رأي

مسالة مستعجلة

ولاية شرق كردفان
نجل الدين ادم
ليس حباً في إنشاء ولاية جديدة، ولكن مقتضيات الحال حركت أبناء المنطقة الشرقية بولاية جنوب كردفان لينتفضوا ويطالبوا بولاية جديدة عساها تعيد شيئاً يسيراً مما فقدوه من التبعية الجغرافية، والمنطقة تدفع دم قلبها إيرادات كبيرة من مالها تحرك بها اقتصاد جنوب كردفان دون أن يعود لهم ما دفعوه في شكل خدمات أساسية ظل مواطن المنطقة البسيط يصرخ من أجلها دونما مجيب!
حسناً فعل أهلنا في المحليات الثماني التي تبدأ من محلية العباسية تقلي انتهاءً بمنطقة الليري وهم يضعون حداً لهذا الإهمال الذي ظل يحيط بهم.
 يأتي توزيع السلطة فيخرجون صفر اليدين، وتأتي الثروة فترتد عكسية إلى الشطر الآخر من الولاية! أخرج أهل المنطقة الشرقية  أول أمس بياناً يعبر عن واقع حالهم وهم يطالبون رئاسة الجمهورية بإعلان ميلاد ولاية شرق كردفان، فهو مطلب شرعي ودستوري يجب أن تنظر إليه الحكومة عبر أجهزتها المختلفة بعين الاعتبار، وليس محاولة للتشظي السالب.
أواصر من الصلات العميقة والرحم تربط جميع أهل جنوب كردفان في المنطقتين الشرقية والغربية، لكن البعض من أبناء الولاية الأم لا يريدون لتوأم الروح المنطقة الشرقية أن تعيش كما ينبغي، يريدونها أن تكون في ظلام دامس، وأن تكون بقرة حلوب تسقي ولا تشرب، يقطع أبناؤها الأميال ليدرسوا في جامعة الدلنج التي تقربها جامعة كردفان في ولاية شمال كردفان.. مفارقات عجيبة تقلب كل ما هو معتدل رأساً على عقب!
والسؤال المنطقي الذي يفرض نفسه: لماذا لا تصبح محليات المنطقة الشرقية ولاية قائمة بذاتها وعددها يفوق عدد محليات الشطر الثاني من الولاية تعداداً.. بيروقراطية تجعل من مدينة كادوقلي عاصمة الولاية مركزاً، يلجأ إليها أهالي العباسية تقلي والتضامن والرشاد وأبو جبيهة… الخ لطلب الخدمة، ومحلية أم روابة تقربها جغرافية وتواصلاً.
 هكذا هو واقع الحال الذي يفقد الأهالي الكثير مما يريدون من خدمات.. ومن عجب أن المنطقة الشرقية وبتاريخها العريق ومملكة تقلي الإسلامية تقف مكتوفة الأيدي حتى أمام خدمة نفسها، وقد كانت يوماً من الأيام واحدة من نقاط التحول في تاريخ السودان الحديث وأهل المنطقة ينصرون ثورة “المهدي” ويحمون قائدها من مطاردة الإنجليز.
ليس من رأى كمن سمع.. المنطقة الشرقية جزء مهم من أرض السودان تتجسد فيه كل المعاني، والقيم والإرث التاريخي والجغرافيا والطبيعة الخاصة، زيارة واحدة لأي مسؤول رفيع في الرئاسة ستكون كافية لقراءة كل ما هو مخفي وكل ما لم يكن بائناً.
أهل المنطقة الشرقية ينتظرون مجيء حكومة المركز في زيارة فوق العادة.. فهل تتحقق لهم الأماني؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية