رأي

عابر سبيل

حكومة المرحلة التي نريد!!
ابراهيم دقش
     عن السيد “ثابو أمبيكي” تحدثت، رداً على سؤال، بأني أعرفه منذ كان مناضلاً من أجل الحرية في بلاده، جنوب أفريقيا، عندما كانت تحت نير حكم الأقلية البيضاء.. وكان هو مسؤول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الأفريقي الوطني (ANC).. فهو لا يقبل على شيء إلا بعد أن يتأكد من نجاحه فيه، وهو حاذق يقترب أسلوبه في العمل من “سلخ النملة”، وفي سبيل تحقيق هدفه يتجاهل الوقت تماماً خاصة وأنه يتمتع (بطولة بال) وصبر لا يفوته فيه سوى (أيوب)، لذلك يظلمه البعض بأن آليته الأفريقية رفيعة المستوى استهلكت مالاً ووقتاً دون أن تحقق تقدماً يذكر في السودان، فامهلوا الرجل الذي لابد أنه توصل بالمداومة “والمساسقة” إلى قناعات وإلى خيارات.. وقد أسعدني أنه لم يطلب من الحكومة تأجيل إعلان حكومة الوفاق الوطني، وإن اتفق معها في استمرار الحوار الوطني ليلحق به من يشاء من الممانعين أو المترددين أو الرافضين.
أقول بذلك، لأن الحكومة المرتقبة ظلت محل ترقب من الناس وربما “تململ” من بعضهم، فيما الإعلام فشل في أن يخترق سياج السرية والتكتم المضروب حول القادمين، فلجأ محللون إلى الاجتهاد وأحياناً إلى الخيال، وما عرف الناس من أسماء الوزراء الجدد سوى استمرار “غندور” في الخارجية والفريق “عوض ابن عوف” في الدفاع و”معتز موسى” في الكهرباء والموارد المائية، وعودة المهندس “مكاوي عوض” للنفط، واستمرار “بدر الدين محمود” في المالية، ونقل د. “أحمد بلال” للثروة الحيوانية ليخلفه من العدل والمساواة في الإعلام “بشارة أرو”، وذهب التحليل أو الاجتهاد حد أن د. “التجاني السيسي” لديه تحفظ على وزارة الصحة القمة، ونُسب إلى الشعبي أنه حصل على حقيبتين وزاريتين، اتحادية ومثلها دولة، ومساعد رئيس ونائب لرئيس البرلمان، بل وحددوا له وزارتي الصناعة والعدل.. فإذا صح ذلك، كيف تكون (المحاصصة) إذن إن لم تكن تلك الخاصة بالشعبي هي عينها رغم أن المسافة بين الشعبي والوطني.. “شكلية” وليست أيديولوجية.
قلنا قبلاً ونعيدها ثانية.. المشاركة في حكومة الوفاق الوطني مشاركة مسؤولية وتتسم بالرمزية لا بالعددية، وأعلنا من واقع التجربة رفض الناس إن لم يكن ضيقهم بالمحاصصة وبالترضيات وبالجهويات والقبلية، وبتقديم وجوه عديمة التجربة تتعلم الحلاقة في رؤوس عباد الله.. فالمطلوب في حكومة المرحلة القادمة وزراء (ملء هدومهم) تجربة وخبرة وتأهيلاً وكفاءة.. وقد رأينا المثال في حكومة الراحل “جعفر نميري” عندما زار أمريكا في عهد الرئيس “كارتر” وفي معيته د. “منصور خالد” ود. “جعفر بخيت” و”عبد الرحمن عبد الله” وبروفيسور “عبد الله أحمد عبد الله” ود. “بشير عبادي”، فما إن قرأ “كارتر” سيرهم الذاتية حتى التفت إلى “نميري” ضاحكاً: مجلس وزرائك أقوى من مجلس وزرائي!!
تلقوا وين زي ده؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية