رأي

ربع مقال

شحاد العمارات .. !!
خالد حسن لقمان
 
فوجئ المصلون بمسجد العمارات شارع(41) وفور انتهائهم من تأدية صلاة الظهر بأحدهم يقف طالباً مساعدته بالمال إلا أنه اشترط للناس شرطاً مدهشاً حيث قال موجهاً حديثه التحذيري للجميع: ( ما في زول يديني أقل من عشرة جنيهات.. سامعين ؟؟  عشرة جنيهات وفوق أقل من كدة ما عايز، عندكم القروش طلِّعوا أدونا)  بالطبع بهت الجميع من هذا الرجل الذي رفض بالفعل استلام أية فئة غير عشرة جنيهات فما فوق وقد تابعته لدقائق شاهدت في آخرها أحد المصلين يتقدم نحوه ويقدم له عشرة جنيهات فاستلمها الرجل دون أن تصدر منه  كلمة واحدة. هذا الموقف الغريب والمضحك جعلني أتفكر في قدر وحجم الخلل الذي أصاب حياتنا الاقتصادية للحد الذي اختلت معه كل المعايير الضابطة لسلوكنا المعيشي ومن ذلك بتنا ننفق ما يفوق نصف دخلنا على فاتورة الموبايل وأصبح معظم ما نأكله أطعمة مشوهة من الوصفات الأجنبية بعد أن انطفأت نيران ( كوانيننا) ليتربع الفقه  الديليفري على أدمغة ربات البيوت (المودرن)!!  ما الذي يحدث لنا؟ أين حلة البامية وحبل ( الشرموط )  وجلسة العصير وشاي المغيرب ( المحضورة جلستو) أبعد هذا كله ألا يحق لشحاذ العمارات هذا أن يطلب ما يريد؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية