حوارات

القيادي بالاتحادي الديمقراطي (الأصل) "علي محمود حسنين" لـ(المجهر)

“الميرغني” فقد شرعيته.. نحن ما زعلانين.. وهذا ردي على “حاتم السر”…!!
من يحاورون المؤتمر الوطني (منهزمون ) يسعون إلى “كيكة” السلطة (المسمومة)
حوار- محمد إبراهيم الحاج
القيادي الاتحادي “علي محمود حسنين” من القيادات التاريخية للحركة الاتحادية، يعرف عنه خصومه قوة حجته وصعوبة مراسه ودفاعه المستميت عن مواقفه ونجاعة أدواته التي يستخدمها لإقناع خصومه.. لديه خبرات تراكمية في العمل السياسي منذ أن كان رئيساً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم في دورتين والأمين العام لاتحاد الطلاب الأفارقة فوق الجامعة في الأمريكتين (PASOA) ومقره الولايات المتحدة، وبحكم الموقع أصبح عضواً في العديد من المنظمات ذات الأصول الأفريقية، وشارك في النضال ضد التفرقة العنصرية وقتها، وقابل العديد من رجال التحرير من أفريقيا في الفترة من 1960 إلى 1962.. كما كان عضواً باللجنة التنفيذية للحزب الوطني الاتحادي (1965 – 1967)،الى جانب عضويته في العديد من اللجان والهيئات ، ومنها لجنة إعداد الدستور (1967 – 1969)، الجمعية التأسيسية منتخباً عن دائرة دنقلا عام 1968، والهيئة البرلمانية للحزب الاتحادي الديمقراطي (1968 – 1969)، و القيادة العليا للحزب الاتحادي الديمقراطي، في العمل السري ضد النظام المايوي، و القيادة العليا للجبهة الوطنية ضد نظام مايو العسكري (1969 – 1985) وأحد قادة ثورة رمضان 1973.
أسس “حسنين” الجبهة الوطنية العريضة التي انتخب رئيساً لها.. ومع التطورات الأخيرة في الساحة السياسية السودانية إجمالاً والاتحادية خاصة، تناولنا معه بعضاً مما يدور، فإلى مضابط الحوار.
{ بداية كيف تنظر إلى التطورات الأخيرة داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وما يدور فيه من نزاعات بين قياداته؟
_ لا علاقة لنا بكل ذلك، لأن هؤلاء الناس خرجوا على الحزب منذ عام 2011 وخرجوا على دستوره وعلى ماضيه وعلى رغبة جماهيره، وبالتالي لم يعد بيننا وبينه جامع.. نحن في الاتحادي الديمقراطي ملتزمون بدستوره وبإرثه النضالي، أما هؤلاء فلم يعد بيننا وبينهم إلا رابط الأخوة الإنسانية.. (عشان كده) لا نتابع أخبارهم وهم يتصارعون فيما بينهم.
{ أنت تتحدث عن قيادات تمثل الاتحادي حالياً لكن أنتم لا وجود لكم في الساحة السياسية؟
_ الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) يقيم مؤتمراته عبر الانتخابات الحرة، وموقفه ثابت وواضح في مقاومة الأنظمة الشمولية وعدم الجلوس معها لمحاورتها.
{ أنا أتحدث عن موقعكم الآن داخل المشهد السياسي؟
_ أنا الآن أعمل عبر جبهات متعددة، ليس في الاتحادي (الأصل) فحسب، بل في مستوى قياداته المهنية والطلابية والجماهيرية، و(شغالين شغل مكثف)، ليس تنظيمياً فحسب، ولكن نضالياً ووطنياً، ومعارضة الأنظمة الشمولية هذا أمر نسير فيه بكل قوة، ونعمل في الجبهة الوطنية العريضة، وهو وعاء شامل يضم تكوينات عدة، كما نعمل في المركز الموحد ، وهو أوسع من الجبهة الوطنية العريضة، وهو عبارة عن تنظيمات فاعلة كان لها دور في الحراك الوطني الجماهيري الأخير يهدف إلى جمع المعارضين.
{ ما هو المركز الموحد؟
_ قام هذا المركز خلال الفترة الماضية، وهو مكون من عدة تنظيمات من بينها الجبهة الوطنية العريضة وتنظيمات شبابية قادت العصيان المدني الأخير في “نوفمبر” و”ديسمبر” من العام الماضي، ويضم تنظيمات شبابية متعددة لا تزال جزءاً لا يتجزأ من العملية النضالية الوطنية، ونسعى إلى أن نضم بقية الكيانات السياسة والقوى، وقدمنا الدعوة إلى قوى الإجماع الوطني والجبهة الثورية ، ولم تعترض تلك الجهات على تكوين المركز الموحد، لكن هناك بعض الإجراءات الإدارية المتبقية وسنعلن وقتها أن كل القوى المعارضة قد اتحدت من أجل إسقاط النظام، لأن الحوار مع النظام لا يسقطه.. الحوار والإسقاط خطان متوازيان لا يجتمعان، فمن يحاور النظام يريد تحسينه، كل الذين جلسوا معه وحاوروه يعترفون به ويريدون تحسين الأداء في النظام.
{ لكن كثيراً من القوى السياسية تهدف من محاورة الحكومة القائمة إلى تحقيق اختراق إيجابي في عدة أشياء؟
_ هذا النظام لا يتفكك عبر أي حوار.. فهو ممسك بكل مفاصل الدولة السودانية مثل الأمن والاقتصاد والإعلام، وهو يستخدم الآخرين ليكونوا جزءاً منه، وبعض الحالمين يقولون إنهم يريدون تفكيكه، ولهذا فإن من يحاورونه يخبئون عجزهم وفشلهم.. وفي المحك العملي لا يريدون هذه الصورة.
{ هناك حكومة قومية سيتم تشكيلها من كثير من القوى السياسية خلال الأيام القادمة؟
_ لن يكون هناك أي تغيير قادم.. لا يعنينا من يحكم بقدر ما يعنينا كيف يحكم.. وهل توجد حريات، وحرية التظاهر واستقلال القضاء وغيرها من مستلزمات التحول الديمقراطي.. لا يهمنا الحكومة القادمة ولا من يكون فيها.. ولا يهمنا الصراع الآن داخل المجموعة التي تركت الحزب الاتحادي (الأصل) وتتصارع من أجل المناصب.. عندما اقرأ في الصحف خبراً عن الاتحادي (الأصل) لا أكمل قراءته لأن الأمر لا يعنيني في شيء و(هؤلاء الذين ينتحلون صفة الاتحادي الديمقراطي الأصل لا أتابع أخبارهم) لأنهم مجموعة من (المنهزمين ) الذين يريدون أخذ (كيكة) السلطة، ونحن لا ننظر إلى هذه الكيكة (المسمومة).
{ ولكن هذا الأمر قد ينجم عنه بعض الانفراج خاصة في مسألة الحريات؟
_ دعني أسألك أولاً: هل تحس أن هناك انفراجاً في الحريات الآن؟ وهل تقوم الأحزاب بعقد لقاءاتها الجماهيرية دون التعرض لها؟ وهل تم إيقاف الحرب في بعض الجهات السودانية؟ الآن الحرب أصبحت موجودة في كل مكان بالسودان.
{ الحوار في حد ذاته مبدأ يمكن أن يغير الكثير؟
_ نحن نريد أن نغير السلطة كلها ونقيم نظاماً ديمقراطياً تعددياً وإقامة حكم القانون ،وما زالت رموز الإنقاذ كلها تحكم البلاد.
{ لكن الحديث عن إسقاط الحكومة قد يقود إلى القول إن كل التحركات ضدها باءت بالفشل، ولم تستطع أن تسقطها طوال العقود السابقة؟
_ الشعب السوداني لا توجد قوة أقوى منه.. الشعب المصري مثلاً انتظر أكثر من (30) عاماً حتى أسقط “مبارك”، وليبيا أسقطت “القذافي” بعد (40) عاماً.. ونحن عندما تتحد المعارضة والشعب السوداني نحو هدف محدد لا تستطيع أية قوة على وجه الأرض أن تقف في مواجهته مهما كانت تملك من قوة.. الشعب السوداني أقوى من القنبلة الذرية وهو سينتصر عاجلاً أم آجلاً، وتوقيت انتزاع الحكم بيد الله سبحانه وتعالى وحده.. نحن لا نكره أحداً.. نحن نكره أفعالاً.
{ “حاتم السر” علق على مؤتمر “أم دوم” بقوله إن كل خلافات الاتحاديين في طريقها إلى الزوال.. ما تعليقك؟
_ الجماهير التي جاءت إلى “أم دوم” جاءت ملتزمة بقوانين الدستور والمادة (3) من الدستور تلزم أي عضو في الاتحادي أن يرفض أي نظام شمولي عسكرياً كان أم مدنياً ومقاومته بكل صلابة وتصميم وعندما تأتي مشاركة قيادي في النظام الشمولي تكون الجريمة أكبر وهذا يسمى خروج كامل من الحزب.. إذا كان “حاتم” أو غيره من الذين شاركوا في 2011 وفي 2015 أو الذين يسعون إلى المشاركة في الوقت الحالي.. وجماهير الحزب جاءت لتعيد الحزب إلى الدستور.. ونحن ما (زعلانين) لأن القاضي عندما يحكم على (الحرامي) فهو يطبق القانون وليس لأنه (زعلان) منه.
{ إذن القواعد هي التي تحاسب القيادات؟
_ من يخرج عن دستور الحزب تسقط عضويته تلقائياً، وأي شخص شارك في الحكومة الحالية سقطت عضويته من الحزب تلقائياً.
{ من أين تستمدون شرعيتكم؟
– أولاً، نحن نستمد شرعيتنا من دستور الحزب الذي يرفض النظام الشمولي، الذي يقول إن المؤسسات الحالية تمثل شرعيات غير موجودة في الحزب، وما تم في “أم دوم” ممثلاً من جميع ولايات السودان، ولم نختر شخصاً وإنما جاء هؤلاء بتفويض من ولاياتهم، وجاءوا يمثلون جماهير الحزب (الاتحادي) من كل ولايات السودان.
{ لكن الأجهزة الرسمية لم تعترف بوجودكم؟
– نحن لا نحتاج ولا نسعى إلى اعتراف مؤسسات الدولة.. نحن أساساً نستمد شرعيتنا من جماهير الحزب (الاتحادي) ولا نسعى لاعتراف من أحد.. اعترافنا بدستورنا وموقفنا وجماهيرنا، ولا نأخذ صك اعتراف من المؤتمر الوطني، أو من السلطة، ونحن لسنا مع السلطة ونرى أنها سلطة غير شرعية.
{ بصراحة.. هل تعتقد أن جماهير الحزب تؤيد انقلابكم على “الميرغني” الرئيس الشرعي؟
{ أية شرعية هذه؟ دستور الحزب يقول إن الرئيس هو الذي انتخب في مؤتمر عام للحزب.. والذي يمارس عمله لم ينتخب في مؤتمر المرجعيات واستمر رئيساً بحكم رعايته للحزب، وهو رئيس بـ(وضع اليد) والمؤتمر لم ينتخبه، وإنما انتخب دون ذلك، وتجاوزنا هذه النقطة والمؤتمر أجاز دستوراً حدد أهداف الحزب في المادة (3) التي تنص على أنه على كل أعضاء الحزب مقاومة ومعارضة أي نظام شمولي، ومقاومته بكل تصميم حتى الدستور القادم، وعندما تأتي قيادة الحزب ولا تكتفي بعدم المعارضة، بل تصبح جزءاً من النظام الشمولي، من أين إذن تستمد شرعية بقائها؟ وهذه أسئلة لا تحتاج إلى نص دستوري، وتكون بالتالي تلقائياً خرجت عن الحزب.

{ قلت إن “الميرغني” ظل رئيسًا للحزب بوضع اليد.. ماذا تعني بذلك؟
_ لأنه حتى هذه اللحظة لا توجد جماهير انتخبت “الميرغني” رئيساً للحزب لأنه في عام 1985 قبل السيد “زين العابدين” والسيد “علي الميرغني” به رئيساً للحزب وأنا لم أقبل به وخرجت عن الحزب وكونت الوطني الاتحادي حتى جاءت الإنقاذ، ووقتها اتحدنا مرة أخرى لإسقاطها، وعملنا معاً حتى مؤتمر المرجعيات في عام 2004 في القاهرة، وأعددنا دستور الحزب، وأكدنا المبدئيات، وحدثت الفرقة بيننا في عام 2011 عندما خاض “الميرغني” انتخابات 2010 وأنا كنت ضدها، ثم عاد “الميرغني” ذاته وقال إن هذه الانتخابات مزورة ولا يعترف بها، وقال إنه لا يعترف بهذه الحكومة، ثم عاد بعد ذلك وفاوضها، والفراق بيني وبين “الميرغني” ليس شخصي ولكنه على أساس مبادئ ثابتة.
{ كيف تنظر إلى الحكومة القادمة؟
– مشاكل السودان خلقها النظام الحالي، وإذا كان هو من خلق هذه المشاكل فهو غير قادر على حلها ولا أرى أي تغيير حقيقي في الحكومة القادمة.. لأن كل الأحزاب المشاركة لن تدخل ببرنامجها، وإنما هو برنامج النظام والحوار الذي جرى (منولوج) أي حوار الشخص مع ذاته، وليس (ديالوج) أي حوار الإنسان مع الآخر.. ولهذا فإن المؤتمر الوطني حاور نفسه في الحوار الوطني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية