العطش .. العطش .. العطش !!
{دخل علينا الصيف بأزماته ومشكلاته المزمنة، وأهمها انقطاع الماء عن شبكة هيئة مياه ولاية الخرطوم .
{لماذا تنقطع المياه عن البيوت والمكاتب والشركات لأيام وليالٍ في أحياء متفرقة من ولاية الخرطوم، بما فيها الراقدة على بعد أمتار من مقرن النيلين أو شاطئ النيل الأزرق أو الأبيض؟!
{هل نضبت المياه في النيل الشامخ العظيم أم أن الهيئة بآلياتها وأجهزتها ومهندسيها وعمالها تفشل في كل صيف، وأحياناً من غير صيف، في إمداد مدن العاصمة المثلثة بمياه الشرب، لأسباب إدارية و فنية ؟!
{أليست فضيحة أن تنقطع المياه عن منطقة (الخرطوم شرق) التي يفصلها عن النيل كيلو متراً واحداً ؟!
{وهل ستستمر حكومة ولاية الخرطوم صامتة على هذا الفشل الذي بدأ بتعيين مدير أسبق و(مجرب) في ذات الوظيفة، لإعادة إنتاج ذات الفشل وكأنما عقمت حواء السودان عن المهندسين والإداريين ؟!
{إن صمت حكومة الولاية على الأزمة الطاحنة التي تضرب أنحاء واسعة من العاصمة، لهو أكبر اعتراف بالعجز عن تقديم حلول جذرية وعملية وغير مكلفة لهذه الأزمة الأهم في مجال خدمات المواطن .
{ولا شك أن مشكلة المياه ستتفاقم في السودان خلال الأشهر المقبلة، مع إعلان حكومة “إثيوبيا” عن عزمها البدء في عملية تخزين الماء وراء خزان “سد النهضة” خلال أسابيع !!
{هل شاورت الحكومة الإثيوبية حكومتنا حول الموسم المناسب لتخزين المياه حتى لا يتأذى أهل السودان من العطش، بعيداً عن حالة التحديات والمواجهات بين مصر وإثيوبيا ؟! أم أن عواطفنا تظل تغلب على مصالحنا، لتكابر وزارة الموارد المائية وتكرر مقولاتها بأن السد الإثيوبي يحقق مصالح اقتصادية للسودان، ولا ضرر منه، إذن فأتونا بمياه الشرب، دعكم من مياه الري لمشروع الجزيرة والمناقل.
{متى يشعر هؤلاء المسؤولون المقصرون بمعاناة الناس .. ومتى يدرك الذين أتوا بهم إلى هذه المناصب أن القلوب قد قاربت الحناجر، رضيت عنكم أمريكا أم لم ترضَ !!