"بكري" يبشر بمخرجات الحوار خلال مخاطبته المؤتمر التنشيطي لولاية نهر النيل
النائب الأول رئيس مجلس الوزراء يؤكد تشكيل حكومة الوفاق في الأيام القادمة
عطبرة ــ محمد جمال قندول
في إطار المؤتمرات التنشيطية للمؤتمر الوطني التي تنتظم مختلف ولايات السودان، وتحت شعار: (نهضة شاملة ومشاركة فاعلة)، عقدت ولاية نهر النيل مؤتمرها التنشيطي الذي شرفه النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”.
ووسط استقبالات شعبية حاشدة، هبطت طائرة النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” بمطار عطبرة في التاسعة من صباح (الاثنين) الماضي، وكان في مقدمة مستقبليه قيادات الحزب والولاية. وكان برفقة سيادته العديد من الشخصيات القيادية في مقدمتهم الأمين العام للحركة الإسلامية “الزبير أحمد الحسن” وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي “مشاعر الدولب”، وزير الزراعة” إبراهيم الدخيري”، وزير الحكم المحلي د. “فيصل حسن إبراهيم”، القيادي د. “نافع علي نافع”، بجانب أمين أمانة الشمال الاتحادي البروفيسور “خميس كجو كندة”، ورئيس لجنة الاقتصاد بالمجلس الوطني البروفيسور “أحمد المجذوب” وأمين أمانة التعبئة “عمار باشري”. وكان والي الولاية اللواء حقوقي “حاتم الوسيلة السماني” على رأس المستقبلين، بجانب أعضاء حكومته وقيادات الحزب.
{ مشاهدات وكلمات
وصل رئيس الوزراء مقر الحزب في حوالي الثانية عشرة ظهراً، حيث استقبل بالهتافات من قبل أعضاء الحزب. ومن ثم بدأت جلسات المؤتمر الذي ينعقد تحت شعار: (نهضة شاملة ومشاركة فاعلة)، وكانت أولى الكلمات لنائب رئيس المؤتمر الوطني “محمد الطاهر عمر العمدة”، الذي ابتدر حديثه بالتأكيد على التزامهم بتطبيق مخرجات الحوار الوطني بكل تفاصليها، والحرص على إنجاح مساعي الإصلاح، وأعلن ترحيب أهل الولاية باختيار الفريق “بكري” لمنصب رئيس الوزراء القومي، وحرصهم على أن يكونوا عضداً وسنداً لدعم الوفاق الوطني. وأشار إلى أن المؤتمرات التنشيطية أحدثت حراكاً سياسياً مميزاً، حيث انعقدت (1100) مشاركة لشعبة الأساس، بجانب (73) منطقة، وكانت نسبة المشاركة فيها (83%)، ثم تنافست المحلية، وتميزت بنسبة مشاركة بـلغت (87%)، وخرجت المؤتمرات بتوصيات مفيدة أجمعت على وحدة الصف والاهتمام بمعاش الناس وخدماتهم ورحبت بمخرجات الحوار، وأيدت برنامج إصلاح الدولة، وأشاد “الطاهر” برئيس الحزب الذي لم يفوت- على حد تعبيره- أي منشط خلال (9) أشهر.
فيما تحدث إنابة عن الأحزاب السياسية بالولاية “عادل عبد اللطيف” الأمين العام للمؤتمر الشعبي بولاية نهر النيل، وابتدر حديثه بتقديم الشكر للمؤتمر الوطني بنهر النيل على هذه السانحة وسعيه لبناء هرمي والنشاط الحيوي الذي يرسم لوحة تعكس الحياة الشورية والتجديد للحياة السياسية، وتجديداً للقيادات والواقع.
ولم ينس “عادل” أن يعرج إلى الحديث عن الراحل “الترابي” في ذكراه الأولى معدداً مآثره وأفضاله على الحركة الإسلامية السودانية. وتطرق لمشروع الحوار الوطني الذي وصفه بأنه ليس بتكتيك سياسي وإنما هو “مشرط” يفعل في مشاكل السودان ما يفعل- على حد قوله-ويجد لها الحلول النافعة ويؤمن السودان والشعب، مؤكداً في ذات الإطار دعمهم اللا محدود لمخرجاته وحرصهم على حراستها حتى ينتقل السودان إلى أعلى المراتب.
وأشار “عادل” إلى أن ثمة استقطاباً في العالم للقطبية الأحادية الأمريكية والمؤامرات الخارجية، و(لكننا نقول إن السودان هو سودان الإسلام والشريعة والإيمان).
بدوره، تحدث رئيس القطاع التنظيمي ووزير الحكم المحلي، د. “فيصل حسن إبراهيم”، مشيراً إلى أن المؤتمر يأتي في ظل ظروف استثنائية، وأنه يمثل دفعة قوية لتواصل المسيرة بجهد أكبر وهمة عالية وتطلع كبير للمستقبل لتحقيق أهداف البلاد الكبرى بالأمن والتنمية. ولتحقيق ذلك قال إنه لابد من توافر مطلوبات، ومنها إعلاء الولاء لله سبحانه وتعالى فوق كل الولاءات الأخرى، داعياً إلى تجاوز الجهويات.
ونوه فيصل إلى ضرورة العمل لاحتواء كل أنواع النزاعات والاختلافات والعمل على التضامن، مؤكداً أن الحزب أكثر وحدة اليوم، مشيراً إلى وجود تحديات بارزة يجري العمل على مجابهتها فيما يتعلق بإصلاح الحزب والدولة والحياة السياسية، بما يحقق الاستقرار، بجانب إنهاء الحرب وبناء قاعدة للسلم والأمن وسيادة حكم القانون ورفع راية الإنتاج. وعدّ فيصل الولاية مؤهلة لأن تكون أنموذجاً للأداء الفاعل لجميع ولايات السودان، ودعا “فيصل” إلى خطاب سياسي متوازن يتلاءم مع مرحلة الوفاق الوطني، الذي مضي قدماً، بعد أن بدأ بالحوار السياسي ليستمر بالحوار المجتمعي ودعاً إلى أن يكون المؤتمر التنشيطي فرصة للمراجعة.
{ مشروعات طموحة
من جانبه، قال والي الولاية اللواء حقوقي “حاتم الوسيلة” إن المؤتمر خرج بتوافق تام وناقش قضايا الولاية، مؤكداً على إنفاذ مخرجات الحوار بولايته على جميع المستويات، ورعايتهم لمجلس الأحزاب والالتزام بإصلاح الحزب والدولة بعمل جاد ومخلص عبر حوسبة الحكومة وجعل الحكومة الإلكترونية هي الشعار، والاهتمام في المقام الأول بمعاش الناس، بالتعليم والصحة. ونوه إلى أن حكومته تعمل بمشروعات طموحة ومؤسسة.
وأشار “حاتم” إلى أنه خلال عام سيخرجون من مرحلة الخدمات الأساسية إلى مرحلة الادخار، وأضاف إنهم مزقوا فاتورة البترول بمنطقة أبو حمد، وإن همهم الأول الآن هو الزراعة التي يعولون عليها، لذلك بدأوا في مشاريع التقاوي وإنشاء المخازن المبردة، مشيراً إلى أن المشروع البستاني هو الأول بالولاية ويقود الزراعة. واختتم الوسيلة حديثه قائلاً إن الولاية آمنة، (وإذا فشل فيها زول واحد يكون فاشل الوالي وحكومته)، مؤكداً أن الولاية تنطلق إلى الأمام، مشيراً إلى تحمله المسؤولية بالكامل لكل صغيرة وكبيرة داخلها.
ختام الحديث كان للنائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء القومي، الذي تحدث وسط هتافات الحضور (خيرنا ونحن معاك.. فليعد للدين مجده.. الله أكبر.. لا إله إلا الله).
وابتدر الفريق أول ركن “بكري” حديثه متقدماً بالشكر للوالي، وأهل نهر النيل على حفاوة الاستقبال وقال: (نمشي للخرطوم ونقول ليهم نوموا قفا، ونهر النيل جاهزة)، وأشار إلى أن ما شاهدوه يكذب بعض الأقوال المتضاربة، وأن هذا الحشد يمثل برلماناً مفتوحاً، يؤكد أن الوطني حزب ملتزم بالمؤسسات والنظام الأساسي واللوائح والشورى والديمقراطية، ولولا وحدة صف الحزب لما كان نجاح الحوار الوطني. وأشار إلى أنه يجب إفساح المجالس لإشراك أكبر قدر من القادمين للحوار الذي جاء بمبادرة من رئيس الجمهورية، وهو بمثابة مراجعة لأزمات نصف قرن من الزمان. كما أشار إلى أن الحوار الوطني هو أكبر عمل سياسي، وأن من جاءوا إلى قاعة الصداقة كانوا صادقين، وأكد أن الرئيس ملتزم بتنفيذ مخرجات الحوار كونه عهداً. وقال أن العمل بالتشاور مستمر، وأضاف: (خلال الأيام القادمة سنشكل الحكومة، ونحدد مطلوباتها التي يأتي في مقدمتها فرض سيادة الدولة والإنتاج والإنتاجية ومعاش الناس).
ونوه “بكري” إلى أن المؤتمر الوطني بصفته الحزب الحاكم وصاحب أكبر نسبة الآن في الحكم سيتنازل من مستحقاته، وذلك لإشراك الآخرين وتفادياً لحكومة مترهلة، وقال إن الولايات ستكون على ذات النهج، بحيث يتنازل الوطني في أية ولاية عن حصة حكومتها التنفيذية بنسبة (50%)، وأشار إلى أن رفع العقوبات الأمريكية جاء نتاجاً طبيعياً لما يجري بالداخل، وفي مقدمة ذلك سعي الدولة لتحقيق السلام.