رأي

عز الكلام

بالصوت العالي
أم وضاح
 
ما أحوجنا في هذا الزمان أن نكون باحثين عن الحق والحقيقة، لأن التاريخ لا يرحم!! وما أحوجنا في هذا الزمان ألا نفترض في من يقرأون الأحداث ويتابعونها أنهم من الغباء أو غشاوة البصر والبصيرة، أن لا يفرقوا بين الكذاب والصادق، وبين المتاجر في آمالهم وأحلامهم ومن يشاركهم فيها إحساساً بالفرح أو بالوجع!! ما أحوجنا في هذا الزمان أن يمثلنا من هو قريب من أوجاعنا وآلامنا، صادق لا يكذب، جميل من غير أدوات زيف وماكياج باهت الألوان سيئ اللمسة.
ما أحوجنا لمن لا يرفعون الشعارات البراقة لزوم تغبيش الواقع وتضييع ملامح الصورة وطمس هويتها، لذلك ظلت أقلامنا تحت إمرة قضايا ومشاكل المواطن السوداني، لأننا نعترف أننا ما تعلمنا الحرف وكتبنا العبارات والجمل إلا من فيض كرم هذا الشعب الجميل الذي نعترف بفضل معلميه وأساتذته على كل مستويات التعليم من الابتدائي حتى الجامعي، وقد يكون إحساسنا بالجميل مضاعفاً، لأني ترعرعت في كنف المؤسسة العسكرية ابنة لضابط دفع ضريبة الوطن رصاصة استقرت في فخذه منذ أيام توريت لا زال يتباهى بها حتى الآن ويعتبرها (الدبورة) المهمة والنيشان الأهم.
ووجداننا مشبع بالجلالات والموشحات العسكرية، وإحساسي بالوطن وأهله مضاعف وقد رضعت هذه المعاني من سيدة هي واحدة من حرائر السودان جمعت بين الشعر وعزة النفس وصفات محمودة ورثتها من نسل ضارب الجذور في أرض الشمال عرف بالفراسة وحرارة القلب، لذلك ننحاز لإنسان السودان في أي مكان وزمان، همومه همومنا، قضاياه قضايانا، لا نتباهى بنعمة مال زائل هو عند أولاد القبائل آخر ما يسألون عنه، والنسب عين شمس كما يقول أهلي الطيبون، وهذا الانحياز حصننا والحمد لله، من أن يرهبنا نافذ أو يكسر عينا (ود مرة) مهما طال أو قصر، لأن ملفاتنا بلا أجندة مدفوعة الثمن، هي ملفات مفتوحة على الإنسان السوداني الذي يعرف ويملك ملكة التفريق بين من يكتبون للحق والتاريخ، و من يكتبون ابتغاء رضا والٍ أو مسؤول إخفاقاته وفشله لا يحتاج إلى من يشير إليه، وهو فشل فضحته الملمات والمناسبات، لكن لأن هؤلاء تعودوا أن يجدوا من يضاروا الحقيقة ويجملوا القبح ويوهموا الناظرين أن وردة البلاستيك فواحة العبير، ما عادوا يطيقون أو يصبرون على نقد أو مواجهة فيضطرون لتزييف الحقيقة ويفترضون أن التاريخ أعمى لا يشاهد ولا يوثق، ولا يدرون أنهم يصرخون في وادي الصمت والتاريخ لا ينسى ولا يرحم!!
{ كلمة عزيزة
أمس الأول اتصلت عليّ الأستاذة “تغريد” من فضائية الولاية الشمالية للمداخلة بالحديث عن يوم المرأة العالمي، وفي البداية استغربت أن كيف رأت هذه الفضائية النور بصمت ولم نسمع عن حفل لتدشينها أو حتى طاقم العمل الذي يقف عليها، لكنني وبشكل وجداني كبير تحمست للتواصل وعشمي أن يصل صوتي إلى مواطن الولاية المعروف وموصوف بالجمال والطيبة والحنية والإبداع، لا سيما ولي فيها مودة ورحم (وأبناء عمومة)، ولي فيها “صلاح” و”صالحين” من نسب ممتد حتى حلفا القديمة، فالتحية لطاقمها ومزيداً من النجاح والقدرة على عكس قضايا هذه الولاية الممتدة الخصبة كما نيلها الممتد الخصب.
كلمة أعز
الحكومة الجديدة التي ينتظر المواطن إعلانها في مدة ربما لا تتجاوز الأسبوعين من الآن، هي بكل الأحوال حكومة التحدي والأمنيات المبذولة، لا سيما وأن الرهان يرتفع على قبضة مجلس وزراء يحكمها دولة رئيس الوزراء الفريق “بكري حسن صالح”، وكما قال الرئيس ما داير وزير يركب عربية أو عايز وزير يقعد في مكتب ينتظر المواطن على كل المستويات، ولايات ووزارات حكومة تخلق الفرق عن عمل واجتهاد وإصرار، وليس عن طريق الصدفة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية