تقارير

المؤتمر التنشيطي لوطني الخرطوم يختتم أعماله بتشريف "البشير" وسط حضور كبير

“البشير” يجدد الدعوة لحاملي السلاح للانضمام لمسيرة السلام ويقول: الوطن يسع الجميع
مساعد الرئيس: الهدف الإستراتيجي للمؤتمر الوطني يكمن في بناء الوطن
الخرطوم – محمد جمال قندول
أقام المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم مؤتمره التنشيطي العام، يوم أمس (الأحد) بأرض المعارض بري، بتشريف كبير من قيادات الحزب والأحزاب الأخرى، وحشود كبيرة تداعت صوب المعرض لحضور الفعالية الكبيرة، التي نظمت لمناقشة أداء الوطني، خلال الفترة الماضية، بجانب التداول حول مجمل قضايا الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وشرَّف الجلسة الافتتاحية مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني، المهندس “إبراهيم محمود”، ورئيس المؤتمر الوطني بالولاية ووالي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين”، ونائبه بالحزب ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التنشيطي بولاية الخرطوم، “محمد حاتم سليمان”، فيما اختتمت الجلسات بتشريف رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير” عصر أمس.
وجاء انعقاد المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، والبلاد تشهد العديد من التغيُّرات على المستوى الداخلي والخارجي، بجانب قرب إعلان حكومة الوفاق الوطني، وسط العديد من التطورات والتحديات التي تواجه الحزب والدولة.
ملامح من شرفات المؤتمر التنشيطي
في وقت مبكر من صباح أمس (الأحد) تداعت جموع غفيرة من قيادات الحركة الإسلامية إلى أرض المعارض ببري، كان في مقدمتها الأمين العام للحركة الإسلامية “الزبير أحمد الحسن”، حضوراً بالصف الأول، وجلس بالقرب منه المشير “عبد الرحمن  سوار الدهب”، ووزير الحكم المحلي د.”فيصل حسن إبراهيم”، ووزير الاستثمار “مدثر عبد الغني”، ووزير الثقافة “الطيب حسن بدوي” وأمين الأمانة الاجتماعية بالمؤتمر الوطني د.”مها عبد العال”، وأمين أمانة الطلاب الاتحادية، ود.”سعاد الفاتح” ود.”رجاء حسن خليفة” وجميع وزراء ولاية الخرطوم ومعتمديها ورئيس المجلس التشريعي بالخرطوم، “صديق علي الشيخ” وأعضاء مجلسه، فيما برز من الجانب الأخر، د.”علي الحاج” الأمين العام للمؤتمر الشعبي، و”الطيب مصطفى” رئيس منبر السلام العادل ورئيس حزب الحقيقة الفيدرالي، “فضل السيد شعيب”.
وبدا واضحاً إصرار الوطني الخرطوم على أن يخرج مؤتمره بصورة ترضي تطلعات قادته وعضويته. وكان ملفتاً المسرح الذي كان تصميمه رائعاً،  ويزدان بشاشتين بمقاسات كبيرة، بجانب الكراسي التي خصصت بالمسرح لـ (3) شخصيات، وهم مساعد الرئيس “إبراهيم محمود”، ووالي الخرطوم الفريق أول “عبد الرحيم حسين”، ونائب رئيس الوطني “محمد حاتم سليمان”، فيما اشتعل   حماس الحضور وهم يطلقون تكبيرات جلجلت أرجاء المعرض، خاصة الأوساط الشبابية، التي كانت تنشد وتتغنى: (بالإنتاج نقوِّي قرارنا، بالحوار نبني سودانا).
د.”علي الحاج”، الذي بدا أنه لا زال يحتفظ بذات الكاريزما التي ظهر بها في بدايات الإنقاذ، ظل منذ دخوله إلى القاعة   محل اهتمام الحاضرين، في كل تحركاته وأحاديثه. وقد بلغ ذلك الذروة، فاهتزت أرجاء القاعة بالتهليل، لحظة انتهاء حديث أمين عام المؤتمر الشعبي، الدكتور “علي الحاج”، وتوجهه نحو “محمود” و”عبد الرحيم” و”محمد حاتم”، وهو يرفع يده ويكبِّر، وكأنما التاريخ عاد إلى الوراء، لقرابة الــ (20) عاماً، حينما كان أمين عام المؤتمر الشعبي الجديد، جزء من تركيبة الإسلاميين بوحدتهم، في قمة السلطة، قبيل المفاصلة الشهيرة.
استقرار البلاد
أول المتحدثين كان نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر التنشيطي، “محمد حاتم سليمان”، الذي رحَّب بالحضور الكريم، في بدء حديثه، وأشار إلى أن البلاد تمر بمرحلة تاريخية تتمثل بالوفاق الوطني، الذي يسود الأجواء. وكشف أن الحزب قد نفذ عقد ( 2,933) مؤتمراً تنشيطياً، لشعب الأساس والمناطق والمحليات والقطاعات بنسبة (100%)، فضلاً عن حصر عضويته في الولاية بنسبة (96%).
ورفع “محمد حاتم”، راية التحدي للانتخابات القادمة. وقال: إن المؤتمر الوطني يرتب للوصول بعضويته إلى مليوني عضو في العام 2020.
ثم تلاه الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.”علي الحاج” الذي وجد ترحيباً خاصاً من الحضور، وبدأ واضحاً بأن ثمة تقارب كبير قد حدث بين الوطني والشعبي، وأن أمينه العام الجديد يضع استقرار البلاد والسلام غاية رئيسة، وذلك من خلال حديثه الذي أكد فيه بأن حزبه من أوائل الذين استجابوا لمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس “عمر البشير” مشيداً بالرئيس على خطوته تلك، وأضاف مخاطباً الحضور، قائلاً: لقد  تركنا سلاح التنافر والتشاحن، واستجبنا لمبادرة رئيس الجمهورية للحوار الوطني والوثيقة الوطنية، وسنعمل جميعاً لخير الوطن، وأن يقبل بعضنا الآخر.
وأشار د. “الحاج” إلى التعاون مع المؤتمر الوطني وأحزاب الحوار الوطني، دون شروط مسبقة أو سقوفات مطالب وبرضاء وشفافية، أردفها بالدعوة لنبذ الماضي والتقدم نحو المستقبل، وإعمال الحوار لحل المشاكل التي تعترض السودان، متمنياً أن تعمل جميع القوى السياسية لرفع الحصار الاقتصادي عن السودان نهائياً. وأردف بالقول: أنا شخصياً والمؤتمر الشعبي سنعمل على ذلك، وناشد د.”علي الحاج” حاملي السلاح والقوى السياسية المعارضة للانضمام للحوار الوطني، والوثيقة الوطنية للم شمل السودانيين جميعاً، في حضن الوطن.
من جانبه تقدم رئيس قوى تحالف المستقبل، ورئيس منبر السلام العادل المهندس “الطيب مصطفى”، بالتهاني للحزب الحاكم على نجاح مؤتمراته التنشيطية، والتي توجها بمؤتمر الولاية وقال إنها أثبتت أن المؤتمر الوطني حزب كبير وجامع.
وتمنى “الطيب مصطفى” بأن يمارس المؤتمر الوطني دور الأخ الأكبر للأحزاب الأخرى، ويساهم في عقد مؤتمراتها العامة والتنشيطية، بالدعم المادي، مؤكداً حرص تحالف قوى المستقبل على عدم وقوع ما حدث في المحيط الإقليمي، من خراب في السودان. وقال: لذلك رحبنا بنتائج الحوار والوثيقة الوطنية، وودعنا التشاكس والتنافر، ووضعنا مصلحة الوطن نصب أعيننا
وعقب حديث رئيس منبر السلام العادل خاطب رئيس تحالف القوى الوطنية، “مصطفى محمود”، الحضور معبِّراً عن سعادته بمبادرة رئيس الجمهورية للحوار الوطني، والذي جنَّب السودان شرور الوقوع فيما وقعت فيه دول بالإقليم.
إنجازات الوطني
قبيل ختام فعاليات الجلسة الافتتاحية بكلمة مساعد الرئيس “إبراهيم محمود” كانت هنالك وقفة مع كلمة والي الخرطوم ورئيس المؤتمر الوطني الفريق أول ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين”، والذي أكد بأن حزبه حريص على ترسيخ تجربة شورية، تكون أنموذجاً للآخرين. وقال: إن الحزب شرع في إنفاذ الأمر، وبدأنا بالمؤتمرات التنشيطية التي عقدها الحزب في 1973م، حي بالولاية ورحب “حسين” بالقادمين الجدد في حكومة الوفاق الوطني، على المستوى التشريعي والتنفيذي، وأردف بالقول: سنحمل أمانة الوطن معاً.
ختام الحديث في الجلسة الافتتاحية كانت كلمة مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب المهندس “إبراهيم محمود”، الذي أشار إلى استمرار مساعي وجهود المؤتمر الوطني الرامية لتحقيق السلام لوقف معاناة الشعب السوداني، التي خلفتها الحرب، وأكد أثناء مخاطبته الحشود من عضوية الوطني بأرض المعارض ببري، التزام الحزب مع الموقعين على مخرجات الحوار الوطني،  بالعمل على توطيد دعائم القيم الوطنية والمقاصد الكبرى، في تحقيق العدل وكرامة الإنسان والشورى والديمقراطية، وزاد بالقول: إن  الهدف الإستراتيجي للمؤتمر الوطني يكمن في بناء الوطن الذي يحتاج لكل أهل السودان وأحزابهم والطرق الصوفية والمرأة والشباب والطلاب.
حيا مساعد الرئيس “البشير” وقيادته  لمبادرة الحوار الوطني، التي جنبت البلاد ويلات الحرب والدمار، وحققت وحدته وأمنه وسلامه. ولم يكتف “محمود” بذلك، بل باهى بالإنجازات التي جاءت على أكتاف الحكومة والمؤتمر الوطني، بالرغم من الحصار والحرب، على حد تعبيره. وقال: لقد استطاعت الحكومة والمؤتمر الوطني والأحزاب المتواثقة والمتعاهدة معه، من سفلتة الطرق حتى الجنينة وأبشي وملكال ومصر والقضارف والقلابات وأثيوبيا وكسلا وأرتريا، وبناء السدود في مروي وستيت وتعلية الرصيرص. وقال: لقد طوَّرنا الاتصالات وضاعفنا المساحات المزروعة وأنشأنا آلاف المدارس ومئات الجامعات.
حرص الحكومة
وشرَّف الجلسة الختامية في السادسة من مساء أمس (السبت) بأرض المعارض ببري رئيس الجمهورية، ورئيس المؤتمر الوطني المشير “عمر حسن أحمد البشير”، ومساعد رئيس الجمهورية المهندس “إبراهيم محمود”، بحضور والي الخرطوم الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” ورئيس المجلس الوطني البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” ورئيس المجلس التشريعي بالولاية “صديق علي الشيخ”، والآلاف من قيادات وعضوية الحزب.
وقال رئيس الجمهورية  “البشير” خلال  مخاطبته ختام فعاليات المؤتمر، بأن الحكومة لن تترك أي جزء من الدولة خارج سيطرتها، وأنها ستبسط الأمن والاستقرار في كافة أرجاء البلاد. وجدد في الوقت نفسه الدعوة للحركات الحاملة للسلاح للعودة إلى الوطن، والانضمام لمسيرة السلام والحوار بشقيه الوطني والمجتمعي، مؤكداً حرص الحكومة على إكمال السلام مع شركاء السلام. وقال :” نقول لبواقي الحركات (الحايمين وبتشاكلوا ويتصارعوا)، البلد بتسع الجميع. وحققنا هذا الأمر عملياً بالحوار والوثيقة الوطنية، وهي مفتوحة للجميع،  وزاد: لكن (البيابى الصلح ندمان). ومن يرفض السلام سنذهب له في موقعه، وأدينا الناس فرصة كافية.
 وأضاف “البشير” بأن الانتخابات المقبلة ستوضح وزن الأحزاب، وأن الحكومة تحرص على تحقيق المزيد من الانفتاح في العلاقات الخارجية.
وباهى الرئيس بعلاقات السودان الخارجية، وقال إنها بلغت نسبة (100%) مع الدول العربية، الأفريقية والآسيوية. وقال إنها مع الدول الغربية” ماشة لي قدام”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية