رأي

فوق رأي

نفد رصيدكم
 هناء إبراهيم
 
تقول حبوبة ناس جيرانا: لو إنك جلست مع نفسك وتناولت معها شاي التفاهم وتفاكرتم وتباحثتم في أموركم الشخصية لوجدت أن معظم خساراتك في الحياة حدثت بسبب تأجيلات..
والله جد..
أشخاص غلطت في حقهم، جرحت مشاعرهم.. أدركت أنك غلطان وستين غلطان ثم أجلت الاعتذار.. فخرجوا من حياتك وخسرتهم خسراناً مبيناً.. لأنك قعدت تقول بعد ألاقيهم في العيد وبعد وبعد وبعدين.
(بعدين) دي عذبتوها..
لذا حتى وإن عادت المياه إلى مجاريها ذات يوم فإنها لن تعود كما كانت.
محادثة أجلت الرد عليها.. فقدت نكهتها فخسرت ذلك الطعم.
تُشبه حبوبة جيرانا الموضوع بشيء أجلت إخراجه من الفرن فاحترق..
مئات الأفكار والمشاريع (اتنسفت نسف) بسبب تأجيل يلد تأجيلاً، فيصير الأمر (تسويف) والتسويف هو التأجيل المستمر والمتكرر بدون سبب فيترتب عليه عدم إنجاز أية مهام.
تأتي للبني آدم فكرة مهمة في تطوير ذاته فيقرر أن يبدأ تنفيذها الأسبوع القادم إن شاء الله…
الأسبوع القادم ليه؟؟ هسه دي مالا.. عيبا لي!!
ولو ضامن الأيام كلمنا..
أغلب أبناء التأجيل لا يدركون أن وقت ميلاد الفكرة هو الوقت المناسب لتنفيذها قبل أن يقل الحماس.. فكلما مر الوقت وتحدثت عن مخططاتك كلما قل الحماس (وكسرت الحنك).
وقت مناسب شنو؟ هو إنت داير تزرع قمح؟!
أقعد اتماطل كدا وانتظر الوقت المناسب إلى أن ينفد رصيدك من الطموح والأمل والعمل والحياة وكل شيء.
دايرة أقول ليك: لو نظرت في تاريخ حياتك لو جدت أن كثيراً من الأشياء سقطت منك و(راحت عليك) بسبب تأجيل المبادرة..
لم تبادر فلم تجدها..
أقسم بالله مافي حاجة بتقعد تنتظرك إلا الذي أعلمه وتعلمه.
حتى تأجيل الامتحانات السمح دا، سمح بس للناس الما قروا..
أقول قولي هذا من باب (تشنيف) التأجيل..
و……
بعدين معاك لو جيت
لدواعٍ في بالي

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية