السيدة "بتول" حرم رئيس البرلمان لـ(المجهر): "الطاهر" اعتقل لثلاثة أشهر في عهد "نميري"
ارتسمت على وجه رئيس البرلمان مولانا “أحمد إبراهيم الطاهر” ابتسامة ارتياح، وهو يستقبل رابطة الصحفيين البرلمانيين بحفاوة بالغة في منزله بحي جبرة بالخرطوم بعد أن زال قلقه، حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى تأخر موكب الصحفيين بسبب متاهة قصيرة ووصولهم في الدقائق الأخيرة لموعد الإفطار الرمضاني الذي جاء بدعوة شخصية منه للرابطة، وقد بدأ مولانا “الطاهر” منشرحاً، وعلى سجيته، وسط أهله، وبين الصحفيين وأعضاء الأمانة العامة للمجلس الوطني، وهو يلتقط الصور التذكارية بكاميراته الخاصة، حيث تخللت الجلسة قفشات ما بين رئيس البرلمان والصحفيين، وقد ترك لهم حرية اختيار البرنامج، قائلاً: (البرنامج مفتوح سواء نكات أو مدائح أو حتى غناء ما عندنا مانع).
على هامش الجلسة الرمضانية، التقت (المجهر) السيدة “بتول الحاج الشيخ” حرم رئيس البرلمان التي استقبلتنا في بيتها بحب كبير وكرم سوداني أصيل، وقد أجرينا معها هذه الدردشة الخفيفة:
{ عرفينا بأسرتك الكريمة؟
– لدي أربعة أبناء، هم: “محمد” و”عاصم” و”عمر” و”إبراهيم” وابنة واحدة “آلاء” وحفيد وحفيدة.
{ ما هي صلة الغرابة بينك ومولانا “الطاهر”؟
– ليست بيننا صلة قرابة.
{ هل استطاع رئيس البرلمان أن يجرفك أو أحد أبنائك للعمل السياسي؟
– حقيقة قبل الزواج كنت مهتمة جداً بالحركة الإسلامية، وكنت من المؤسسين لها بكردفان، أما بعد الزواج فقد استمر نشاطي لفترة (10) سنوات ابتداءً من مدينة الأبيض وحتى بعد أن قدمنا للعاصمة في العام 1984م واستقررنا بمنطقة شمبات الأراضي ببحري، وكنا نمارس نشاطنا في نطاق الحي، لكن بصورة فعالة وكبيرة، على الرغم من أن الحركة في ذلك الوقت كانت مطاردة في عهد الرئيس الأسبق “جعفر نميري”، أي قبل (الإنقاذ)، حيث كان يضيق علينا الخناق، وكان العمل يتم بطريقة سرية، إلا أننا كنا نتحايل على الأمر لنشر لواء الجبهة الإسلامية في أكبر قاعدة، وذلك عبر المساجد، وإقامة حلقات القرآن الكريم وسط الأحياء، خاصة في أشهر رمضان، وبعدها عندما قامت الانتفاضة، كان هنالك العديد من الإخوان معتقلين داخل السجون، ومن بينهم مولانا “الطاهر”، حيث تم اعتقاله لمدة (ثلاثة أشهر)، وذلك في أواخر عهد “نميري”. وبعد الانتفاضة تنفس الناس الصعداء وأصبح التحرك يتم بحرية أكبر.
{ وماذا عن الأبناء؟
– “محمد”، الابن الأكبر انضم لفترة للحركة الإسلامية، وهو في طريقته أقرب لأبيه، لا يحب الصدام، ويميل أسلوبه للإقناع، أما “عمر” و”عاصم” هما متزوجان، فقد انضما للحركة في فترة من الفترات، و”عمر” كان أميناً لها، لكن جميعهم لم يواصلوا في العمل السياسي، وهناك “إبراهيم” الابن الأصغر.
أما بالنسبة إلى “آلاء”، فهي لا تحب العمل الحزبي وتميل أكثر للعمل التطوعي والخيري؛ لذا انضممت إلى منظمة صناع الحياة.
{ كيف هي علاقة الرئيس بأبنائه، وهل أثر غيابه الطويل عن البيت في تلك العلاقة؟
– قبل الإنقاذ كان ملتصقاً بأبنائه في مراحل عمرهم الأولى، لكن بعد انخراطه في السياسة، وتقلده للمناصب، أصبح غيابه متكرراً، وتعودنا عليه، وقد استطعت ردم الفجوة في غيابه، وفي فترة من الفترات (أي حاجة كانت في راسي)، لكن بعد الأولاد كبروا، بقوا يشيلوا معاي المسؤولية.
{ هل هو صارم في تربية أبنائه؟
– جاد أكثر من صارم، وهو بسيط في تعامله مع أبنائه، ومع الآخرين، ولا يجعلك تحس بحواجز بينك وبينه، فهو مجامل مع الأهل، ويحاول بقدر استطاعته ووقته مواصلتهم، ولو بالهاتف، وكثيراً ما يعذره الآخرون بسبب انشغاله الدائم.
{ من هو الأقرب له في أبنائه؟
– كلهم، لكن ابنته (آلاء) هي الآن أكثر قرباً، فهو يحبها جداً لأنها (حنينة).
{ وما هي أكثر الأكلات التي يحبها؟
– العصيدة والكسرة.
{ كلمة أخيرة:
– نشكر رابطة الصحفيين لتشريفهم لنا في منزلنا، وتحية خاصة لصحيفة (المجهر السياسي)، ولكل العاملين بها.