بُعدْ .. ومسافة
عاجل بعلم الوصول إلى مدير عام الشرطة
مصطفى أبو العزائم
أولاً: نهنئ السيد مدير عام قوات الشرطة الموحدة، وكل قيادة الشرطة وضباطها وضباط صفها وكل منسوبيها بمناسبة التكريم المستحق الذي جرى قبل أيام قليلة على يد السيد رئيس الجمهورية السيد المشير “عمر حسن أحمد البشير”، القائد الأعلى لقوات الشرطة السودانية، لمنحه نجمة الإنجاز – للمرة الثانية – للسيد الفريق شرطة “هاشم عثمان” مدير عام الشرطة ووسام الإنجاز لقوات الشرطة الموحدة في مناسبة عظيمة جليلة هي افتتاح المجمعات الشرطية الجديدة أمام الجمهور لتلقي الخدمات الشرطية كاملة، بدءاً من استخراج الرقم الوطني، مروراً باستخراج بقية الأوراق الثبوتية والوثائق الرسمية من البطاقة القومية، وشهادات الجنسية، وجوازات السفر، إضافة إلى استخراج وتجديد رخص قيادة السيارات، وترخيص السيارات وتغيير الملكية، وغيرها من الخدمات المتصلة بكل إدارات الشرطة، إلى تقديم خدمة تأشيرات الخروج.
ما حدث يعتبر نقلة كبيرة في تقديم الخدمة للجمهور، وذلك يتم في بيئة عمل ممتازة ومهيأة، تتوفر فيها كل العوامل المؤكدة على نجاح التجربة وتقدمها مقارنة بكثير من دول العالم .. وحقيقة فإن التقدم يبدأ هكذا، بأن تهيأ البيئة المناسبة مع الاستغلال الأمثل للوقت والموارد والقدرات، لتبدأ بعد ذلك خطوات التقدم في طريق النجاح.
الشرطة تستحق التهنئة، والفريق “هاشم” يستحق التكريم، فالذي تم في عهد إدارته للشرطة كبير وضخم وعظيم، ولا نحسب أنه كان سيتم لولا الإرادة والتصميم والعزيمة والإصرار على النجاح، فالذي حدث هو (معجزة) حقيقية بحساب الوقت والميزانيات المرصودة، وقد سبقه إنشاء أحدث المشافي ومراكز الخدمات الطبية، وأحدث معامل شرطية لدعم البحث الجنائي، ليس في السودان وحده، بل في كل المنطقة الأفريقية، غير مراكز التدريب المتقدم، مع التطور الكبير الذي صاحب إعداد الكوادر الشرطية بدءاً من كلية الشرطة والمعاهد المتقدمة لتخريج الضباط، أو من خلال الإعداد النفسي والبدني والروحي لمنسوبي الشرطة من بداية الرتب العسكرية إلى نهايتها.
ثانياً: مع إشادتنا بكامل قوات الشرطة إلا أننا لابد من أن نشيد بشرطة المرور، التي يراها الناس صباحاً ومساءً في الشوارع والطرقات، يعمل أفرادها في تنظيم حركة السير والمرور وفك الاختناقات مع بقية المسؤوليات الأخرى، حيث تقوم إدارة المرور بعمل عظيم يمنع فوضى الطريق، ويحد من وقوع الحوادث قدر المستطاع، مثلما تقوم بقية إدارات الشرطة بمجهودات جبارة لمنع الجريمة أو لفك طلاسمها بعد أن تقع.
نعلم الظروف التي كانت تعمل فيها قوات شرطة المرور، ولا زلنا نعلم مدى معاناة شرطي المرور الذي يكتوي بحرارة الشمس طوال ساعات النهار، يكابد ويعاني، وقد لا يجد كلمة (شكراً) من بعض السائقين الذين يقف بالساعات لخدمتهم وخدمة مستخدمي الطريق.
نعلم أيضاً أن حجم قوات شرطة المرور ليس بالحجم المطلوب، مثلما نعلم أن قوات الشرطة نفسها تحتاج إلى دعم بشري، يعزز من قدراتها وإمكاناتها، وقد سعدنا كثيراً ما بشر به السيد رئيس الجمهورية من تحسن حدث بالفعل في أوضاع العاملين بالشرطة، وتحسن مرتقب بإذن الله يجعل منها مهنة ووظيفة يتمناها الشباب.
مع كل ذلك نرى أن تفعيل القوانين أمر مهم، خاصةً فيما يتعلق بالمخالفات المرورية، فإذا أردنا أن نكمل مشوار النجاح لابد لنا من أن نقرن ذلك بتطبيق وتفعيل القانون، لأن الفوضى التي تحدث في شوارعنا وطرقاتنا خاصة من بعض السائقين المستهترين الذين يحاولون استعراض ذلك الاستهتار في الشوارع ويروِّعون المواطنين ويهددون حياة الكثيرين. وهم للأسف يتسابقون في شوارع ضيقة لا يحتمل بعضها حجم الحركة، ولا حجم المركبات التي تجري عليها، وأكثرهم للأسف الشديد من سائقي المركبات العامة المؤتمنين على أرواح الركاب والمشاة في الطرقات، وأغلبهم من سائقي الشركات والحافلات وما يسمى بـ (الأمجاد)، أضيف إليهم مؤخراً قلة من سائقي (التكتك) الذي أصبح بديلاً لعربات النقل التي تجرها الحيوانات (الكارو).
وهناك ملاحظة مهمة وأخيرة تحتاج إلى الضبط السريع مع تحرير المخالفات الفورية، وهي وقوف سائقي هذه المركبات عند التقاطعات وقريباً من غشارات المرور لتحميل الركاب وإنزالهم، والنماذج والأمثلة كثيرة، وهو ما يشكِّل خطورة كبيرة على المواطن.
نقترح على شرطة المرور بالتعاون مع ولاية الخرطوم ومحلياتها السبع أن تتم العودة إلى استخدام (المحطات) من جديد، بدلاً عن هذه الفوضى التي تضر ولا تنفع، وإيقاف تحكيم المزاج في التجاوز والتخطي لالتقاط الركاب دون مراعاة لما يمكن أن يحدثه ذلك من مهددات.
أخيراً.. نتمنى أن يجد هذا الأمر العناية والاهتمام من السيد مدير عام الشرطة، وبقية القيادات.. فمظهر الشارع العام هو عنوان البلد.