رأي

المشهد السياسي

ما يشد الانتباه كثير.. وهكذا السياسة
موسى يعقوب

في الساحة السياسية اليوم الكثير من الإيجابيات والسلبيات التي تشد انتباه المراقب واهتمامه. ولنبدأ بالإيجابيات، وهي كثيرة نقف عند بعضها وتتصدر زيارة السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ولم تكن تلك زيارته الأولى لها، والعلاقات بين البلدين عامرة إلا أن هذه الزيارة الأخيرة هذا الأسبوع كانت لها إضافتها على ذلك كله.
السيد الرئيس صحبه عدد كبير من الوزراء والمختصين ورموز الإعلام، وكان استقباله في مطار أبو ظبي بقيادة الشيخ “محمد بن زايد آل نهيان” ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وعدد من القيادات في الدولة وأعضاء السلك الدبلوماسي.. انتهاءً بزيارة معرض (أيدكس) للتصنيع الحربي الذي شارك فيه السودان والمعرض الآخر (نافدكس)، حيث أبدى السيد الرئيس إعجابه بما رأى وشاهد من إنتاج عسكري.
في دولة الإمارات هذه المرة، وعلاوة على ما تم من لقاءات عمل بين ذوي الاختصاص من الطرفين الإماراتي والسوداني، كان الرئيس “البشير” قد مُنح وسام الشيخ “زايد” من الطبقة الأولى مما عدّه “البشير” تكريماً للشعب السوداني.
هذه الزيارة بما جرى فيها وتم (زيارة خير) لما بين الدولتين من علاقات دبلوماسية واقتصادية ودفاعية.
وما شد الانتباه أيضاً هذا الأسبوع من إيجابيات هو احتفاء الشعب في ولاية الجزيرة بما أنجزه الدكتور “أيلا” من طرق وتعليم وصحة وتنمية بشكل عام، فالتجمع الجماهيري في محلية “القرشي” احتفاءً وتكريماً واعترافاً بالإنجاز، كان إشارة إيجابية للغاية وقد سبقتها بعض المنازعات.
وإذا كان ما أشرنا إليه أعلاه من إيجابيات السياسة فإن هناك ما يقول بسلبياتها (فالحلو ما يكملش..!) كما يقول الأخوة المصريون.. ونشير هنا أيضاً إلى أمرين:
الأول: المؤتمر الشعبي وأطروحاته الأخيرة المثيرة للجدل فقهاً وفكراً وسياسة.
الثاني: الاتحادي (الأصل) وخلافاته الأخيرة الحادة وما ترتب عليها.
فالمؤتمر الشعبي وهو محاور درجة أولى وممن قادوا الحوار إلى نهاياته ومخرجاته التي ترجمت في مشروعات وصلت إلى الجهاز التشريعي القومي لتضمينها في التعديلات الدستورية، طرح مؤخراً وجهات نظر في مجال زواج المرأة الذي قال فيه إنه بالتراضي، وليس ولاية ولي الأمر.. مما أثار جدلاً وخلافاً كبيرين بين أهل الاختصاص الشرعي والفقهي، وأهل السياسة ممثلين في حزب المؤتمر الشعبي الذي يصر على أن يصل كما يرى إلى المجلس الوطني ويجاز بلا تعديل أو تبديل ناسياً أو متناسياً أن الأمر فيه حرية رأي يتمتع بها مؤتمر الحوار الوطني والسياسي والاجتماعي).. وحق إجراءات ولوائح عمل وأداء يتمتع بها المجلس التشريعي القومي (المجلس الوطني).
والشعبي لم يختلف مع العلماء والفقهاء من أهل الاختصاص وحسب، وإنما خرج عن المألوف والإرث المعروف بالقدح والذم وسوء الأوصاف لتلك الجماعات الفقهية لهيئة علماء السودان.
الأخوة في الشعبي وهم غير، كما يقولون، مالوا إلى السلبيات أكثر من الإيجابيات.. وهكذا السياسة.. فالله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية