مدير منتدى "كتارا" الثقافي بقطر: المثقف إنسان جديد خلقته الصحافة
قال إن الثقافة نوع من التواصل الروحي بين الحاضر والماضي
الخرطوم ـ نهلة مجذوب
نظم معهد البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية بعنوان (مسؤولية المثقف)، استضافت مدير منتدى العلاقات العربية الدولية بالحي الثقافي القطري المعروف (كتارا) الدكتور “محمد حامد الأحمري”، وذلك تحت رعاية شركة (زين) للهاتف السيار وركز ضيف المنتدى على تعريف المثقف.
وقال مدير (كتارا) القطري إن المثقف هو إنسان جديد أحد مخلوقات الصحافة، بدأ معها، ونحتاج لنعرفه والكثير مما حوله. وأضاف إنه لا يمكن أن نعيد المثقف لعصر ما سبق الصحافة، لأن ما سبقه كان العلماء والأدباء والكتاب والفقهاء، إنما الصحفي والمثقف كانوا نتاج الوسيلة كالإعلام والصحافة.
وذكر “الأحمري” أن المثقف في فرنسا عرف بعد القرن التاسع عشر، وفي روسيا كذلك، وأشار إلى دور جماعة المثقفين التي كانت مؤثرة ودائماً ما يكون لها طعم في كل مجتمع. وأكد أن في الثقافة الأمريكية كرهاً وبغضاً لمصطلح المثقف لأنه ارتبط بالمجموعات المثقفة بالكنيسة وبمجموعة من اليسار كانت في خلاف مع الكنيسة. وقال إن كلمة مثقف أحياناً لا تريح من يتعامل معها، لافتاً إلى أن المثقفين هوجموا كثيراً في أمريكا.
وذكر أن البيت الأبيض كان أحياناً لا يفعل شيئاً، فقط ينتظر المقال الذي يكتبه الصحفي المشهور “نيرون” حتى يعلقوا عليه. وأكد أن نفوذ الصحافيين في أي بلد كبير يتصاعد وليس في تراجع، وأضاف إن الثقافة أكثر القضايا اهتماماً.
وانتقل مدير (كتارا) الثقافي ليقول إن للمثقف تعريفات كثيرة وهو بطبيعته إنسان متحيز لا نستطيع أن نقول إنه غير متحيز بطبيعة الحال لبلده ولأمته ولعقيدته، ولا يستطيع شخص أن يتعامل مع الثقافة إلا ويجد نفسه يعيش فيها ومتحيزاً لمجتمعه أكثر من غيره. وقال إن المثقف إذا كان قد شبع من التراث العربي حتى إذا كان ليبرالياً أو يسارياً فسيكون موالياً ومحباً لهذه الأمة ولتاريخها ولأمجادها، أي كل ما أشيع عن هذا التراث كان أقرب أن يعبر عنا وكل ما ابتعد وجفت موارده كان ضد المثقف، مشيراً إلى أن الثقافة هي نوع من التواصل الروحي بين الحاضر والماضي وانعكاس هذه الثقافة والمعلومات على تصرف الإنسان في الحياة اليومية.
وعرج “الأحمري” إلى موضوع اختلاف المثقف عن الناس، وقال إن المثقف ليس هو رجل الدين الذي يلتزم بأصول معرفية محددة، وليس الشاعر ولا الأديب بمعناه القديم، ولكن يرى المثقف أن الصحافة التي أوجدته دائماً تجدده وتغيره. وأكد أن المثقف هو غالباً يهتم بالشأن العام ويشارك فيه، وأبان أن الذي لا يشارك في الرأي العام لا نصنفه مثقفاً.
وأشار د. “الأحمري” إلى نوع آخر من المثقف، سماه المتواصل وهو المشغول بأدوات التواصل، وأوضح أنه أيضاً شخص جديد جيد سريع الأثر والتأثير والتواصل مع الناس.
وعبر “الأحمري” عن فائق سعادته بأنه تحدث في منبر “عبد الله الطيب”، وقال إنه كان منارة للفكر والثقافة في العالم الوطن العربي.
من جانبه، قدم مدير معهد العلامة الدكتور “الصديق عمر الصديق” شكراً عريضاً لـ”الأحمري” وقال: (إذا سئلت عن من هو المثقف لقلت الأحمري).