رأي

الحاسة السادسة

تعلَّموا منهم
رشان أوشي

أجهشت رئيسة كوريا الجنوبية “بارك غوين” بالبكاء، وهي تقف في صف انتظار تسلم بطانيتها باعتبارها السجين رقم (503) في السجن المركزي، متوجهة إلى زنزانتها، بعد إدانتها في قضية فساد واحدة، وكانت كافية لإقالتها من منصبها كرئيس للجمهورية وإيداعها السجن مع المجرمين وشذاذ الآفاق.
ذكرتني حادثة الرئيسة الكورية المقالة، مقولة منسوبة للشيخ  “محمد عبده”، عند زيارته لإحدى الدول الأوربية لأول مرة، وفي أثناء تجواله في شوارعها أزقتها، وتعامله المباشر مع مواطنيها، هاله كم الصدق، والجدية والالتزام، عاد إلى بلاده يحمل كتلة كبيرة من الإحباط أثقلت صدره، حينها قال مقولته الشهيرة ” عندما ذهبت إلى أوربا وجدت مسلمين بلا إسلام، وعندما عدت إلى بلادي وجدت إسلاماً بلا مسلمين”.
هو ذات الدرس الذي قدمته رئيسه كوريا الجنوبية والتي غالباً ما تدين بالبوذية، إلى خلفاء الله الراشدين في الدولة الإسلامية في السودان، حيث رائحة الفساد تزكم الأنوف، والفاسدين معلومين للقاصي والداني، والمراجع العام (جهة حكومية بحتة) تصدر سنوياً تقريرها تتصدره قضايا اختلاس المال العام وتبديده، وأرقام أموال الدولة التي يستولى عليها بعض المسؤولين المعروفين اسماً ورسماً، ولم نسمع بمحاكمة شخص، أو إقالة وزير أو والٍ من موقعه بسبب قضية فساد.
تكوَّنت آليات وآليات لمحاربة الفساد، وأصدرت قرارات وقرارات، ولكن مازال الحال في حاله، وأموال الشعب تذهب إلى أرصدة البعض في أوربا وغيرها، ويمتلك معتمد في محلية صغيرة لا يتجاوز راتبه أربعة آلاف جنيه، منزلاً فخماً في أرقى أحياء العاصمة، يدرس أبناؤه في مدارس الرأسمالية، وتتزين زوجته بالمجوهرات، ولا يسأل من أين لك هذا؟.

rishanoshi@gmail.com

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية