عز الكلام
مراجعة أم تراجع؟
أم وضاح
دعا السيد “إبراهيم محمود حامد” نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب لترديد أغنيات الحب والسلام، حيث قال بالحرف لمنسوبي حزبه: (من اليوم ورايح غنو للحب ولا نريد أن نسمع غناء فيه دماء وأشلاء)، هي دعوة مؤكد تبسط وتسعد القلب الحزين، لأننا بالفعل نحتاج أن نبني هذا البلد بالحب والسلام، وهي الوصفة السحرية لنتداوى من جراحاتنا ونغسل دواخلنا من سقم السنين وتشوِّهات الماضي، لكن الدعوة والقناعة والفكرة الماضي، لكن الدعوة والقناعة والفكرة جاءت بعد (27) عاماً، لم يكن فيها ما قاله الباشمهندس “إبراهيم” بعضاً من خطاب وملامح الحزب الحاكم، والذي شكَّل في فترات كثيرة مشاهد من التضييق على الفكر وعلى الإبداع وعلى الفن، ودخلنا في تصنيفات كادت أن تهدم صروح إبداعية كبيرة، ولا أظن التاريخ سينسي ذلك اليوم الأسود الذي فرضت فيه على الشاشة السودانية شبكة تغطي ما ظنه من ابتدعوها مشاهد ومناظر تدعو للفتنة أو تناهض الفضيلة، وكأن هؤلاء ظنوا يومها أننا “الأندلس” وهم “طارق بن زياد” ناسين أن المجتمع السوداني ظل مضرب مثل للعفة والفضيلة وجميل الخصال، حتى في عهد “الشارلستون” و”الخنفس” و”فستان جكسا في خط ستة”، وظل دائماً المبدأ والشعار والقناعة (أنه عريان العروض ما بغطنوا هدومه) ولا أظن أحد سينسى كيف أن بعضهم بلغ به التطرف أن تدخل حتى في أغنيات كبار الفنانين معدِّلاً ومصححاً لعبارات ولألفاظ لم تخدش حياء سامعيها ولا قائليها أو متلقيها، لكن ظن صاحب الفعل والفكرة والرؤية أنه يعيد صياغة الشعب السوداني من جديد، وهو لا يدري أنه بذلك يهدم ثوابت ومبادئ لأمة بجرة قلم، لذلك الحديث الجديد للباشمهندس بقدر ما أنه يدعو للسعادة، لكنه يحرِّك الأحزان من تلك القرارات المتعجلة المتخبطة التي اتخذت من غير تدبر ومن غير بُعد نظر، بدلالة أنه اكتشف – اي الحزب الحاكم -أننا بالفعل بحاجة أن نغني، بل أن يغني منسوبوه أغنيات للحب والسلام، وهذا الفهم يمنحنا مساحات من التسامح والمحبة للحد الذي لن نطالبهم فيه بإرجاع السنوات إلى الخلف وتعويضنا ما فات من أيام قضيناها في شد وجذب فقدنا فيها كثيرا من الكفاءات والكوادر المميزة التي اصطدمت بأفكار غريبة ودخيلة يومها، فجعلت وجهتها المنافي والموانئ البعيدة.
على كل حال (الراح ما قدر الجاي) باعتبار أن القادم أكبر وأعرض وأطول، والمستقبل مفتوح لأجيال نتمنى أن تنمو كما الزهرات في حديقة مورقة وارفة الظلال معبأة بالحب والسلام والجمال يقودها فكر ومبادئ الشعب السوداني بأجمعه، وليس فكر حزب أو طائفة أو فصيل، وشكراً على المراجعة والتراجع على حد السواء.
{ كلمة عزيزة
أجرت الزميلة النابهة “آمال حسن” واحداً من أجرأ وأخطر التحقيقات عن كارثة بيئية تحاصر سكان حي “ود دفيعة” بشرق النيل، وتمتد شرورها لكل العاصمة ولاية الخرطوم، ويكفي أن التحقيق قد كشف عن تسرب لحوم الأبقار النافقة إلى داخل أسواق الولاية، والأخطر من ذلك أنقاض مصنع الشفاء التي فُرِّغت في داخل الحي، وكأن من يسكنونه ليسوا بشراً أو أدميين، اعتقد أن هذا التحقيق هو بلاغ لكل الجهات التي مسها من قريب أو بعيد وعلى رأسها وزارات الصحة والبيئة الاتحادية والولائية، لأن ما كشف عنه التحقيق هو إهدار لحق المواطن في حياة نظيفة وآمنة. بالمناسبة المنطقة دي ما عندها نائب في البرلمان يثير هذا الموضوع ويلاحق كل الجهات المسؤولة عنه ويخاف الله في الأصوات التي أوصلته إلى قبة البرلمان؟
{ كلمة أعز
الأخت “آمال” أكدت في تحقيقها أنهم فشلوا في استنطاق المدير التنفيذي للرد على أسئلتهم، وأنهم لم يتمكنوا من الوصول للسيد معتمد شرق النيل، وده ليس بيت القصيد، إذ أن السؤال المنطقي والعفوي، بعد مشاهدة الصور وبعد سماع إفادة أهل المنطقة ، السؤال الحقيقي ،هو: (هل الحته دي).. فيها معتمد؟.