الحاسة السادسة
فوبيا الفمنست!!
رشان أوشي
عندما كان الداعشي المستتاب الدكتور “محمد علي لجزولي” يرغي ويزبد، ويملأ الأسافير ضجيجاً حول ما كتبته الزميلة المستنيرة “شمائل النور”، كان مقاتلو داعش أيضاً يمارسون جهاد النكاح مع إحدى المقاتلات الفارات من ذويهن بحجة الدفاع عن الدين، وكان دوغمائي آخر يجتهد في شيطنة الأنثى بينما في عصمته أربع زوجات، هكذا هي عقولهم لا تخرج من ثياب النساء وملحقاتها.
لم أرغب بالتعليق على الثورة العارمة التي أطلقها الداعشي السابق “محمد علي الجزولي” ضد العلمانية كما ادعى، مهاجماً كاتبة المقال بشخصنة غارقة في القصد، ولا الفخ الذي سقط فيه المهندس “الطيّب مصطفى” ناشر الصيحة، عندما خرج من وقاره بأن أغدق على نفسه باختزال ما سطرته “شمائل” في شخصها أيضاً، ولكن محاولات هؤلاء الذكور في ممارسة الاستعلاء النوعي على كاتبة واستخدامهم لخطاب الإرهاب الفكري، كافٍ لنا بأن نضع أصابعنا على الزناد ونتأهب.
هؤلاء المتحجرون فكراً فشلت ثوراتهم التي أسموها الربيع العربي، وأغرقوا بلدانهم في وحول الصراعات المذهبية، ودمروها، مثلاً في سوريا عندما ضعف نظام “الأسد”، بدأ أصحاب العقول الداعشية بالتضييق على المرأة بمنعها من المشاركة بالمظاهرات، وفي العام الثالث للثورة لم نعد نشهد أي حضور لها؛ اليوتوبيات أصبح أضغاث أحلامٍ، وفي العام الرابع ومع تصاعد الجهادية انتهى دورها نهائياً وعادت إلى المنزل، المهم ملاحظته هنا أن دورها انتهى حينما انتهى دور الشعب، وتَحكّم بأماكن الثورة السلاح والجهادية، حينما أحكمت الجهادية سلطتها فرضت محاكم شرعية، والتي ترفض كل شرع إلا شرعها؛ وبدأت تفرضه على المجتمع، وكثرت الانتهاكات ونفذت حدود قطع اليد والجلد والقتل ورجمت النساء؛ فإن لم يرتدين اللباس الشرعي “الطالباني”، فإن أسرهن ستدفع غرامات في أولى المخالفات، ولاحقاً تجلد في الساحات.
بينما أسست داعش في “دولة خلافتها” كتيبة نسائية لملاحقة النساء في الشوارع، ومنهن مسؤولات عن مراكز الاعتقال للنساء، طبعاً مارست داعش وجبهة النصرة، القتل للنساء رجماً بالحجارة أو رمياً بالرصاص.
هكذا يحاول “الجزولي” و”الطيّب مصطفى” وامثالهما فرض الحالة النفسية الداعشية عبر ممارسة الوصاية وتنصيب أنفسهم وكلاء للسماء في الأرض.