كسلا الوريفة.. بعيداً عن السياسة قريباً من الخدمات والهموم!!
تفاصيل زيارة مختلفة
هل اختفى مرض الدرن من حيز الوجود بالولاية ولماذا كسلا؟؟
مشروع إزالة المسكيت بقيمة صفرية تفاصيل لم تذكر.. سر فحم الشجرة..!
انقلاب في وسط المدينة والجزارون يودعون سوقهم القديم إلى غير رجعة !!
صوت الدورة المدرسية يعلو.. والتاكا تتأهب لاستقبال القادمين و”كيجاب” يسبح مع التيار
تقرير – نجل الدين آدم
تغيير كبير حل على مدينة كسلا الوفية.. كسلا القاش.. كسلا الخضراء، ونحن نزورها بعد فترة انقطاع طويلة كل شيء بات ملفتاً في المدينة، سيما وأن انقلاباً مدنياً تم في وسط العاصمة، (48) ساعة من الزمن كانت كافية لنقف على ملامح من وجه الولاية الباسم، في جبل التاكا وتوتيل والسواقي، وضريح السيد “الحسن الميرغني”، ولنتحسس كذلك استعدادات الولاية لاستقبال الدورة المدرسية المقبلة، التي سيطرت على اجتماع مجلس وزراء الولاية.
سعدت برفقة رئيس تحرير آخر لحظة الأستاذ “عبد العظيم صالح” في مشوار مهني رائع.
كان ملفتاً في زيارتنا بصورة أكبر مشروع إزالة المسكيت، المشروع الحلم الذي استعصى على المركز بسبب اتساع حجم المشكلة، لكننا وجدناها قد حلت دونما أي إرهاق لخزينة الحكومة، كيف ذلك.. هذا ما سنوضحه في الأسطر التالية.
عدد من مواقع تقديم الخدمات من الوزارات والمؤسسات كانت وجهتنا وكذا الحال سوق المدينة الذي انقلب رأساً على عقب، وسعدنا بليلة احتفالية سهر فيها سكان المدينة طرباً وجهاز الأمن بالولاية يحتفي بوسام الإنجاز الذي منحه رئيس الجمهورية لمديرهم العام، بمشاركة قيادة الجهاز بالمركز، وقد عطر سماء الاحتفال غناءً الفنان الكبير “عبد الرحمن عبد الله” بساحة حديقة المدينة الكبرى.
}انتعاش في حركة الطيران!
هكذا كان الحال والطائرة تحط بنا في مطار المدينة، مدير مطار كسلا “محمد موسى” كشف في حديثه عن زيادة وانتعاش في الحركة خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث بدأ الطيران بشركة واحدة هي (نوفا)، ومن ثم لحقت بها شركة (بدر للطيران)، وحسب مدير المطار فإن عدد الركاب الذين نقلوا بالطيران في 2014- 2015 نحو (10) آلاف راكب، في 2016 أكثر من (22) ألفاً، أي أكثر من الضعف، ويتوقع “محمد موسى” مزيداً من الانفتاح والإقبال من المواطنين والشركات.
}ترحيل سوق كسلا
“هناك اتفاق على ترحيل سوق كسلا”، هكذا اكتفى معتمد كسلا “معتصم عثمان” في حديثه عن ما جرى ويجري من تغييرات في المدينة، وأشار إلى أن السبب في الخطوة هو أن السوق أصبح غير صالح لممارسة المهنة، لأن الخضر والفواكه لديها مواصفات عرض وتخزين.
وذكر المعتمد أنهم عملوا في الأسواق الجديدة (30) مواصفة للجزارة الحديثة، منها الصرف الصحي، السراميك، المراوح، الثلاجة، ماسورة.. الخ،
وأشار إلى أن عدداً من الشوارع كانت مغلقة بسبب المخالفات وقد تمت إزالتها، وقد تكشف لي خلال زيارة سوق المدينة حجم الطفرة في الطرق، ويقول المعتمد إن كسلا بها مقومات جمال عالية يمكن الاستفادة منها، وكان لافتاً كساء أرضية السوق بـ(الإنتر لوك).
}هل انتهى الدرن في كسلا؟!
مدير عام وزارة الصحة بالولاية د.”نور الدين حسين” وأركان حربه حدثونا عن حجم النقلة خلال العام والنصف التي مضت، وعن المشكلات التي تعترضهم حيث حدثنا د.”نور الدين” عن إنجازات كبيرة على مستوى الصحة بالولاية، منها تعيين العاملة والكوادر وتلقيهم إشادة من وزير الصحة الاتحادي بقرار تعيين (1200) قابلة، وتعيين (250) كادراً من الخريجين، وأنه لا يوجد نقص في الكوادر بمستشفى كسلا.
وترى الوزارة أن أكبر المشاكل التي تواجهها هي استبقاء الكوادر بسبب عدم وجود الامتيازات، بجانب مشكلة توزيع الأدوية نظراً إلى أنها تكلف (45%) من الميزانية.
وتشير وزارة الصحة إلى أن السبب في انتشار الوبائيات بها هو التداخل الحدودي.
وعن موقف مرض الدرن بالولاية تقول الوزارة إن الولاية ليست بأكبر ولاية تعاني المرض الموصوم بالفقر، وإن تطوراً حدث بسبب استخدام الوزارة للعلاج الجوال، أي وصولهم المريض في موقعه، واكتشاف المرض مبكراً، وإن الحسابات توضح انحساره مقارنة مع الولايات الأخرى، وعن الإمداد الدوائي تشير الوزارة إلى أنه لا توجد مشكلة بالخصوص سواء كان المدعوم منه أو غيره.
وبحسب التقارير أن الولاية دخلت في حالة طوارئ عند ظهور الإسهالات المائية وتمت محاصرة المرض واستخدام الرش، وأن العمل جارٍ لتشييد مستشفى مرجعي بكلفة (9) مليارات جنيه، وتأهيل المستشفيات الريفية وتوفير (7) ماكينات غسيل كُلى وتوفير عدد (11) عربة إسعاف.
}منظمات في واجهة الخدمات
مفوض العون الإنساني “عثمان دفع الله” ذكر أن تنسيقاً كبيراً يتم مع المنظمات في الكوارث وآثارها، وأن توجيهاً من الوالي تم بإعادة تخطيط منازل المتضررين من القاش بمساحة (600) متر لكل مواطن، في مخطط به (5000) وحدة سكنية، منها (150) في كسلا، (150) في أكلا المحطة، (300) في قولسار، (400) وحدة في همشكوريب، الآن اكتملت (400) وحدة.
}المسكيت قصة الفحم المستخرج!!
وفي منطقة امتداد القاش بالقرب من منطقة أكلا، نفذ شركة سنمار مشروع إزالة المسكيت بالتنسيق مع الولاية، ولكن الملفت أن قيمة عقد التنفيذ صفر جنيه، حيث لا تدفع الولاية للشركة مقابل عمليات الإزالة الدقيقة التي تتم للشجرة، لأن الشركة اكتفت بأخذ الشجرة وإنتاجها فحماً طبيعياً بعد حرقه، وما يميز المشروع أنه يتم اقتلاع الشجرة من جذورها نهائياً، ويقول مدير شركة سنمار بالولاية د.”عز الدين عثمان العوض” إنهم قاموا بتنظيف مساحة (300) فدان خلال الشهر الماضي، ويرتبون لتنظيف (1000) فدان في المرحلة المقبلة، وذكر في حديثه أن الشركة تستفيد من الأشجار التي يتم اقتلاعها بتحويلها لفحم لا يتم بيعه محلياً، ويكشف “عز الدين” هنا سر تصدير الفحم، حيث إن الدول المتقدمة تستخدمه للأغراض النووية، لذلك لا يتم بيعه محلياً، فيما يرى مفوض العون الإنساني أن ما تقوم به الشركة يوفر الصرف الذي كانت تدفعه الحكومة لبرنامج الإزالة.
}من ضريح السيد “الحسن” إلى نبع توتيل
ضريح السيد “الحسن الميرغني” الذي يشكل واحداً من المعالم والمواقع الأثرية التي يرتادها الزوار من داخل وخارج السودان، بما في ذلك الأوربيون الذين يحرصون على حضور الحولية السنوية، وتتجلى عظمة المكان سيد قبة السيد “الحسن” كما يحلو للختمية، وستي “مريم” وأبناء السيد، في أن الجامع الملحق بالقبة ما زال واقفاً كما هو ولكن دون سقف، وقد سعدنا بصحبة مدير مكتب شركة نوفا للطيران بكسلا، الأخ المهذب “إيهاب” في جولة ممتعة بالمكان.
وفي جبل التاكا الكبير، حيث متنزه توتيل، ذلك النبع المعروف الذي ظل يشرب منه الرواد لأكثر من قرن من الزمان وهو ينبع من الجبل، ملامح سياحية نادرة وموقع يحرص السياح على زيارته، وسعدنا بصحبة معتمد محلية كسلا الأستاذ “معتصم”، وأمضينا ساعة من الزمن، واكتملت الجولة بزيارة السواقي، حيث أشجار الفواكه التي تشتهر بها الولاية.
}مساكن بديلة!!
منطقة (أكلا) كانت واحدة من المواقع التي زرناها، حيث القرى النموذجية الجديدة للمتضررين من نهر القاش، مساكن ثابتة وفي مواقع أعلى وتمتاز بالمزج بين البناء الحديث والتقليدي وتستخدم الطوب البلوك في بناء (الكرنك) لارتفاع مترين من ثم يتم وضع القطية المصنوعة من القش أعلى (الكرنك)، ويقول مفوض الشؤون الإنسانية إن إنسان المنطقة رغم تمسكه بموقعه إلا أنهم بدأوا في الرحيل إلى المواقع الجديدة بعد أن أحسوا بأن المباني الجديدة أفضل والموقع مميز.
}خاتمة حفل ساهر
ختمنا زيارتنا بحضور حفل ساهر على شرف احتفال جهاز الأمن بالولاية، بوسام الإنجاز الذي منحه رئيس الجمهورية لمدير جهاز الأمن الوطني الفريق أول “محمد عطا المولى”، وأن الاحتفال الذي عطر سماءه الفنان “عبد الرحمن عبد الله” بساحة حديقة المدينة، مفتوح، حيث التحم المواطنون مع قيادات جهاز الأمن في حفل متفرد شرفه والي الولاية الأستاذ “آدم جماع”، ومساعد المدير العام “تاج السر عثمان”، وصاحب الحفل العميد “الطريفي عمر” مدير الجهاز بالولاية. الفنان “عبد الرحمن” حرص على إلقاء كلمة قبل التغني وهو يشكر قيادة الجهاز ووالي الولاية ويجتر ذكريات المدينة وصديقه وزميل دراسته الصحافي الكبير “أحمد طه الجنرال” ابن الولاية، “عبد الرحمن عبد الله” قال إن ما لفت نظره أن تغييراً كبيراً في جهاز الأمن قد حدث، فلم يعد ذلك البعبع الذي يخشاه الناس، والمواطنون يلتحمون معهم في حفلهم الذي استمر حتى الحادية عشرة، ومن ثم نامت المدينة على الإيقاع الكردفاني وأغنية “يا ضابط السجن” التي تمايل معها كل الحضور.
}كلمات في الاحتفال ..
والي كسلا الأستاذ “آدم جماع” أثنى في كلمته على لجنة أمن الولاية وتنسيقها الذي عاد عليهم بالقبض على مهربي السلع الإستراتيجية عبر الحدود، وتوعد تجار البشر بالردع، وقطع عهداً بأن لا تؤتى البلاد من بوابة الشرق.
}”كيجاب” يخطف الأضواء
سعدنا بصحبة السباح العالمي السلطان “كيجاب” إلى بعض المواقع، وقد حل ضيفاً على الولاية، ومؤازراً لهم في الترتيب للدورة المدرسية، وما أن أذيع اسمه في الاحتفال إلا وضج الاحتفال بالتهليل، الأستاذ “أحمد طه” الجنرال، سعدنا بالمؤانسة معه وحكى لنا عن تاريخ حافل من الولاية وأهلها وتداخلهم، وقد تم اختياره في لجان الإعداد للدورة المدرسية مقيماً في الولاية.