الجزيرة .. عمود السودان الفقري !
1
{بعد نجاح الموسم الشتوي في مشروع الجزيرة، وتحقيقه إنتاجية عالية من القمح مثلت نصف حاجة البلاد من القمح، بدأت إدارة المشروع بقيادة المحافظ “عثمان سمساعة” الاستعداد للموسم الصيفي بتفاؤل أكبر بالتركيز على سياسة تنويع المحاصيل المتناسبة مع هذا الفصل .
{إنه جهد خارق ومقدر بذله مزارعو الجزيرة والمناقل بالتضامن مع إدارة المشروع، على الرغم من أن الدولة لا تضع هذا (العملاق) على رأس أولوياتها، ولم تمنحه وزارة المالية وبنك السودان نذراً من التمويل إلا بعد رهن أصوله !!
{لكن الدولة ممثلة في رئيس الوزراء الفريق أول “بكري حسن صالح” جاءت يوم الحصاد، وشهدت للجزيرة بالعطاء ووفرة الإنتاج وأقرت بتمزيق مزارعيها للكثير من فواتير قوت أهل السودان من “حلفا” و”عبري” و”دنقلا” وجزرها إلى “الجبلين”، فهل علم الآن كتاب (الحملات) و(القروبات) والولاءات المناطقية الضيقة قيمة المشروع التي لا تقدر بثمن، وقيمة إنسان الجزيرة الذي يمثل كل السودان، معقماً من أدواء القبلية والجهوية والفهم القاصر والنظر المحدود ؟!
2
{المطلوب من إدارة مشروع الجزيرة ومزارعيه عبر جمعيات الإنتاج، خلال الموسم المقبل، الاتجاه بقوة نحو زراعة محاصيل ذات عائد اقتصادي كبير ومردود (دولاري) وفير، يعيد السودان إلى مظلة الدول المتقدمة في صادرات (القطن) و (الحبوب الزيتية)، بأجود الأنواع مع استخدام أحدث التقانات في العملية الزراعية .
{يجب أن يكون فهم المزارعين اقتصادياً وإستراتيجياً، لتعود عليهم الفائدة أضعافاً مضاعفة، ويساهموا من خلال صادرات مشروع الجزيرة في سد الفجوة الكبيرة في الميزان التجاري للدولة، وترتفع في ذات الوقت مداخيلهم من عائدات الصادر.
{وطالما أن المنتج من محصول (الذرة) في ولايات القضارف والنيل الأزرق والأبيض وغيرها، يكفي حاجة الدولة ويفيض، كما يمكن لمزارعي الجزيرة زراعة (الذرة) في الأراضي (المطرية)، فالأفضل التركيز في الموسم الصيفي المقبل على محاصيل مطلوبة في الأسواق العالمية مثل القطن والفول والسمسم.
3
{وتبقى الجزيرة دائماً هي عمود السودان الفقري، هي خلاصة ثقافاته وهجين سلالاته ومخلط دمائه، أتاها طلباً للرزق أهل الشمال والجنوب، واستوطن فيها أهل الشرق والغرب، فكانت صورة السودان المصغرة، لسانه العربي المبين، وقلبه الاقتصادي النابض الكبير.