رأي

مسالة مستعجلة

 مع أضخم مناورات!!
نجل الدين ادم
أمس (الأحد)، شهدت وعدد من الزملاء أضخم مناورات جوية عسكرية بين القوات السودانية والسعودية بقاعدة فريق أول طيار عوض خلف الله الجوية بمطار مروي.. حقاً كانت كذلك، ونحن نشهد عروضاً مميزة للقوات المشاركة في هذا التمرين من البلدين، فقد سعدت بالفرصة التي أتيحت لي لأوثق لهذا الحدث المهم، وكم تمنيت أن يشاهد هذا العروض أكبر عدد من المواطنين حتى ولو من على شاشة التلفاز.. تشكيلات جوية رسمها الطيارون السعوديون في سماء مدينة مروي لم أشهد مثلها حتى على شاشات التلفزيون، وكذا الحال قواتنا الجوية السودانية التي نفذت التمرين وبشهادة السعوديين أنفسهم بمهنية عالية وجدارة يستحقون عليها الإشادة والتقدير.
ميزات مثل هذه العروض أنها تخلق علاقات تعاون بين البلدان، وتعمل على تبادل الخبرات وترسم صورة لمدى الجاهزية وهو ما تحتاج له كل دولة. ولم تكن مناورات الدرع الأزرق وليدة صدفة، بل كانت نتاج تواصل السودان مع السعودية ومشاركة قواتنا المسلحة في “عاصفة الحزم”، فكانت الثمرة هي هذا التعاون العسكري الذي شهدناه.
أكثر من فائدة يمكن أن نجنيها من مثل هذه التمارين، أولها تعزيز روح التعاون كما أشرت، بجانب أنها تمنح المشاركين من السعوديين فرصة التعرف على السودان من قرب، وقد لفت نظري ما أوردته مجلة “القوى الجوية” التي وزعت على الحضور لما حوته، وتحديداً تلك المادة المتعلقة بمساهمة السلطان “علي دينار” في أزمان سابقة في كساء الكعبة، حيث وقعت هذه المعلومة في عين أحد السعوديين المشاركين في هذه التمارين وهو يقول لي لأول مرة أسمع بهذه المعلومة، فزدت إلى معلوماته أن آبار على الموجودة عندهم الآن حفرها السلطان “علي دينار”، فكانت الدهشة أكبر عند الرجل وهو يقول (يا ريت لو وجدنا فرصة لنزور معرض السلطان). نقلت هذا الحديث في دردشة جانبية إلى رئيس أركان القوى الجوية بالقوات المسلحة سعادة الفريق مراقب جوي ركن “عصام الدين مبارك”، وقد أبدى أسفه أن مثل هذه المعلومات التاريخية غير مضمنة لدى المتحف السعودي، وأدرنا هنا حديثاً مطولاً عن تواضع السودانيين الذي دائماً ما يكون سبباً في ضياع الكثير من الحقائق.
على كل حال، استمتعنا بالعروض الجوية عبر التشكيلات الفريدة التي شهدناها، فهي بحق تؤكد نجاح القوات الجوية السودانية في استثمار حلقات التواصل لعمل هذه المناورات التي تعني الكثير.
 التحية لقائد القوات الجوية ولضباط القوات الجوية على صنيعهم هذا، وأتمنى أن لا نقف عند هذه المحطة، بل نمضي إلى الأمام.. وشكري للناطق الرسمي العميد “أحمد الشامي” على هذه الفرصة النادرة ولتفهمه لدور الإعلام وأهميته في مثل هذه العروض والمناورات، وذلك بدعوته لعدد كبير من الإعلاميين لهذا المحفل الفريد.. والله المستعان.
 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية