تفاصيل قوائم التحقق وانتشار الصحف.. (المجهر) ضمن قائمة الثلاث صحف السياسية الأولى
مجلس الصحافة: تراجع في نسب التوزيع وصل (21%)
تقرير ـ نجدة بشارة ـ مهند بكري
(تمنينا أن يحمل التقرير في هذا العام بشريات ولكن ليس باليد حيلة)، بهذه العبارة ابتدر رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية “فضل الله محمد” كلمته في المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان التقرير السنوي للتحقق من توزيع وانتشار الصحف للعام (2016).
في ظل التراجع المستمر في توزيع “الصحف الورقية” الذي أرجع قادة الإعلام بالبلاد أهم مسبباته إلى التطور التقني في “النشر الإلكتروني”، بجانب قصور المؤسسات وتكالب الأزمات الاقتصادية على القطاع،أعلن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية، أمس (الثلاثاء)، التقرير السنوي (التحقق من انتشار الصحف).وقد تفوقت صحيفة (المجهر السياسي)وحازت المرتبة الثالثة بين الصحف السياسية التي بلغ عددها (25) صحيفة، بنسبة توزيع (68%)، وبين التقرير أن متوسط توزيعها اليومي (10-12)ألف نسخة، واحتلت (الانتباهة) صدارة الصحف السياسية بنسبة (83%) بمتوسط توزيع يومي (24-25) ألف نسخة، تلتها (الصيحة) في المرتبة الثانية بنسبة (75%) بمتوسط توزيع يومي (14- 15)ألف نسخة، وتصدرت صحيفة (الدار) الاجتماعية ترتيب الصحف بالبلاد تلتها الانتباهة “السياسية”.
وأوضح التقرير عن إحصاءات عدد الصحف العاملة بصورة منتظمة، وهي (43) صحيفة منها (24) صحيفة سياسية شاملة، (11) صحيفة رياضيةو(8) صحف اجتماعية.
وكشف الأمين العام للمجلس القومي “عبدالعظيم عوض” في المؤتمر الصحفي الذي عقد “أمس” بالقاعة الكبرى عن تراجع نسب توزيع الصحف مقارنة بالعام السابق بنسبة (21%)، حيث بلغ عددالمطبوع لكل الصحف (116,548,158) نسخة، موزعة منها (57,773,881) نسخة سياسية بنسبة (51%) من جملة النسخ المطبوعة،ورياضية بنسبة(37,025,746) نسخة بنسبة توزيع (43%)، والاجتماعية (18,202,458) بنسبة توزيع (16%)، وبين أن الكمية الموزعة داخل العاصمة بلغت نسبتها (69%)، بمتوسط توزيع بالعاصمة (47,090,200) مليون نسخة يومياً، والكمية الموزعة فعلياً من الصحف العامة بالبلاد بالغ (72,796,326) بنسبة (62%).
وقال “عبد العظيم”إن صحف المجموعة الأولى ضمت صحيفتي (الدار) بمتوسط توزيع يومي (24-25) ألف نسخة، و(الانتباهة) بنسبة توزيع (21-22) ألف نسخة، والمجوعة الثانية ضمت صحيفتي (الصيحة، وسوكر) بمتوسط توزيع يومي (14- 15) ألف نسخة.
وضُمنت صحف (المجهر، قوون، والصدى) بمتوسط توزيع يومي (10-12) ألف نسخة في المجموعة الثالثة، وفي المجموعة الرابعة (السوداني، واليوم التالي، والتيار، والجريدة، والجوهرة، والأسياد، وآخر لحظة) وبلغت نسبة توزيعها اليومي في المتوسط (7- 9) ألف نسخة، والمجموعة الخامسةشملت (الرأي العام، وماركة، والأوائل، والزعيم) بمتوسط توزيع (5-6) ألف نسخة يومياً، وضمت المجموعة السادسة (13) صحيفة كان متوسط توزيعها أقل من (5) آلاف نسخة منها (التيار، والصحافة، والشرق الأوسط كصحيفة عربية انتظمت بالطباعة والتوزيع داخل السودان خلال العام السابق).
{ أسباب تراجع الصحف
رهن الأمين العام للمجلس “عبدالعظيم عوض”، تنفيذ وعود الرئاسة بدعم الصحف، حال مساعدة الصحف أنفسها في ترقية المؤسسات الصحفية، والتي هاجم بعضها قائلاً: (كثير من الصحف لا ينطبق عليها وصف “مؤسسة”).
رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات “فضل الله محمد” عبر عن خيبة أمله من تقرير انتشار الصحف، وقال إنه وفقاًلقانون الصحافة وطبقاً للمادة (9ك) فقدأعدبمنهجية عالية على الرغم من انتقادات متوقع أن يواجهها التقرير، وزاد: (نحن مطمئنون.وتمنينا أن يحمل التقرير بشريات لهذا العام، لكن جاءت النتائج غير متوقعة وليس باليد حيلة)، وتساءل: (هل الأمر يعود للأزمة العالمية؟ أم ارتفاع تكلفة الطباعة؟ أو محتوى المادة المنشورة؟)، مطالباً بإخضاع ما ذكره للتحليل والنظر في أسباب التراجع لتدارك أخطاء الماضي ومعالجة ما يمكن التنبؤ به مستقبلاً لصناعة صحافة ورقية تحمل جيلاً جديداً.
وعدّ رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس “عبد الله محمد علي الأردب” المسبب الرئيسي في انحسار توزيع الصحف “ورقياً”، يكمن في التطور التقني والإعلام الإلكتروني، الذي وصفه بإعلام الجيل الجديد، منبهاًإلى أن الفترة القادمة قد تشهد انحساراً أكبر في نسبة توزيع وأعداد الصحف الورقية، حال استمرار ماوصفه بتدني القدرات المهنية لدى الصحف، بيد أنه عاد وطالب المؤسسات الإعلامية بتكثيف خدمة الأغراض الصحفية.
{ تدني أجور “الصحفيين”
أقر المجلس القومي بوجود أزمة،لخصهافي تدني أجور الصحفيين، وقال “عبد العظيم” إن المجلس يعلم بضعف مرتبات الصحفيين في المجالات الصحفية الحقيقية (المحررون)، مبيناً أن المجلس قام بخطوات تجاه وضع لائحة خاصة بمناقشة أجور الصحفيين عبر التنسيق مع الناشرين وملاك الصحف لتطبيق اللائحة وتوحيد نسبة الأجور عبر دراسات وتحاليل تشمل الواقع المعاش.
وأبدى عدد من قادة الصحف بالبلاد تخوفهم من اندثار الصحافة الورقية في ظل ارتفاع التكلفة الإنتاجية للعدد، خاصة ارتفاع نسبة “الضرائب، والجمارك” المفروضة على المواد المستوردة، في وقت طالبوا فيه المجلس بالتدخل في حل أزمات التوزيع، وأن لا يقتصر دوره في التحقق من نسب الانتشار، خاصة عن طريق “الأكشاك” التي تنظمها السلطات المحلية.
{ الخروج من مضمار المنافسة
قال “عبد العظيم” إن هنالك صحفاً تميزت خلال الشهور الأولى من العام بأرقام كبيرة في التوزيع، ثم تراجعت أرقامها في الشهور الأخيرة حتى وصلت أدنى مستوى لها في ديسمبر، مما أدى إلى استبعادها من المنافسة، وبيّن أن المجلس يعكف على متابعة التوزيع عبر مراحل (يومياً، أسبوعيا، وشهرياً) حتى يخلص إلى نسبة توزيعها “سنوياً”.
وأشاد بصحيفة (القوات المسلحة) التي قال إنها توزع كل الكمية المطبوعةرغم توزيعها مجاناً، بجانب صحف ولاية البحر الأحمر التي بيّن أنها مستقرة، وتصدر أكثر من صحيفة.
{ صحف لم تبد ملاحظاتها
قالت الإدارة المتخصصة بالأمانة العامة للمجلس إنها عكفت على جمع البيانات، وأجرت عمليات إحصائية وتحليلية اللازمة للوصول إلى موقف الصحافة السودانية من خلال مؤشرات القراءة والتوزيع لكل الصحف، وكل صحيفة على حدة.
وبينت الأمانة في تقريرها للعام 2016 أنها عقب أجراء الإحصائية الأولية عرضت التقرير الخاص على كل المؤسسات الصحفية “كل صحيفة على حدة”، لتمليكها بيانات التوزيع المضمنة في التقرير السنوي عن كل شهر، بغرض إفادة الإدارة بما إذا كان لديها ملاحظات متعلقة بدقة التقرير الخاص بها، وأنه عقب مضي الفترة المحددة لتسلم الردود انحصرت في جزئية قليلة من الاشتراكات التي توزع بواسطة الناشر وليس “دار التوزيع”،مبيناً أن الصحف التي أبدت ملاحظاتها هي (الجوهرة ـ السوداني ـ الشرق الأوسط ـ الصدى ـ سوكر ـ اليوم التالي ـ إيلاف)، ومن ثم اعتمد المجلس البيانات التي بطرفه.
وقال “عبدالعظيم” إن المجلس يثق في المؤسسات كافة التي تملك “مطابع” ودور نشر، وتملّك المجلس أرقام توزيعها بشفاقية.