رأي

عز الكلام

نعم الكيكة صغيرة!!
أم وضاح
 
لخص السيد الرئيس مشكلتنا الأزلية في هذا البلد بقوله: (إن الكيكة صغيرة والأيادي كثيرة) والكيكة، طبعاً، هي كيكة السلطة اللذيذة التي تداعب وتثير غريزة الطمع والأنانية لدى من لا يهمهم إلا مصلحتهم أولاً وأخيراً وعاشراً، ودعوني أقول: إن واحدة من أهم الأسباب التي جعلت الكثيرين يتخذون مواقف معارضة أبدية لا تقبل التغيير ولا تخضع للتبديل، هي أن هذه المواقف تمنحهم حق المطالبة بقسمة الكيكة، وكل زول و(كرشه)، وبعضهم بلغ به الهم حد أن يطمع في الكيكة كلها، والبعض قانع بتناول (قرمة). المهم لا يفوته الطعم أو المذاق، حتى لو كان حظه من النذر اليسير، وكيكة السلطة هذه لو أنها أخرجت من فرن بلدي وبالحجم والمقاس العائلي، فلا أحسب أنها ستشبع كل من جلس تحت قبة قاعة الصداقة لمؤتمر الحوار الوطني، الذين يفترض أنهم تنادوا لهذا الحوار للخروج بمشاكل البلد إلى بر الحلول والمعالجات، مش لأنه المقابل منصب وزاري أو سيادي أو أي منصب تنفيذي يبدأ من والٍ وينتهي بمعتمد، لأنه المعايير برأيي للمشاركة في هذا الحوار يفترض أن تنطلق من منصته الوطنية والقومية بلا ثمن ولا مقابل ولا مقايضة، لذلك أشفق على القيادة السياسية، وهي مسؤولة عن حل هذه المعادلة بالشكل الذي يرضي كل الأطراف! ده إذا افترضنا أن كل من تداعى لهذا الحوار جاءه وهو مبيَّت النية للاستئثار بمنصب في الحكومة، وهي بلا شك معادلة صعبة ومرهقة تجعل الوظائف كما طين الصلصال في حال تمرير وتشكيل يرهق حتى الخزينة العامة المواجهة بوظائف تحتِّمها ضرورة الترضيات والمحاصصات وليست ضرورة أهمية المنصب نفسه أو ضرورة وجوده.
(الدايرة أقوله) إن إدعاء الوطنية ساهل برفع الشعارات وتبني المواقف والدفاع عنها، لكن يبقى المحك عند امتحان التنازل عن الكراسي والمواقع والارتضاء بالجلوس في كراسي الصف الثاني، طالما أن مصلحة البلد تقتضي أن لا يكونوا في الصف الأول، أو حتى ليسوا من المدعويين لينالوا جزءاً من الكيكة، وهنا تظهر معادن الوطنية الصادقة المكتوبة بأحرف من ذهب أو تلك المصقولة نحاس وفالصو.
{ كلمة عزيزة
واحدة من بشريات الحكومة الجديدة التوافق والاتفاق على اختيار الفريق أول “بكري حسن صالح” رئيساً للوزراء، وهو ما يؤكد أن الحكومة القادمة سيتم اختيار وزرائها بكثير من التدقيق، وهو ما يتمناه الشارع السوداني الذي ينتظر حكومة تعمل على حل مشاكله وقضاياه وتتفاعل مع أزماته، وليس حكومة قصد منها ترضية الأحزاب لتنقلب الآية وترضي الأحزاب وتنبسط ويزعل الشعب وينقهر في العموم، كان الله في عون السيد الرئيس، وهو أمام هذا المحك التاريخي الكبير والمسؤولية التي يتحملها، وهو بين سندان الأحزاب والحركات، ومطرقة تمنيات المواطن وآماله.
{ كلمة أعز
سأعود بالحديث عن ولاية النيل الأبيض وما قاله الوالي “عبد الحميد موسى كاشا” في حواره للزميل الأستاذ “يوسف عبد المنان” رغم أن “كاشا” نفى أنه أدلى بهذا الحديث على حد ما قاله للأستاذ “ميرغني أبو شنب” في عموده أمس، عبر الزميلة (أخبار اليوم).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية