ربع مقال
“شرف الدين بانقا”..!!
خالد حسن لقمان
.. في يوم شديد الحرارة من أيام شهر رمضان المعظم في التسعينيات يفاجأ عدد كبير (من المتراصين في وزارة الإسكان لمقابلة الوزير في ذاك اليوم الذي ابتدعه الرجل وخصصه لمقابلة الجمهور)، يفاجأون بالدكتور “شرف الدين بانقا” يخترق صفوفهم ماداً يده تجاه امرأة كبيرة السن.. ارتجفت المرأة واحتضنت أوراقها ناظرة بدهشة لهذا المتهجم عليها ولكن الحاضرين أكدوا لها بأن الذي أمامها الآن هو من تنتظر مقابلته بالداخل، وسرعان ما تحول المشهد بكامله لرجل على كرسي تحت ظل شجرة وأمامه جمهور الناس ينتظرون دورهم تماماً كما وصورة صراف المقاول الذي يتولى توزيع صرفية يوم (الخميس).. لم تأخذ العجوز زمنا ولكنها بقيت لبعض لحظات تملأ عينيها من محيا الوزير الشاب متمتمة بكلمات اختلطت بعبرتها وصوتها المتهدج.. واستمر المشهد حتى آذان المغرب ففطر الجمهور مع وزيره ببضعة تمرات أرسل إليها من ماله الخاص.. هذا هو “شرف الدين بانقا” الوزير العالم المتواضع الذي كان أقرب الجميع لأمراء المملكة السعودية فاستقدمناه لينهض ببلادنا ويعمرها.. فأصبح اليوم بيننا بلا صوت ولا خبر..!! .. أيها العاقلون أعيدوا “شرف الدين بانقا” لكرسي الوزارة ليعيد لنا أمثاله آمالنا في اللحاق بمن تجاوزونا برجالهم وعقولهم.