أخيره

الإعلامي "خالد لقمان" في بوح استثنائي لــ(المجهر):

الإعلام السوداني أخفق على مستوى بناء خط عام واضح للدولة
حوار ـــ محمد جمال قندول
دخل حوش التلفزيون القومي كمقدم برامج في منتصف التسعينيات ومنها انتفض بقوة داخل الشاشة القومية عبر عدد من البرامج على غرار (ملفات ثقافية)، (الخط الساخن)، (ساعة زمن)، (الأم  الوسط) بجانب عدد من السهرات الوثائقية والفترات المفتوحة، راسماً تجربة إعلامية فريدة واسماً لا يشق له غبار.
ضيف مساحتنا اليوم الإعلامي ومقدم البرامج والكاتب الصحفي “خالد حسن لقمان” والذي جلس إلينا   لنقلب في دفاتر تجربته بشاشة التلفزيون القومي، بجانب مسيرته الجديدة عبر شاشة أم درمان والعديد من المحاور فإلى مضابطها .
{أين “خالد لقمان” من الساحة الآن؟
ـــ الآن موجود بالساحة الإعلامية ومقدم لبرامج قناة أم درمان الفضائية وكاتب راتب بصحيفة (المجهر) اليومية الجامعة، بجانب بعض المجالات الأكاديمية وبعض الأعمال الأخرى التي لها صلة بالعمل الإعلامي وموجود بالساحة.
{بعد انقطاع عن تقديم البرامج ستطل عبر شاشة أم درمان ما الذي ستقدمه عبرها؟
ـــ أم درمان في برنامج بعنوان (59 دقيقة) قدمت فيه (3) حلقات مع د.”غازي صلاح الدين” ود.”شرف الدين بانقا” ود.”مامون حميدة”، وهو برنامج حواري مختلف بنحاول  من خلاله  التمرد على حوار الموضوع والشخصية والمزواجة ما بين الفكرتين، وهي تجربة جديدة أدخلها،  وهي تجربة متمردة على القوالب المعروفة التلفزيونية.
*سنوات فاقت الـ(15) عاماً قضيتها في التلفزيون القومي هل أنت راضٍ عن هذه التجربة؟
ـــ كإداري ، عملت كمدير للإدارة الثقافية لمدة عامين ونصف وبعدها قدمت عدداً من البرامج مثل (الخط الساخن) و(ساعة زمن) و(الأم الوسط) .وأنا راضٍ عن التجربة تماماً وأعتقد بأن التلفزيون هو المدرسة الأم للمدرسة الإعلامية بشكل عام، وأي شخص دخل التلفزيون لو دخل بالبوابة الشمالية وخرج بالجنوبية سيستفيد،  فمنه تعلمنا العمل الإعلامي والإداري.
{في نظرك ، ماهو أفضل برنامج قدمته؟
ـــ من البرامج (ملفات ثقافية) وهو برنامج مخدوم بشكل جيد استطعنا عبره أن نكسر الشكل النمطي للبرامج الحوارية  الموجودة في الساحة آنذاك عبر الجرأة والطرح القوي، واستفدنا من القاعدة البرامجية الثقافية في اختراق الموضوعات السياسية التي توضع تحتها خطوط حمراء واستطعنا من خلاها أن نكسر جمود الحوار الذي كان موجوداً حينها بالساحة، كما أن برنامج (الخط الساخن) أيضاً من التجارب المتميزة بالنسبة لي وقد توقف لجرأته الساخنة.
{ما رأيك الآن في الشاشة القومية في ظل ما تعانيه من مشاكل؟
ــ لو أن  هنالك أشخاص يستحقون الأوسمة والأنواط في هذا البلد فسيكون في مقدمتهم الزملاء العاملون الآن بالتلفزيون القومي، لأنهم صبروا وصمدوا في ظروف صعبة للغاية وهم يحافظون الآن على المادة الإعلامية المنضبطة، وهذا جانب يتفرد به التلفزيون مقارنة بالمحطات الأخرى، وللأسف الشديد  فقد صبروا على مشاكل موجودة تفاقمت ولا زالت الدولة مكتوفة الأيدي جراء ما يحدث بهذا الجهاز القومي المحمل بالبرامج السياسية والاجتماعية للدولة، ولكنه مقيد بضعف الإمكانيات التي جعلته في حالة ضعف دائم، وهذا أمر مؤسف.
{انطباعك عن الجيل الحالي من المذيعين والمذيعات؟
ـــ أهم ما يميز هذا الجيل هو الجرأة والإقدام والحماس حيث نرى فيهم رغبة للتميز ولكن العجلة الزائدة لبعضهم تأتي من ورائها سقطات قاتلة ، تحتاج منهم إلى شيء من الروية، ولو فعلوا ذلك لتميزوا بشكل أكبر لامتلاكهم الآن أدوات مساعدة يستطيعون من خلالها تحقيق هذا التميز، وأزمة الجيل الحالي تتمثل في انفصامه عن الجيل الذي سبقه.
{ما تعليقك على الانتقادات التي تتعرض لها المذيعة السودانية باستمرار على الصفحات الفنية؟
ــــ في بعض الأحيان  يشعرالمرء بأن هنالك اتهامات وانتقادات لاذعة وقاسية، وفي بعض الأحيان تشعر بأن الأمر يستحق أن يكون تناوله بمثل هذه الجدية الصارمة، لتقويم الأداء وإيجاد التميز وهذا الاتجاه جيد ولكني أدعو إلى تحكيم الموضوعية في النقد.
{على ذكر النقد ما تقييمك للصحافة الفنية في السودان؟
ـــ الصحافة الفنية في السودان أعتقد بأنها تقدمت في فهمها مع الأدوات الحديثة ،والانفتاح على كل المواقع وتيسرت مهمتها بشكل كبير وإن كان هنالك إضطراب في الموضوع الفني والمحلي.
{كيف تقيم الإعلام السوداني بشكل عام؟
ـــ على مستوى بناء خط عام واضح للدولة السودانية وفق ما ترمي له من خطط  وأهداف إستراتيجية، فهنالك إخفاق كبير وأيضاً هنالك اضطراب كبير في تحديد مؤشرات هذا الخطاب، ولابد من تحديد مؤشرات هذا الخطاب بالشكل الذي يجعل الأمر واضحاً.
{هنالك كثرة واضحة في أعداد القنوات السودانية هل أثر ذلك على جودة ما يطرح عبرها ؟
ـــ أرى أن إيجابيات هذا التعدد أكبر من سلبياته إذا وجدت أصلاً سلبيات، ولكن الأزمة الحقيقية في هذا التعدد هي ندرة الكوادر على المستوى الإداري والفني والبرامجي، مما يعني نقصاً كبيراً في البرامجيين ومقدمي البرامج والمعدين، وأنا أعتقد أن الحل الأمثل هو أن تلجأ المؤسسات إلى تدريب كوادرها عبر المراكز الإعلامية لصقل قدراتها ومن ثم الدفع بها للواجهة الإعلامية.
{أفضل قرار اتخذته؟
ـــ دخولي في مجال الإعلام.
*أسوأ قرار؟
ـــ لم أتخذه بعد.
{شخصية تمنيت محاورتها ؟
ــ د.”الترابي”
{لمن تستمع ؟
ــ أستمع لوردي والكابلي ومحمد الأمين وخارجياً ، انا عاشق لأم كلثوم وقبل هؤلاء ، أنا من عشاق أولاد حاج الماحي.
{لمن تقرأ ؟
ــ محلياً ، قارئ جيد لكتب الطيب صالح وإبراهيم إسحاق وأيضاً أقرأ بانتظام لإخوان مثل “محجوب محمد صالح” وعدد من الكتاب الصحفيين.
{كلمة أخيرة؟
ــ شكراً لـ(المجهر)  وأخونا “قندول”، وأتمنى في فترة ما بعد مؤتمر الحوار أن يدخل السودان في مرحلة جديدة من الحرية وتبادل الآراء بشكل جيد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية