فوق رأي
التصحر السينمائي
هناء إبراهيم
تلك الأيام العظيمة أيام أفلام “فاتن حمامة” و”هند رستم” و”نادية لطفي” و”صباح” و”شادية” و”ميرفت أمين” أيام “أحمد رمزي” و”رشدي أباظة” و”نور الشريف” ومنو ومنو.. كانت دور السينما السودانية في أتم الصحة والعافية لا ينقصها شيء سوى رؤياكم الغالية، وكان هناك إنتاج محلي وجهود في إنتاج الأفلام.
فرحمة الله على “فاتن حمامة” التي استمتع بفنها الآباء وبعض الأجداد والفاتحة على روح السينما في هذه البلاد.
أفهم شعور أولئك الآباء حين يمرون على السينما التي كان يشاهدون من خلالها عرض أحدث الأفلام الأجنبية والعربية الفخيمة فيجدونها (أكثر من خرابة) عبارة عن مبنى أغبش الملامح يكسو بابه اليأس.. فتصاب ذكرياتهم بالمرار..
وأفهم شعور الشاب حينما يعرف أن السينما التي كان يرتادها والده وجده حجبها الإهمال وأن مواعين الفن النظيف تكسرت ضمن سياسات التأخر نحو الخلف.
الأمراض التي أصابت دور العرض بعد أن كانت (55) داراً، انتقلت إلى الإنتاج السينمائي في بلد ذات مواضيع سينمائية تعتبر ثروة إبداعية هائلة، لا أفهم كيف لم يدرك من يهمه الأمر أن الإنتاج السينمائي فن مجزٍ وذو ربح ثلاثي الأبعاد.
شجاعة ما في يا كافي البلاء..
لماذا لا يقف أهل الاستثمار مع هؤلاء الشباب الذين يصورون وينتجون أفلام ذات أفكار خرافية فقط بهواتفهم المحمولة، فما بالك لو توفرت لهم إمكانيات تمكنهم من المنافسة عالمياً..
أتحدث عن أفلام قصيرة لشباب يتم نشرها عبر مواقع التواصل وكذلك عرضها عبر اليوتيوب.
فقط يحتاجون منتج شجاع يقضي على هذا التصحر السينمائي ويعيدنا على الأقل إلى منطقة ما شاهده الآباء والأجداد..
يبعدنا عن هذا التخلف؟!
أقول قولي هذا من باب السينما المخلع..كـ نصف كلام لم يكتمل
و……..
شوف الابتسامة
لدواعٍ في بالي