رأي

ربع مقال

علي الحاج..هبت رياحك فاغتنمها
خالد حسن لقمان

.. لعل من بين أكثر ما يمكن وصفه في واقع الحالة السياسية السودانية الآن بالعقلانية والحكمة هو ما مثله أخيراً انتخاب الدكتور “علي الحاج محمد” القيادي الإسلامي التاريخي، أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي خلفاً لشيخه “الترابي”.. ففضلاً عما لاقاه من توافق تام داخل المؤتمر الشعبي، فقد وجد هذا الاختيار ارتياحاً كبيراً وسط الإسلاميين، بل ووسط قطاعات واسعة، وغالبة من المجتمع السوداني، وقد حكم هذا الارتياح على مختلف مستوياته هذه حس جمعي ذكي في الكيفية والوصفة التي يجب أن يعبِّر بها الجميع مع وطنهم الواحد المتحد إلى بر الأمان .. “علي الحاج” رجل شديد الذكاء لديه من التجارب ما أوصله الآن للوقوف على نهايات المعادلة وخروجها إلى نتيجة أن نكون أو لا نكون جميعاً كوطن ودولة.. وهذا أمر جيد، إلا أن ذكاء الرجل لابد وأن يتسع ليدرك بأنه سيخسر الكثير إذا ما اتخذ له دوراً منطوياً على تفاصيل حزبه ومشاكسات عضويته بين صقور وحمائم دون الانتباه إلى تاريخية دوره كقيادي إسلامي يحمِّله الكثيرون، ممن سلموا من كارثية الأخلاق وتعفن النفوس، آمالهم التي لازال بعضها بين جوانحهم ليعود شيء من زهو الماضي يوم لم يكن أحد يعلم من أين جاء “علي الحاج”، ومن أين حضر “علي عثمان”؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية