ربع مقال
مياه بورتسودان..!!
خالد حسن لقمان
راسلني وهاتفني بالأمس عدد من أبناء مدينة بورتسودان، ولكل منهم حكايات مدهشة عن حلم مدينتهم التاريخي.. بعضهم يحكي عن وعود السياسيين ومن هؤلاء من مثلوا مدينتهم في البرلمانات المتعاقبة وقد رسموا لأهلهم الأحلام الكبيرة التي شيدوا عبرها جسراً على البحر الأحمر يسعى بهم براً إلى أرض الحجاز، بينما ظلت (أربعات) الواقع الوحيد الحي الذي يهب لهم الحياة على مرارته، فمنها يأتيهم كل ما يشربون وقليل جداً مما يزرعون ويرعون.. بعض من هؤلاء الغاضبين يتحدث عن أفكار تم وأدها في مهدها، وآخرون يتحدثون عن قروض تم توجيهها لأغراض أخرى بمصالح البعض في أفضل الظنون وتآمرهم الخائن للوطن ولآصرة المواطنة في ظنون آخرين.. لكن يبقى الأمر المهم في كل هذا أن أهل بورتسودان قد صبروا صبراً يحق لهم معه الجزاء الحسن والوفاء الأحسن، كما أن هذه المدينة المظلومة في مياه حياتها هي ميناؤنا الأوحد وواجهتنا السياحية الأولى التي يقصدها السياح من كل أنحاء العالم وقد أصبحت للسياحة أهميتها وفرصها المتصارع عليها إقليمياً وعالمياً، فمن أبجديات القول أن تتوفر فيها الخدمات المساعدة كافة فما بالنا أيها الناس لازلنا في هذا المربع المتأخر والمتأخر جداً..؟؟