تقارير

دبلوماسية التعليم..هل تفلح في انفراج الملف الأكاديمي مع أمريكا؟

تفاصيل ما حدث..رحلة الـ (12) مدير جامعة إلى واشنطن
تقرير – فاطمة عوض
أفلحت وزارة التعليم العالي في تحريك الملف الأكاديمي والحصول على منح دراسية وتمويل لأبحاث تنمية السودان من مؤسسات أمريكية كأول مؤسسة تستفيد من قرار رفع الحظر الأمريكي عن السودان، وتأتي هذه الموافقة بعد مباحثات ومبادرات بدأت منذ العام 2014م، من جامعات وأساتذة وخبراء التقوا بنظرائهم الأمريكيين لتتوج هذه اللقاءات بسفر وفد رفيع عالي المستوى يضم (12) من مديري الجامعات برئاسة وكيل وزارة التعليم العالي.
وكشف رئيس الوفد ووكيل الوزارة بروفيسور “أزهري عمر عبد الباقي”، تفاصيل زيارة واشنطن، وأكد أن الوفد عقد اجتماعاً مهماً بوزارة الخارجية الأمريكية حضره مسؤولو مكتب العقوبات الاقتصادية بوزارتي الخزانة والتجارة، إضافة لوزارة الخارجية، بحضور القائم بالأعمال السوداني في واشنطن السفير “معاوية عثمان خالد” وأعضاء السفارة، حيث تناول اللقاء تفاصيل قرار رفع العقوبات الاقتصادية وما يمكن أن يمثله من انطلاقة جديدة للعلاقات السودانية الأمريكية، في كافة المجالات بشكل عام، وفِي مجال التعليم العالي والبحث العلمي بشكل خاص. وقال: إن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن فوائد قرار رفع العقوبات سوف تبرز تدريجياً يوماً بعد يوم، وأنه جاء ليستفيد منه الشعب السوداني بكافة قطاعاته، وأنهم يدعمون كافة أشكال التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية السودانية ونظيراتها الأمريكية.
وعقد الوفد اجتماعاً مطولاً مع مسؤولي المعهد الدولي للتعليم، حيث قدم المسؤولون بإدارات المعهد المختلفة نبذة تاريخية عن المعهد والدور الذي يقوم به في زيادة الربط بين الجامعات والمؤسسات التعليمية والبحثية بمختلف دول العالم ونظيراتها الأمريكية، بالإضافة لدوره في مساندة المؤسسات البحثية والجامعات في هذه الدول في الحصول على المنح من مؤسسات التمويل الأمريكية لتمويل مشروعات الأبحاث وتبادل الأساتذة والطلاب والتدريب وبناء القدرات، مقدماً دعوة لإدارة المعهد للعب دور أساسي في التنسيق لقيام الملتقى السوداني – الأمريكي للتعليم العالي بالخرطوم، نهاية العام الجاري، مؤكداً أن كل المؤسسات التي التقاها الوفد إبان زيارته لأمريكا، قد وافقت على المشاركة في الملتقى، ورحبت إدارة المعهد بالمقترح، متطلعة لتعميق وتطوير العلاقات بين مؤسسات التعليم العالي في البلدين. وما تم فيها وما سبقها من ترتيبات ومجهودات، مهدت لإعادة الثقة ما بين السودان وأمريكا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، من جانب الوزارة ووزارة الخارجية. وأوضح بروفيسور “أزهري” أن الوفد ضم (12) من مديري الجامعات يمثلون كل السودان. حيث ضم جامعات قومية قائمة بكردفان والنيل الأزرق ودارفور والشرق والشمال والوسط والخرطوم، وقصد به أن ينقل للجانب الأمريكي التجربة السودانية من حيث الاحتياجات والتحديات.
وأشاد د.”أزهري” بحسن الاستقبال الذي لقيه الوفد طيلة أيام الزيارة التي استمرت عشرة أيام، موضحاً أن برنامج الزيارة بدأ بمدينة “سياتل” بولاية واشنطن، حيث التقى الوفد بمسؤولي مكتب العلاقات الأكاديمية والثقافية بوزارة الخارجية الأمريكية، ومن ثم قام بزيارة جامعة واشنطن التي تعد من أكبر الجامعات الأمريكية، والتعرف على كلياتها وبرامجها من خلال اللقاء مع إدارة الجامعة وعمداء عدد من الكليات ورؤساء الأقسام والباحثين.
وقال: إن الزيارة خلصت بالاتفاق على إنشاء علاقات في مختلف التخصصات لتبادل الأساتذة والطلاب وتدريب الأساتذة بغرض تطوير وبناء القدرات.
وأضاف: إن الوفد زار ولاية تكساس، حيث شملت زيارة الوفد للولاية جامعة تكساس والتي تختص ببرامج الزراعة والبيطرة والإنتاج الحيواني، حيث التقى بإدارة معهد
 Borlaug Institute for International Agriculture
  والذي يهتم بمحاربة الجوع على مستوى العالم. وتناول اللقاء سبل التعاون بين المعهد من جهة والجامعات والمراكز البحثية في السودان من جهة أخرى، كما التقى الوفد بإدارة كلية الطب البيطري والعلوم الطبية وزار المستشفى البيطري الذي يقدم خدماته لولاية تكساس، إضافة لزيارة المعامل البحثية، وعقد عدداً من الاجتماعات مع قيادات الأساتذة في مختلف أقسام الكلية، حيث تناولت الاجتماعات تأسيس علاقات تعاون لتبادل الأساتذة والباحثين وتدريب الطلاب وطرق توفير المنح لتأهيل الأساتذة في برامج الماجستير والدكتوراة.
كما زار الوفد جامعة تكساس أوستن، وتعرَّف على الجامعة وبرامجها، وتناول سبل التعاون بين الجامعة والجامعات السودانية من خلال مبادرة جامعة لتدريب الأساتذة في السودان وتطوير مهاراتهم الأكاديمية والبحثية.
واتفق الطرفان على البدء بخطوات عملية لتستفيد الجامعات السودانية من هذه المبادرة.
واختتم الوفد جولته في الولاية بزيارة جامعة
 Huston-Tillotson، والتقى برئيسة الجامعة ومساعديها وتعرف على برامج الجامعة وسبل التعاون مع الجامعات السودانية، خاصة في مجال تطوير مهارات اللغة الإنجليزية لطلاب الجامعات السودانية والتعاون في عدد من المجالات الأكاديمية، مثل إدارة الأعمال والاقتصاد.
ومضى الوكيل في شرح برنامج الزيارة مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على عقد عدد من ورش العمل التي تهدف إلى التنوير بكيفية الاستفادة من المنح الأمريكية في مجال التعليم العالي وبخاصة منحة فلبرايت، مشيراً إلى أن هذه الورش ستعقد في غضون الأشهر القليلة القادمة، بقاعة المؤتمرات بالوزارة.
 وقال: إن الزيارة أدت إلى انفراج في مجال التعليم العالي خاصة بعد زيارة وفد التعليم العالي، وحصوله على  موافقة بعض الجامعات الأمريكية لإعطاء منح دراسية عليا للماجستير والدكتوراة والزمالات المهنية، على حسب (فلبرايت) ومنح (هانفرى). وبشَّر الأساتذة بأن الفترة المقبلة ستشهد تعاوناً كبيراً في الملف الأكاديمي، وتوفر فرص لدراسة الطلاب السودانيين بالجامعات الأمريكية حسب نوع الدراسة، وقيام مؤتمر علمي سوداني – أمريكي للجامعات الأمريكية بالخرطوم، وأكد رئيس الوفد فتح الفرص الدراسية. بعد تأكيدات المسؤولين الأمريكيين بعد رفع المقاطعة. وقال: إن الفترة المقبلة ستشهد – أيضاً – تعاوناً في المشروعات العلمية والبحثية بين الجامعات السودانية والأمريكية، خاصة في المجالات البحثية الزراعية والطبية والتقنية.
من جانبه أكد د. “التيجاني مصطفى” وزير الدولة بالتعليم العالي جدية الحكومة الأمريكية في خلق شراكات مع السودان خاصة في الملف الأكاديمي بالإضافة إلى عقد لقاءات ثنائية للاستفادة من المنح والمناهج وخدمه قضايا التنمية مع مراكز البحوث.  وأشار إلى أن الوفد ضم (12) من مدراء الجامعات، وأكد أن دبلوماسية التعليم العالي الناعمة، ساهمت بجهد وافر في رفع العقوبات الاقتصادية الجائرة على السودان، وذلك بخلق الظروف والبيئة الملائمة التي ساعدت القيادات السياسية، بكل واجهاتها أن تنجح في هذا المسعى.
وتمنى أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من العلاقات الجيدة، وبخاصة فيما يلي التعليم العالي.
 وأكد د. “محمد وراق” مدير جامعة الجزيرة، وعضو الوفد العائد من أمريكا  أن بعض الخطابات والفورمات بدأت تصل من المعونة الأمريكية. وقال: إن الوفد التقى بمكتب المقاطعة، وكبار المسؤولين ببعض المؤسسات التعليمية المهمة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية