المشهد السياسي
رحلوا ولحق بهم “إبراهيم الطيب الريح”
موسى يعقوب
أول هذا الأسبوع (السبت الحادي عشر من رجب 1438ه – الثامن من أبريل 2017م) رحل في العاصمة البريطانية (لندن) رجل الأعمال والبر والإحسان الشيخ “إبراهيم الطيب الريح” رئيس المجلس القومي السوداني بالمملكة المتحدة وعميد الجالية السودانية بنيجيريا، ورفيق سمو الأمير الراحل “محمد الفيصل آل سعود” في تجربته الاقتصادية الإسلامية التي رحل جلُّ مؤسسيها ولحق بهم بالأمس الشيخ “إبراهيم الطيب الريح” الذي سيشيع عصر اليوم (الأربعاء) إلى مقابر البكري بأم درمان، موطنه الثاني بعد رفاعة – رحمه الله رحمة واسعة.
وللراحل المقيم، عليه الرحمة، عند من يعرفونه وغيرهم سيرته العطرة – تقبّل الله منه، فكما كانت داره في لندن قبلة للسودانيين كذلك كانت داره في (كانو) النيجيرية التي لحق فيها وشقيقه “عثمان” بعمهما القاضي الشرعي والفقيه “البشير الريح” مؤسس كلية اللغة العربية هناك، وكانت لهما من بعد أعمالهما التجارية والصناعية التي جذبت إليهما عدداً من الكفاءات والخبرات السودانية، وأضاف وجودهما الكثير للدولة النيجيرية التي اعترفت لهما بفضلهما وصارا بعض أمرائها ومشاهيرها في الغالب الأعم.
في هذه السانحة وأنا من عرفت الراحل الشيخ “إبراهيم الطيب الريح” منذ تأسيس التجربة المصرفية الإسلامية في أخريات السبعين من القرن الماضي وإلى ساعة رحيله بالأمس أشهد له بأنه كان رجل عمل وعطا ودفع كبير بالتجربة الاقتصادية الإسلامية، فهو المساهم وعضو مجلس الإدارة المؤسس في بنك فيصل الإسلامي السوداني في 1978م، ودار المال الإسلامي في جنيف في 1981م، وكان له بعد ذلك الدفع بالتجربة مع سمو الأمير “محمد الفيصل” صوب دول شمال غرب أفريقيا ومنها السنغال وغينيا ونيجيريا.. الخ. التي زارها سمو الأمير جميعاً برفقة “إبراهيم الطيب الريح” وآخرين من رجال الأعمال والمشاهير، وقد جاء ذكرهم جميعاً في كتابنا “محمد الفيصل آل سعود” وتجربته الاقتصادية الإسلامية، التي انداحت بعد ذلك إقليمياً وعالمياً.
“إبراهيم الطيب الريح” الذي رحل هذا الأسبوع (رحمه الله) كانت له أعمال ومناشط مجتمعية وإنسانية في مجالات أخرى مما جعل السيد رئيس الجمهورية يمنحه وسام الجدارة إبان انعقاد المؤتمر العام السادس للسودانيين العاملين بالخارج في الخرطوم.
ففي (كانو) بنيجيريا كان للشيخ “إبراهيم” معهد لتدريب معلمي اللغة العربية رفد اللغة في ذلك البلد بالكثير من الدفع وقد خرّج المعهد الكثيرين وبشكل راتب.. وللغة العربية هناك خصوصيتها في دولة كنيجيريا بها أغلبية مسلمة. وقد جاء ذلك على ذات الطريق الذي بدأه الشيخ “البشير الريح” بابتداره لتأسيس كلية اللغة العربية والإسلامية هناك.
وليس وسام نوط الجدارة وحده الذي ناله الراحل المقيم وإنما أيضاً الدكتوراة الفخرية التي منحت له من جامعة الخرطوم لدوره المعروف في مجال الأعمال والاقتصاد وهو ما يستحقه، والدكتور “إبراهيم الطيب الريح” صاحب أعمال خير مجتمعية أخرى كثيرة، من أشهرها وأولى بالذكر المجموعات الطبية الكثيرة والمتخصصة في المجالات المختلفة التي كان يدفع بها من لندن إلى ولايات السودان الواحدة بعد الأخرى كل عام.. وهي مما يلبي حاجة المواطن السوداني في وقت تشحُّ فيه الإمكانات والتخصصات.
ألا رحم الله الشيخ الطيب الريح” الذي لحق بالكثيرين من أمثاله في المجتمع وفي التجربة الاقتصادية الإسلامية التي كان له دوره فيها، فرحم الله الجميع وأحسن إليهم والعزاء لأسرة الراحل وأصدقائه ومعارفه.