لكل من تساءل عن غيابي المترف
نضال حسن الحاج
كنت كلما غادرت الكتابة الصحفية.. إلى حين إشعار.. وجدت دعماً معنوياً قوياً من شخص ما.. أعرفه أو لا أعرفه.. ثم أعود وفي النفس إحساس بذنب عظيم.. هو التقصير في حق هؤلاء السائلين..
بدأ معي هذا الشعور قبل ثلاثة أعوام يوم أن حدثني شقيقي الأكبر عن أن بائع صحف في مدينة سواكن تحدث معه عن غياب نافذتي وهو لا يعرف علاقتي به.. لأن أخي أعاد له الصحيفة.. ثم قال له إن هنالك كثيراً ممن يتساءلون عنها.. زادني ذلك عشقاً لقلمي الذي يحركه حسي الروحي.. كسحابة تسافر بفعل الهواء من مكان إلى آخر.
ثم مرة أخرى.. تحدثت مع والي ولاية من أكبر الولايات.. فتساءل منزعجاً عن غياب نافذتي المتكرر.. وأفادني أنه من المتابعين لها.. بل وحدثني عن تفاصيل بعض أعمدتي بإسهاب..
ثم الأمير “أحمد سعد عمر”.. حفيد السلطان “علي دينار”.. منبع العلم.. ومصب الثقافة.. الذي حدثني عن هذه النوافذ حديث المتابع لها باهتمام..
ثم امرأة.. حولت عجزي عن الكتابة إلى طاقة.. ربما لأنها امرأة.. في خمسينيات عمرها.. تحتفظ لي بكامل كتاباتي منذ أخيرة (الأهرام اليوم).. وتجزم أنها تعبت لتصل إليّ.. وتشجعني على الكتابة حتى وإن اختلفت الطريقة..
كل هذا.. قد لا يعني بعضكم في شيء.. إنما هو شكري لهؤلاء.. ولكل من تساءل عن غيابي المترف..
أقول.. إن هي إلا الحياة.. تقودنا حيث شاء لها الرحيل.. وظروفها.. ثم أنني ظننتني سأتفرغ للكتابة من وطني لأجد وطني مشحوناً بالمجاملات كسابق عهدي به.. كثيرة هي المشاغل..
أعتذر بعمق.. سأكتب ما استطعت للكتابة سبيلاً..
} خلف نافذة مغلقة:
النوم مالو ما طلاني.. يوم طيفك ظهر..
جيتك شايلة ملح أحزاني يا القلبك نهر
يا يابا .. كتر من دعاك..
الله لا يحرمني منك
ومن رضاك..
يا يابا كتر من دعاك..