وليست مشاكل حقيقية
*”الصادق المهدي” موافق على (80%) من مخرجات الحوار الوطني!
* أمبيكي” يعمل على أن يكون هناك ملحق للمخرجات يستوعب رؤى الممانعين
* الشعبي يريد إغراق الحكومة الجديدة بالمتحاورين في قاعة الصداقة
الخرطوم – وليد النور
بعث رئيس حزب الأمة بتطمينات الى الممانعيين بامكانية اضافة ملاحظاتهم بوثيقة الحوارالوطني وقال مبارك الفاضل المهدي في حوارمع المجهر ينشربالداخل ان رئيس الالية الافريقية رفيعة المستوى ثامبوأمبيكي ألمح الى امكانية عمل ملحق لمخرجات الحوارالوطني يسستوعب رؤى الممانعيين طبقا لاتفاقية الدوحة لسلام دارفور وتابع الفاضل ان امبيكي نقل لهم موافقة رئيس حزب الامة القومي على نسبة 80% من مخرجات الحوارالوطني وفي سياق مختلف اعتبرمبارك الفاضل ان التوترات بين مصر والسودان مجرد حساسيات وليست مشاكل حقيقية
تميز “مبارك الفاضل” الذي شغل الناس لوقت طويل بخلافه مع ابن عمه “الصادق المهدي”، رئيس حزب الأمة القومي، بأنه شخصية مثيرة للجدل، نسبة لاتخاذه مواقف جريئة في أوقات عصيبة. وقد فاجأ الجميع، مؤخراً، بانضمامه للحوار الوطني، وأصبح أبرز الداعمين له، مما رشحه ليكون رقماً بارزاً، في معادلة الحكومة القادمة، وفق التكهنات السائدة. وقد قام، الأسبوع الماضي بزيارة إلى ولاية جنوب كردفان، للمشاركة في المؤتمر العام لحزب الأمة بولاية جنوب كردفان، ولتقديم واجب العزاء في شهداء (الحجيرات)، حيث دعا إلى ضرورة التسامي فوق القبلية والجهوية، ونبذ التعصب من أجل العيش بسلام. التقيناه برفقة مجموعة من الزملاء، في محل وسط سوق كادقلي، وأجرينا معه حواراً قصيراً، تناول جملة من الموضوعات التي تشغل الساحة. كعادته كان صريحاً وجريئاً في طرح آرائه، مثلما كان، وكالعهد، عنيفاً في الهجوم على خصومه. وخص المؤتمر الشعبي، هذه المرة، بنقده القاسي. فاتهمه بأنه يريد تعويم الحوار الوطني. فيما يلي نص الحوار:
حوار- وليد النور
{ في ضوء لقائكم مع “ثابو أمبيكي” في زيارته للخرطوم مؤخراً، ما هو الجديد في ملف التفاوض؟
– يبدو من بيان أمبيكي الأخير، أنه عندما رجع، قررت الآلية الأفريقية اختصار الأمور، وعدم تطويل الزمان. والكلام عن تهيئة المناخ تجاوزه الزمن، وتحديد الاجتماع لمناقشة ترتيبات هذه القضايا. تجاوزوا- أي القائمون على أمر الآلية الأفريقية – وذهبوا إلى بنود خريطة الطريق.
{ ما هي البنود التي يريد “أمبيكي” مناقشتها؟
-بندان أساسيان. البند الأول وقف العدائيات، وإيصال المساعدات الإنسانية، بأن يتم التوقيع على المقترح الأمريكي، بعد ذلك القضية القومية . البند الثاني هو موضوع مناقشة مخرجات الحوار الوطني. وهو كما قال، عايز يناقش، أولاً موضوع حكومة الوفاق، وثانياً: توسعة المجالس التشريعية، وثالثاً: مفوضية كتابة الدستور الدائم. هذه القضايا الثلاث هي التي يريد مناقشتها، بعد ذلك يذهب إلى القضايا الأخرى، قضية المنطقتين والترتيبات العسكرية الأمنية الانتقالية.
{ ولكن هنالك قضايا مستعجلة؟
-الآن التركيز على جوهر خارطة الطريق، تجاوز الجوانب الإجرائية، ويريد الدخول في مناقشة مخرجات الحوار، بالذهاب مباشرة لموضوع الحكومة والأجهزة التشريعية، وكتابة الدستور. هذا هو تفكيره، وبيانه واضح في هذا الاتجاه. وطبعاً هو لا يتحرك وحده وإنما يتحرك بتنسيق مع المجتمع الدولي. والمجتمع الدولي أوضح أنه لا يريد مطاولات . هو يعتبر الحرب انتهت، وأن على الجميع أن يأتوا للتوقيع على إجراءات وقف الحرب، ويذهبوا في الترتيبات الأمنية، وأن المتاح هو أن يجلس الناس لمناقشة قضايا مخرجات الحوار. إذا عندهم ملاحظات عليها، بعد ذلك يمكن الناس يتفقوا على ملحق.
{ هل أطلعكم على رأي القوى الممانعة ؟
-نعم …قال إن “الصادق المهدي” موافق على (80%)، و(20%) لديهم فيها آراء . وبالتالي ما في مانع أن الناس يبحثوا القضايا، والأشياء التي فيها ملاحظات واختلافات، وينظروا إلى كيفية الاتفاق عليها، وتكون عبارة عن ملحق، مثلما حدث في اتفاق الدوحة، باعتماد اتفاقية الدوحة كأساس، والسماح للحركات بأنها تبدي آراءها وملاحظاتها، وما يتم الاتفاق عليه يكون ملحقاً للدوحة .
{وحال إصرار الممانعين على مواقفهم؟
-أنا في رأيي، أن المسائل ماضية إلى نهاياتها، وآي موقف من الممانعين سيسجل ضدهم، وستترتب عليه إجراءات ضدهم. والآن لا توجد حجة تمنع توقيع وقف العدائيات، وتقع على القضايا الإنسانية. هذه ليس فيها حجة، لأنه هناك مقترح أمريكي فوق الطربيزة بموافقة حكومة السودان. ويبقى التحدي الأكبر هو، في النهاية، هو التنفيذ.
{ كيف ترى مسألة التنفيذ من منظورك؟
-بكل بساطة يمكن الحركة الشعبية- قطاع الشمال تأتي وتجلس على الطاولة -، وهي كانت تحلم بمشروع كبير.
على الأقل الآن -، تأتي وتوقع على وقف العدائيات، وموضوع الإغاثة تنساه خلاص -.كدا وقفت الحرب. بعد ذلك هذا يلزمها، في فترة زمنية محددة تناقش الترتيبات الأمنية والعسكرية. وفي القضايا السياسية – لديها في خارطة الطريق -عملية الربط بينهما. لكن القضايا السياسية حسمت نفسها الآن. والحركة الشعبية ليست في وضع يسمح لها بفرض رأيها، لأن هنالك قراراً دولياً بوقف الحرب، والحرب وقفت. ولو هي حاولت أن تبدأ الحرب ستوقع عليها عقوبات. لأنها- أي الحركة الشعبية – أضاعت فرصة حقيقية، فقد أتيح لها ظرف كانت يمكن تستخلص فيه تنازلات من الحكومة. كانت عينها على رفع العقوبات الأمريكية، وتقدم وهي لم تعمل لهذا. وافتكرت أنها عندما تمنع السلام ستوقف رفع العقوبات، راهنت على هذه القضية وخسرتها . الان اذا ذهبت لكازينو وراهنت وخسرت حتطالب بقروشك مثلا
{كيف تقرأ مستقبل الحركة الشعبية في ضوء هذه التطورات؟
-الحركة الشعبية، كما قلت سابقاً، يجب أن تنظر للواقع، لأنه لم يعد هنالك سودان جديد. وعليها أن تحول نفسها لحزب، وتتابع قضيتها السياسية .
{ما مصير جيشها، وأين يذهب؟
-وضع الجيش في هذا الإطار، أصبح غير مقبول للمجتمع الدولي ولا محلياً. هذا الجيش يجب أن يضم للجيش القومي. وأنت رأيت قوات الدعم السريع تم ضمها للجيش، وسيكون هنالك جيش واحد في البلاد . وهذه من توصيات مخرجات الحوار الوطني، أن يكون هناك جيش واحد.
{ الآن تبقى حوالي شهرين للموعد الأمريكي، كيف تنظر لاحتمال إنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان؟
الاشتراطات الخمسة هذه ليست صعبة، لأن موضوع الإرهاب وموضوع السلام، قام النظام بمجهوده فيه. أما القضايا الإنسانية فليست مشكلة. لكن المشكلة ستأتي من سياق الحديث عن كيفية تنفيذ البنود الباقية في الدوحة، وموضوع إعادة النازحين، وموضوع العدالة الانتقالية، هذه قضية. أما القضية الثانية فهي كيف تستكمل التسوية السياسية، وتعالج المشاكل السياسية .
{إذن كيف تتم التسوية السياسية، في تقديرك؟
-في تقديري ستكون هناك مطالب إضافية، قد ترفع هذه العقوبات بعد شهر سبعة، ولكن يتبقى رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. والقضايا المتعلقة بدارفور هذه، سيكون فيها مطالب، بأن تنجز أشياء إضافية، متعلقة بمشكلة دارفور.
{ هل هذه القضايا ضمن البنود الخمسة؟
-هذه ليست ضمن المحاور الخمسة، لكنها مسألة مكملة. وأنا أتوقع أن تمدد مهلة إضافية. ولكن ليست هناك إمكانية للرجوع للوراء. ويمكن أن ترفع هذه الجزئية، وتترك الجزئيات الباقية للوفاء، بما تبقى. وقد عينت الإدارة الأمريكية لتوها مستشاراً للأمن القومي لأفريقيا، وهو لبناني الأصل، فيما لم تعين بعد مساعد الوزير لأفريقيا، وهي مشغولة بقضايا داخلية وخارجية، غير السودان. مما يشير إلى أن سياستها الأفريقية لم تتبلور، بعد، بصورة واضحة. لكن في تقديري أن “ترمب” ليس متمسكاً بقضايا حقوق الإنسان، إذ يتركز اهتمامه على الإسلام السياسي والإرهاب والتطرف، وهذه أولوياته .
فالسودان مستوف للشروط، وهو أوفى بالمطلوب منه، والفريق “محمد عطا المولى” كان في زيارة لواشنطن.وطبعاً هذا الملف غير متاح مثل الملفات الأخرى. ففيه تفاصيل غير متاحة للرأي العام، لكن على أية حال، فإن الأمريكان مهتمون بموضوع ليبيا في المقام الأول، والأوربيون مهتمون بموضوع الهجرة غير الشرعية، واعتقد أنه ليست هناك مشكلة، فيما يخص هذه الملفات.
{ العلاقات المصرية – السودانية تشهد توترات هذه الأيام. كيف تنظر للأمر؟
-العلاقة المصرية – السودانية علاقة حساسة. (فيها حساسية زائدة عن اللزوم) ..يعني ممكن (ماتش)كورة، مثل مباراة مصر والجزائر، يوتر العلاقات، بين البلدين . مرة مشيت مصر ولاقيت “حسني مبارك”، وكانت هنالك مباراة بين أحد الأندية المصرية ونادي سوداني، ففاجأني “حسني مبارك” وقال لي: “ح تضربوا أولادنا؟” يعني، أن الخبر جاءه بأنه سيتم التحرش باللعيبة واللعبة لم يأت وقتها. إلى جانب ذلك هناك نظرة مصرية قديمة، مفادها أن هذ السودان غير قادر يشوف سياسة مستقلة خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع دول الجوار. مثلاً العلاقة مع السعودية، تستثير غيرة المصريين. وفي رأيي أنها حساسيات أكثر من أنها مشاكل حقيقية. وفي رأي أنها مقدور على حلها بدبلوماسية هادئة.
{ الرئيس قال إن الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة وربما لذلك السبب، تعثر تشكيل حكومة الوفاق الوطني. كيف ترى المخرج من هذا الوضع؟
-كلامي في لجنة إنفاذ مخرجات الحوار كان واضحاً. وقلت أنا شايف ناس المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، بالذات تركيزهم على مسألة مشاركة المحاورين في قاعة الصداقة. وأفتكر أن الحكومة توزع بين المشاركين في قاعة الصداقة وغيرهم. وفي رأيي أن الحكومة تجمع الشعب السوداني كله. ومن شاركوا في الحوار في قاعة الصداقة، أدلوا برأيهم، وعبروا عن تطلعات الشعب السوداني. لكن لا يمكن أن تختصر الشعب السوداني كله في المشاركين، في قاعة الصداقة. وأنت تريد، في نفس الوقت، حكومة رشيقة وذات قدرات . من تتوفر فيه هذه الشروط من المشاركين، في حوار قاعدة الصداقة، لن يتم استيعابه في الحكومة، فقط، لأنه شارك في قاعة الصداقة. فكأنك تريد تعبئة الحكومة بالناس الموجودين، وهم مشوا في هذا الاتجاه.
{هل هنالك جهة تضغط في هذا الاتجاه؟
-أكثر حزب ضاغط في هذا الاتجاه هو المؤتمر الشعبي، عاوز يعوم الحكومة دي بأكبر عدد ضخم من الناس. والحصل أنهم مشوا في الاتجاه التوسعي .وحصلت فيه مشكلة ولذلك تعطل التشكيل. وأنا لا أعرف الآن هل عدلوا رأيهم أم لا ؟ ولكن نحن قلنا رأينا وعبرنا عنه، وقلناه في اللجنة. ونأمل منهم أن ينظروا متطلبات المرحلة، ويخاطبوا الرأي العام السوداني والعالمي بضرورات المرحلة، وأن الحكومة حين تعكس قدرات حقيقية تجد احترام الرأي العام والرأي الدولي.
{ما هي وجهة نظرك فيما يتعلق بتكوين حكومة الوفاق الوطني؟
-أنا أفتكر لو عملوا حكومة من نصف الحكومة الحالية، ومثلوا الناس بواحد فقط، من المتحاورين يكفي. لأنه في النهاية أنت تتحدث عن برنامج ولا تتحدث عن محاصصة. وطالما هو برنامج، أنت تأتي بالناس القادرين على إنفاذ البرنامج وممثلين، فقط لتنفيذ البرنامج.
{ هل صرحت برأيك هذا داخل اللجنة؟
-نم قلناه …عندما قالوا نسبة الإضافة في المجالس التشريعية من (30%) إلى (15%)، والرئيس قال لازم نراعي حساسية الموضوع بالنسبة للوضع الاقتصادي، والرأي العام. وأنا ثنيت عليه. وقلت إذا بتفكروا في أغلبية وأقلية لن تنجحوا، وإذا في طرف قال أنا أغلبية وعايز أغير البرنامج خلاص العقد انتهى، ونحن يجب آن نمشي في اتجاه أن هذا توافق.