حوارات

عضو الآلية التنسيقية العليا ورئيس حزب الحقيقة الفيدرالي "فضل السيد شعيب" في حوار استثنائي لــ(المجهر)

لست منزعجاً من إبعادي من المناصب التنفيذية بسبب الشهادة الجامعية ولكن ….
إلمامي بمشاكل بلدي المحيطة أبلغ شهادة وأنا على موعد بالحصول على الشهادة بعد عام
*عدم تسليم المؤتمر الشعبي لقائمته واحدة من أسباب تأجيل الحكومة
*أتوقع انضمام “جبريل إبراهيم” للحوار و”الصادق المهدي” سيلتحق بقطار الحوار الوطني في أي لحظة
تترقب الساحة السياسية، تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وتنشغل بمتابعة، المشاروات التي تجري بشأنها، منذ أن تم تسمية رئيس مجلس الوزراء، الذي شرع في قيادة تلك المشاورات، ويشمل الترقب، أيضاً، التطورات على جبهة الحركات المسلحة، لاسيما قطاع الشمال، وما يحدث في داخله من صراعات خرجت للعلن، يتوقع أن يكون لها تأثيرها على مفاوضات السلام، بما يرفد الوفاق الوطني بقوى جديدة. في هذا السياق وصل، الوسيط الأفريقي “ثابو أمبيكي”، وأجرى اتصالات مع القوى المعنية، بما فيها الآلية التنسيقية العليا.
(المجهر) انتهزت هذه السانحة لإجراء حوار مع “فضل السيد شعيب”، رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي، عضو الآلية، لإلقاء الضوء على المستجدات في ملف التفاوض، وفي ملف الحوار الوطني، الذي دخلت مخرجاته حيز التنفيذ.
حوار – محمد جمال قندول
*تعليقك على إقصائك بسبب المعايير؟.
ــ أنا واحد من الذين اقترحوا هذه الشروط، وصوَّتُ لها وأرجو أن تراجع الحكومة كل الذين تبوأوا المقاعد التنفيذية والدستورية المهمة والشعب السوداني سيقف حارساً لكل ما ستضعه اللجنة العليا لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وحان الآن وقت الخبرة والكفاءة وانتهى وقت المجاملة والولاء .
*هل دفعت بمرشحين كبدلاء؟.
ـــ دفعت ببعض من مرشحي الحزب (10) منهم يحملون شهادة الدكتوراة إضافة إلى المتطلبات الأخرى.
*ألست منزعجاً من مسألة إبعادك؟.
ــــ أبداً العكس تماماً، وأنا أتعامل كحزب وليس فرداً، والحزب عبارة عن مؤسسة فيها عدد من القيادات الذين يحملون شهادة متقدمة، أما فيما يخصني شخصياً كنت وما زلت أرى بأن إلمامي بمشاكل بلدي المحيطة بها داخلياً وإقليمياً ودولياً وكيفية إدارة دفة الحكم تظل عندي أبلغ شهادة، ولي موعد مع الشعب السوداني وسأحصل على شهادة القانون من جامعة النيلين العام المقبل.

*اجتمعت مع “أمبيكي”، خلال زيارته الأخيرة للخرطوم، نهاية الأسبوع الماضي، ما الجديد فيما يخص عملية السلام؟.
ـــ اجتماعنا مع “أمبيكي” كان ناجحاً. تحدث فيه الرجل عن لقائه مع الحركات المسلحة في باريس، وعن حديثه معهم بجانب تبليغه لهم، أن الرئيس “البشير” بصدد تنفيذ مخرجات الحوار، وتشكيل حكومة على مستوى المركز والولايات، وعلى حد قوله، فإنهم وافقوا على هذا المقترح.
*هل فعلاً تم تحديد (15) أبريل الجاري موعداً لاستئناف التفاوض؟.
ــ لم يتم تحديد يوم (15)، ولكن الحركة الشعبية أخطرت “أمبيكي” أنه بعد يوم (15) ستكون جاهزة، بحسب “أمبيكي”، الذي قال إنه تحدث مع “عقار”.
*هل تم تحديد موعد قاطع للتفاوض؟.
ــ لم يتم تحديد موعد قاطع.
*هل تعتقد أن الوسيط الأفريقي مؤهل للنجاح في مهمته؟.
ـــ عملية السلام في المقام الأول مسؤولية السودانيين أنفسهم. أما فيما يتعلق بالوساطة، فإن دورها ما هو إلا تنسيق اللقاءات فقط. وأنا أرى أن يكون الاتصال مباشراً، ويجب أن يكون كذلك، طالما أن الموضوع هو موضوع سودانيين. وأن نقول للأخ “أمبيكي”: “كتر خيرك وبارك الله فيك “وقد بذلت مجهوداً.  فنحن نتمنى أن يكون دوره هو تحديد المواعيد فقط. وحتى هذا الدور نريده أن يتقلص، بحيث يكون هنالك اتصال مباشر معهم.
*كيف تنظر إلى تأثير الخلافات التي اندلعت داخل الحركة الشعبية – قطاع الشمال؟.
ـــ اعتقد بأنها تصب في مصلحة السلام وحسب ما نما إلى علمنا، فإن الذين انشقوا من أبناء النوبة يريدون السلام بصورة أساسية وقاطعة. وهذا مؤشر خير. وأتوقع أن قرار أبناء النوبة بعزل “عرمان” وإقصائه من ملف التفاوض سيصب في مصلحة السلام. 
* كآلية، هل لديكم اتصال مباشر مع الممانعين خاصة قادة الحركات المسلحة؟.
ــ نعم، لدينا تواصل مباشر، كآلية وأفراد، وأثمر التواصل عن توقيع الدكتور “غازي صلاح الدين”، وقوى المستقبل داخل السودان، بجانب “ميادة سوار الدهب” وحزبها الليبرالي السوداني،  بجانب تحالف قوى الشعب العاملة.
*هل تتواصلون مع الحركات المسلحة؟.
ــ لدينا اتصال مع حركة العدل والمساواة بقيادة د.”جبريل إبراهيم”.
*هل تتوقع انضمام قادة حركات مسلحة لمسيرة الوفاق الوطني؟.
ـــ أتوقع دخول حركة العدل والمساواة، بقيادة “جبريل إبراهيم”، وهي الأقرب، لحكومة الوفاق الوطني.
*معنى ذلك أن حكومة الوفاق الوطني قد يتأخر إعلانها؟.
ــ في تقديري أن حكومة الوفاق، يجب أن لا تتجمد، وأن تشكَّل وتعلن،لأن عملية التفاوض مع الحركات المسلحة، وحتى وأن تمت، فإن التفاوض سيأخذ زمناً طويلاً من إجراء الترتيبات الأمنية ووقف العدائيات وتكوين لجان، وهكذا من التفاصيل المعروفة. لكننا لا نمانع في أي وقت بأن تشكل حكومة جديدة تستوعب هذه الحركات، حال التحقت بالسلام، في أي وقت. لأن القضية قضية وطن وليست سلطة، وموضوع أن يكون السودان أو لا يكون.
*إذن لماذا تأخر إعلان حكومة الوفاق الوطني، حتى الآن؟.
ـــ تشكيل الحكومة فيه تعقيد نوعاً ما، وذلك لكثرة الأحزاب المشاركة، وصغر كيكة المشاركة.
*متى يتوقع إعلانها؟.
ــ أتوقع إعلان قوائم الجهاز التشريعي بالمجلس الوطني والولايات في العاشر من الشهر الجاري، ولكن الجهاز التنفيذي لا علم لي به.
*حتى الآن، لم يسلِّم المؤتمر الشعبي قائمة مرشحيه للحكومة، بحسب ما حملته صحف نهاية الأسبوع من أنباء؟.
ـــ هذه هي واحدة من أسباب عدم إعلان الحكومة، إلى جانب تعقيدات أخرى متمثلة في كيفية تشكيل الحكومة واستمرار التشاور مع بعض الأحزاب.
*متى تتوقع إعلان الحكومة كحد أقصى؟.
ــ أتوقع أن يتم إعلانها حوالي منتصف أبريل، وإذا تعدى الإعلان الأسبوع القادم  فإنه سيفتح باباً واسعاً للقيل والقال، الأمر الذي سيكون سالباً، في نظري.
*هل هنالك أحزاب أو قوى سياسية لديها إشكاليات فيما يتعلق بحكومة الوفاق والحصص؟.
ـــ لا علم لي بذلك، ولكن التشاور مستمر مع رئيس الوزراء، والقوى السياسية المشاركة.
*أين موقع “فضل السيد شعيب” من حكومة الوفاق؟.
ـــ لم يحدد بعد.. ولم يتم إبلاغي بأي شيء.
*الحزب الحاكم المؤتمر الوطني تحدث عن حكومة رشيقة، ولكن كل الإرهاصات الآن تشير إلى أن الحكومة الجديدة ستكون مترهلة.. ما قولك؟.
ــ الحكومة الرشيقة دعونا لها بعد انتهاء مؤتمر الحوار مباشرة. ولكن هنالك أخطاء منهجية لم تحسم في الحوار الوطني. والآن نعيش جزء من الإشكاليات المرتبطة بها.
*ماذا تقصد بالأخطاء التي صاحبت الحوار؟.
ــ أخطاء إجرائية. وهذا طبيعي جداً، ولكننا في إطار اللجنة التنسيقية العليا للحوار نعمل على تداركها. 
*من تتوقع مشاركتهم من قادة ورؤساء الأحزاب والحركات؟.
ـــ واحدة من مخرجات الحوار الوطني أن يشارك جميع الذين شاركوا بالحوار الوطني، وهذه الكلية تجعلنا نتوقع أن يدخل معظم رؤساء الأحزاب والحركات الذين قبلوا الحوار ويشاركوا في حكومة الوفاق الوطني.
* هل لديك توقعات بأسماء محددة؟.
ــ ليست هنالك أي أسماء.
*فيما يخص التعديلات الدستورية التي خلقت جواً من التوتر، بين الشعبي والآلية مثل زواج التراضي ما تعليقكم عليه؟.
ــ لم ينتج أي إشكال بين الشعبي والآلية، والذي حدث هو بين الشعبي ولجنة الدستور. وهذا موضوع مقدور عليه تماماً. فمخرجات الحوار الوطني، والتي جاءت من رئاسة الجمهورية للمجلس الوطني يجب أن تمر كما هي. ولم نتحدث في المخرجات عن الزواج بدون ولي.
*ومن أين أتى الشعبي بهذا التعديل؟.
ـــ المقترح المقدم من الشعبي لم يأت بزواج بدون ولي، كما ذكرت لك.
*هل تعتقد أن المؤتمر الوطني أوفى بعهوده، وأثبت جديته تجاه الحوار الوطني ومخرجاته؟.
ـــ لا شك بأن الوطني أثبت جديته داخل لجان الحوار وداخل قاعة الصداقة، والآن ننتظر جديته في إنفاذ مخرجات الحوار الوطني.
*ماذا عن الممانعين خاصة القوى اليسارية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي؟.
ـــ الأمل ضعيف في دخول قوى اليسار إلى الحوار الوطني.
*لماذا؟.
ــ لإجراءات تخصهم.
*هل تم التواصل بينكم وبينهم؟.
ـــ الاتصال تم عبر لجنة، ولكن لم يأت بشيء جديد.
*وفيما يخص الإمام “المهدي”، أين موقعه  من هذه التطورات؟.
ـــ المأمول بأن يدخل الإمام الحوار والسلام الوطني، وأنا أتوقع دخوله للحوار الوطني في أي لحظة.
*قبل أسبوعين أو أكثر أبدى حزبك اعتراضاً كبيراً على معايير الاختيار لحكومة الوفاق الوطني؟.
ـــ هذا غير صحيح..لم نعترض على أي شيء. فقط كان “الضيق” من عدم تحديد الوزارات وتسمية المرشحين حينها. وحتى الآن الأمر كما هو لم يحدث جديد. ونحن دفعنا بمرشحي حزبنا. ولكن لابد أن نسمع قبل إعلان الحكومة، ما هي الأماكن والمناصب التي ستؤول إلينا.
*ما هي رؤيتكم كقوى سياسية للعام 2020؟.
ــ عندما تم فرز الانتخابات تم استنطاقنا من قبل وسائل الإعلام المختلفة. وقلنا حينها: لا شكوى ولا طعون. بل صبر وتجويد للأداء لغدٍ مشرق. ونحن الآن نعمل للمستقبل.
*هل تستطيع الأحزاب مقارعة الوطني في 2020؟.
ــ إذا تم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني سيستطيع عدد من الأحزاب أن يقنع الشعب السوداني بأطروحاته السياسية. ولكن هذا مرهون بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
*في ظل إصرار المؤتمر الشعبي على بنود الحريات، هل تعتقد بأن نسبة الحريات المتاحة غير مرضية، بالنسبة لكم، كقوى سياسية؟.
ـــ نحن الآن بصدد تغيير كل القوانين التي تقيِّد الحريات. وحتى الآن فإن أجواء الحريات غير مرضية بالنسبة لنا.
*البعض يرى أن الحوار الوطني صنع شخصيات كثيرة من ضمنها، “فضل السيد شعيب”؟.
ـــ الحوار الوطني أضاف لنا الكثير، ولكن لدينا مخزون متواضع، ولدينا خبرات تراكمية، وتاريخ سياسي منذ ثمانينيات القرن الماضي.
*متى سيتم تغيير الولايات؟.
ــ مخرجات الحوار الوطني تتحدث عن تشكيل حكومة جديدة كاملة، بما فيها الولاية والمعتمدين، مركزية وولائية، ولكن الآجال سيحددها الأخ رئيس الجمهورية، حسب مخرجات الحوار. وبحسب الإجراءات التي تمضي أمامنا، سيكون بعد إعلان الجهاز التشريعي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية