الديوان

الاتحاد العام للدراميين السودانيين يحتفل بـ(اليوبيل الذهبي)

قالوا إنهم يرفضون الموت إبداعياً
الخرطوم- ميعاد مبارك
ضج مسرح الفنون الشعبية بصوت الفرح المبحوح لقبيلة الدراميين وهم يحتفلون باليوبيل الذهبي لاتحاد الدراميين السودانيين، و”أحمد رضا دهيب” و”سمية عبد اللطيف” وأولئك المبدعون الراقصون على مقصلة الملمات، الضاحكون رغم عبوس الحياة، يضربون بأقدامهم أرض المسرح معلنين ثورة الحب من أجل رفعة الدراما السودانية وإعلاء كلمة الفن، رافعين شعار (عذوبة الماضي واستشراف المستقبل).
{ حب وسلام
رئيس اللجنة القومية لليوبيل الذهبي لاتحاد الدراميين دكتور “حاج أبا آدم”، لمس قلوب الحضور من دراميين ومهتمين بالدراما، وهو يبلغ الحضور رسالة الحب والتصافي، محدثهم عن وجوب مضي الجميع للأمام وأهمية تقبل الآخر، والرأي والرأي الآخر.
وناشد “أبا آدم” الدراميين لتوحيد صفهم، والتجمع في كتلة واحدة حتى يقولوا جملتهم ويؤدوا الدور المنوط بهم كمبدعين سودانيين.
{ وعود الدولة بدعم الفعل الدرامي
بشر مندوب وزير الثقافة بأن وزارته ستدعم الفعل الدرامي في البلاد، مؤكداً أهمية الدراما وأهل الدراما، مهنئاً اتحاد الدراميين بالاحتفال بيوبيله الذهبي، متمنياً له المزيد النماء والازدهار.
{ أمنيات ولكن!
 رئيس اتحاد الدراميين السودانيين المخرج “أحمد رضا دهيب”، هنأ زملاءه باليوبيل الذهبي، ورد معلقاً على مندوب وزارة الثقافة قائلاً: (هذا كله أمنيات منهم، ولكن وضع خطة إستراتيجية للفعل الدرامي هو وحده الذي سينقذ الدراما السودانية)، وأضاف: (التخطيط الإستراتيجي هو الذي يجعلنا نلزم الجميع بأهمية الفعل الدرامي والدراما، ونحن لا نريد وعوداً تندثر في وقتها، وعدنا كثيراً، وعوداً لم يف بها أحد. نحن نريد أن نعد ونفي لأنفسنا بأنفسنا من خلال عمل إستراتيجي واضح).
{ (سيلفي النجوم)
وفي الفاصل الذي توسط برنامج الاحتفالية خرج نجوم الدراما شيبهم وشبابهم إلى باحة مسرح الفنون الشعبية، متبادلين التحايا والقفشات ضاحكين في وجه الحياة بسخريتهم المعهودة، والتقطوا الكثير من لقطات (السيلفي)، موثقين لخمسين عاماً من السعي في مناكب الدراما.
{ العودة إلى الماضي
رئيس اتحاد الدراميين السودانيين قال في تصريحات صحفية أعقبت الاحتفالية: (نحن نحتفل باليوبيل الذهبي للدراميين محاولين العودة للماضي لاستلهام طريق المستقبل)، مشيرين  إلى بداية المواسم المسرحية في نشأة الاتحاد ولجنة العشرة التي تكونت منذ أكثر من خمسين عاماً من الأساتذة “بلقيس عوض” و”عبد الوهاب الجعفري” وعدد من رواد المسرح، وأضاف: (أردنا في هذا العام أن تكون الاحتفالات متواصلة من الآن وحتى 21 أكتوبر، ابتدأناها بالمؤتمر العام للدراميين والمؤتمر العام الذي ناقش قضايا الدراميين وإشكاليات الدراما، ووضع إستراتيجية قومية للدراما تمهيداً لأن يكون معترفاً بها من قبل الدولة وتصبح التزاماً علمياً وعملياً وأخلاقياً ما بين القطاع المجتمعي الكبير وقطاع المجتمع الإبداعي الدرامي وما بين الدولة كشريك مفترض أن يكون أساسياً للدراما حتى تتطور وتصل مصاف العالمية).
وواصل “دهيب” قائلاً: (الدراما دورها كبير جداً وهنالك أكثر من عشر أوراق لعدد من الأساتذة الناشطين في مجال العمل الدرامي في هذا الصدد).
{ “أكل عيش” و”خطوبة سهير”
أقر “دهيب” بأن فترة الستينيات والسبعينيات.. في بداية عهد الدراما والمسرح السوداني كان هنالك نظام أكثر مما هو موجود الآن، وأضاف قائلاً: (نحن متوجهون للمستقبل، وفي الحقيقة نحن نعود للماضي الذي كان هو المستقبل؛ عودة للمواسم المسرحية القديمة: المك نمر، أكل عيش، ما من بلدنا، خطوبة سهير، وغيرها من تراثنا المسرحي، حيث كانت هنالك جدية من الرواد ونحن نعود في هذه الاحتفالية للماضي لنستشرف المستقبل بخطط إستراتيجية واضحة لا تشوبها شائبة).
{ أوراق عمل
سيقدم مجموعة من الباحثين الدراميين أوراق عمل حول مشاكل الدراما الإذاعية والتلفزيونية طول فترة الاحتفالية التي تستمر لثلاثة أيام، منهم” محمد عبد الرحيم قرني” و”عبد الحفيظ محمد أحمد” و”سهير عبد الرحيم” وغيرهم، وسيناقشون قضايا الدراما وعودة المواسم المسرحية وإشكالاتها، وستختتم الجلسات بكتيب فيه توصيات ملزمة للجميع- على حد قول اتحاد الدراميين.
وناشد اتحاد الدراميين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة لتكون شريكاً أساسياً للدراميين، ترصد ميزانيات واضحة تلتزم بها الدولة، وشدد “دهيب” على أن مشكلة الدراما الأساسية مشكلة مالية، مبرراً ذلك بأن كل شيء قائم على عصب المال، من أجل تدريب وابتعاث الدراميين وتعلم وتجويد واستمرار الدراما، وقال “دهيب”: (حاليا ًهنالك تقطع في الأعمال المسرحية والدرامية، والآن نحن في مرحلة تنظيمية نحافظ فيها على حقوقنا وعلى مهنتنا من الاندثار)، وأشار إلى جهود فردية مقدرة، ولكن ليس ما تصبو له قبيلة الدراميين وتتمناه. وأضاف قائلاً: (نحن دربنا دراميين من السعودية والإمارات وتونس وكثير من هذه الدول تفوقت علينا بسبب عدم الاستمرار).. وأكمل قائلاً: (أصبحنا مثل العصابات المتفلتة ونحن نتحول من مكان لمكان محاولين المحافظة على الدراما السودانية).
وختم رئيس الاتحاد حديثه قائلاً: (نعم لا وجود لما يغري في العمل الدرامي السوداني، لكن الدافع الإلهي الذي جعل منك مبدعاً هو الذي يجعلك تقاتل وترفض الموت إبداعياً).
واختتم البرنامج على أنغام وأغاني فرقة (الكميراتا) الشعبية التي ألهبت المسرح وجمعت الحضور الراقص حولها في أجواء مليئة بالحماس.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية