رأي

عز الكلام

المانع شنو؟
أم وضاح
 
راج في فترة من الفترات تسجيل كوميدي في “السوشال ميديا”، لنشرة أخبار مصنوعة، قرأ تفاصيلها كثير ممن شاهدوها على أنها نوع من التهكم والسخرية، إذ أنها جاءت بطريقة، فاز المنتخب السوداني ببطولة كأس العالم، وأن مطار الخرطوم استقبل طائرة “الكونكورد” سودانية الصنع، وأن “ميسي” قد وقَّع في أحد الفرق السودانية لاعباً محترفاً، وأن مستشفيات الخرطوم تستقبل المئات من المرضى القادمين من أوروبا، وما إلى ذلك من الأحداث التي صيغت على أنها من سابع المستحيلات أن تحدث عندنا، وسيناريو سردها بهذا الشكل فيه كثير من التهكم على الواقع الآن، وبذات المستوى استغرب بعض من سمعوا حديث الرئيس في افتتاح مستشفى “الراجحي” الذي قال فيه (نحن عاوزين الألمان يجو يتعالجوا هنا)، واعتبروه نوعاً من الخطاب السياسي أو الآمال والأحلام المرسلة من غير سند يسندها أو دافع لها يجعلها حقيقة على أرض الواقع، لكنني أود أن أقول إن دور القائد الحقيقي ينبغي أن يكون ملهماً ومحرِّضاً لشعبه وعازفاً جيداً على وتر (المعنويات) التي نستهين بها للأسف حتى على مستوى الحياة الشخصية، وغالباً ما نمارس تكسير المجاديف لأولادنا من غير أن نقصد، فتسمع جمل من شاكلة أصلك ما نافع وكان قريت ما بتنجح الخ.. من العبارات المحبطة ناسين أو متناسين أن بناء الإنسان يبدأ من الداخل ثقة في النفس وإيماناً واقتناعاً بإمكانياتها، لذلك شنو البيمنع أن يأتي الألمان للعلاج في السودان!! وشنو البيمنع أن نصبح قبلة ثقافية وإبداعية ملهمين للفنون والمهرجانات؟ شنو البيمنع أن نكون في الصدارة والمقدمة، لأننا نمتلك كل المقومات والأرضية لذلك. بالمناسبة حديث الأخ الرئيس جاء متزامناً مع بداية مرحلة جديدة من الحكم واختيار حكومة على (الفرازة)، لذلك لا نريد إلا حديث مرحلة وحديث مستقبل وحديث توافق، على أن تتغيَّر منظومة الأداء الرتيب والعقليات المتحجرة والإستراتيجيات التي لا يتعدى مفعولها الملفات والأوراق المسطرة المنمقة، وقد ظلت هذه آفة بلادنا إلى جانب التنظير والأحاديث المرسلة، وفي النهاية المحصلة صفر كبير.
نعم ممكن جداً يقصد الألمان مستشفياتنا، وممكن جداً “ميسي” يلعب في الهلال أو المريخ، وممكن جداً تصبح الخرطوم مقراً لمصممي الأزياء المشهورين، لأننا نصدِّر أفضل أنواع الأقمشة، وممكن جداً يصبح جبل البركل في كل عام  مهرجاناً للسينما العالمية، بس كيف نعبئ دواخلنا أننا قادرون على فعل المستحيل، وكيف تساعدنا الحكومة بالريادة والقيادة والتخطيط والتنفيذ لمستقبل واعد وغدٍ مشرق.
{ كلمة عزيزة
تابعت رغم علاقتي غير اللصيقة بالمجال الرياضي، تابعت الصراع الذي دار حول منتخب الشباب لكرة القدم، وعن أي جهة هي المعنية به، هل هي لجنة ود الشيخ أم أنه اتحاد الكرة؟، ولا أدري على أي شيء انتهى ذلك الصراع، ولمن آلت قيادة المنتخب ليعود المنتخب إلى الأضواء مرة أخرى، سلسلة هزائم وفضائح في البطولة التي مثلنا فيها بنتائج مخيبة رغم الدعم والسند الذي وجده على كل المستويات، ويكفي أنه قد شرَّف حفل وداعه النائب الأول “بكري حسن صالح” بنادي الشرطة، طيب وبعد كشف الحال والخيبة القوية، هل سينبري من يتحمل هذه المسؤولية، أم أن المسؤولين عنه سيمارسون الصمت اللئيم و(يكبوا الزوغة) ويتهرب الجميع من المسؤولية التي كانوا يتخاصمون عليها؟.
في العموم ننتظر فتح التحقيق في هذه المهزلة حتى لا تمر كسابقاتها مرور الكرام.
{ كلمة أعز
انفردت فضائية (سودانية 24) بنقل حي لعودة الأسرى السودانيين إلى حضن الوطن، وهو ما لم تقم به الفضائية الرسمية لتؤكد بذلك أن القصور ليس إمكانيات ولا موارد، القصور قصور فكر ومبادرات والحدث بوطنيته وقوميته وإنسانيته الذي كان قريباً من المدرج لحظة هبوط الطائرة، فقرَّب وجدان السودانيين من اللحظة والحدث. وبرافو المذيع الشاطر “راشد نبا” الذي كان حاضر الذهن ومتفاعلاً شكلاً ومضموناً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية