رأي

عز الكلام

أم وضاح

ذهاب البصر خير من عمى البصيرة!!
وكما العادة وبعد أن وقع الفأس في الرأس وشافت العيون ما هو مكتوب في جبين الإهمال والشامل وعدم الانضباط كما العادة حمَّل وزير الصحة الولائي البروفيسور “مأمون حميدة” مستشفى العيون المعروف بـ(مكة) حمَّله مسؤولية إصابة (34) مريضاً، بفقدان جزئي للبصر، مؤكداً أربع مخالفات وقع فيها المستشفى، كل واحدة فيها تمثل جريمة في حق البني آدم السوداني الممكون وصابر. أولى هذه الفضائح أن الطبيب الباكستاني الذي أجرى العملية غير مسجل ومعتمد كطبيب اختصاصي يحق له العمل في المشافي السودانية، والفضيحة الثانية أن العقار المعالج الذي حقنت به عيون هؤلاء الغلابى هو أيضاً غير مسجل لدى مجلس الصيدلة والسموم، والخطأ الثالث أن غرفة العمليات لم تكن معقمة، أما الفضيحة الرابعة تمثلت في التحضير للعملية نفسها.
وخلوني كدي أفند هذه الفضائح الأربعة واحدة واحدة، لندرك إلى أي مدى وصل الهوان والتلاعب بالبني آدم السوداني الماعارف يلقاها من وين ولَّا من وين، والسيد وزير الصحة ووزارته الذين يبدو أنهم اكتشفوا فجأة أن مستشفى مكة يقع في نطاق صلاحياتهم ومسؤولياتهم، وقبلها كان يسرح ويمرح (ويسوي الدايره) بدليل أنه يعمل به اختصاصي غير مسجل أجنبي الجنسية، أخشى ما أخشى مع هذه الفوضى أن نكتشف أنه ليس جراحاً وإنما جزار أو تاجر أو أي حاجة ما عندها علاقة بعمله داخل المستشفى، فكيف لا تكتشف وزارة الصحة هذه المخالفة؟ هل معنى هذا أنه ليس لديها فرق تفتيش لمراجعة سجلات الأطباء والرخص التي يحملونها للعمل داخل المشافي الخاصة، وأنه لولا تسببه في هذه الكارثة لاستمر في عمله حتى حدوث كارثة أكبر وأمر، الحاجة الثانية كيف يعني تستعمل المستشفى عقاراً لم يمر بالأطر الصحية والقانونية والمعملية لدى مجلس الصيدلة والسموم حتى يصل غرفة العمليات؟ ووصول غرفة العمليات كيف، عن طريق تجار الشنطة؟ أم تجار الموت؟ هذه المخالفة لوحدها كفيلة بأن تقفل المستشفى نهائياً حتى إشعار آخر، أما مسألة الخطأ في تحضير العملية وعدم تعقيم الغرفة، فهي بالتأكيد تتقازم وتصغر قدر النبقة مقارنة بالفضيحتين الأوليين، وده الطبيعي الذي يحدث في معظم المشافي، لولا ستر الله وعنايته بالغلابى الذين يقصدونها! عموماً الحادثة برمتها كفيلة بضرورة إعادة النظر في المشافي الخاصة التي تطاولت على حساب المستشفيات الحكومية، وهو وضع وحال يرثى له أن يصبح مستشفى مكة هو مقصد المرضى، في حين يتقازم دور مستشفى كبير ومرجعي كمستشفى العيون على شارع النيل، يحدث هذا لمصلحة (منو) لا أدري، والمستشفى العريق كان يمكن أن يكون المستشفى رقماً لأمراض العيون، مش في السودان وبس، لكن في المنطقة الأفريقية كلها، لكن يبدو أن هناك أيادي خفية تريد أن تقصيه وتقلل من دوره، ويظهر السيناريو المعروف (شلعوه الجماعة)، ويسكنه البوم، ويتحوَّل إلى خرابة، وبعدها يدق فيه الجرس ليتحوَّل إلى شقق فندقية أو عقارات مجهولة الملاك ويضيعوا ناس (قريعتي راحت).
{ كلمة عزيزة
مهم جداً أن تفرد الفضائيات مساحة لبرامج إنسانية تخدم الفقراء وتعالج المرضى وتحث المجتمع على لعب دور عظيم من التكافل والتعاضد، مثلاً “ريهام سعيد” المذيعة المصرية الشاطرة تقوم بدور كبير من خلال برنامج (صبايا) على شاشة “النهار”، ولها حلقات رائعة مع المرضى من رحلة المرض حتى رحلة الشفاء، الآن في السودان لدينا برنامج كالذي تقدمه “ريهام سعيد” وهو برنامج (بنك الثواب) الذي يقدمه “عبد الله محمد الحسن”، بس الفرق بين “عبد الله” و”ريهام” أن “عبد الله” يعرض الحالات المحتاجة ويستجيب الداعمين والدافعين، لكننا لا نتابع العلاج ولا العمليات ولا مصير هؤلاء المرضى، ولو كنت مكانه ومن باب (الشفافية) لجعلت الكاميرا تعرض الحالات بعد العلاج حتى يطمئن مَن دفع وساهم أن ماله قد وجه، كما ينبغي أن يكون. حاجة ثانية ليه البرنامج الذي يحمل اسم (بنك) لا يتأسى بالشكل المؤسسي السليم ليكون له حساب باسم القناة التي يتبع لها البرنامج، وهناك مراجعون للداخل والخارج من المنصرفات، وهذا لا أظنه (يسوء) الأخ “عبد الله” طالما أنه وهب نفسه لهذا العمل الإنساني، وطالما أنه يستغل القناة منبراً له، فمن حقها أن تكون (وصية) على المال الذي يدخل حافظة البرنامج. بالمناسبة هل بنك الثواب ده منظمة أم مؤسسة أم برنامج أم شنو بالضبط؟ بس عشان نفهم وكده، في انتظار توضيح الأستاذ “عبد الله”.
 ونواصل.
{ كلمة أعز
شكَّل الشاعر الكبير “هيثم عباس” ثنائيات ناجحة مع فنانات أوصلن كلماته وألحانه إلى أعلى درجات النجاح، أولها ثنائية مميزة مع الفنانة “ندى القلعة” بأغنيات باذخة الجمال سكبت فيها “ندى” قوة صوتها وجسارة أدائها فوصلت للوجدان السوداني من أوسع أبوابه، وثنائية ثابتة مع البت الفارسة “ميادة قمر الدين” أوصلت “ميادة” إلى الصف الأول بسرعة البرق رغم قصر تجربتها لتصبح ملء السمع والشوف بأداء رهيب ومميز لليلتي (الجمعة) استمعت لأغنية لـ”هيثم” بصوت حرم النور” جاءت باردة وباهتة بلا طعم ورائحة أغنيات “هيثم عباس” التي تخلد في الذاكرة منذ لحظة سماعها الأولى، حتى ظهور “حرم” نفسها لم يكن فيه ألق أو دهشة أو جديد، ماذا حدث لـ”حرم النور” التي أرجو أن تعيد حساباتها، لأن الهبوط ساهل وما بياخد دقائق؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية