حوارات

محمد ضياء الدين المتحدث باسم حزب البعث العربى الاشتراكى للمجر

أنا أفريقي ولكني أنتمي للأمة العربية
نحن في السودان أمة عربية (وما في حاجة اسمها أمة أفريقية)
نعم عندنا جنوبيون بعثيون
فاتورة بقاء الوطني في السلطة تكلف أكثر ما حصل في تلك الدول
حاوره –  صديق دلاى
-الذي يتحدث عن عنصرية البعث لم يفهم البعث ولا فكره رغم أن البعث واضح سيما تعريفه للعروبة، بأنها لا تبنى على الشكل ولا اللون ولا العنصر أو الزعم، ولكن العروبة ثقافة وهي الثقافة الغالبة في السودان من لغة ودين وتاريخ.
{ (ممكن توضح أكثر)؟
– لذلك عندما نتحدث عن وحدة الأمة العربية  نعتبر أن هذه الأمة العربية تنتمي للثقافة العربية، ومن أول وهلة اعترف حزب العبث بواقع التميز الثقافي والتنوع الاثني في السودان.
{ ولكن دعوتكم لبناء أمة عربية مخالفة للسياق؟
–  لأننا أمة عربية.
{ ونحن في قلب أفريقيا وهناك من له أشواق لبناء أمة أفريقية وهو مواطن سوداني أصيل؟
– لا توجد فكرة اسمها أمة أفريقية وأفريقيا ليست فيها ثقافة واحدة ولا لغة واحدة ولا تاريخ.
{ بينما الأمة العربية؟
– الأمة العربية هي مكون للثقافة العربية في أفريقيا، أكبر لغة في أفريقيا هي اللغة العربية والمواطنون هم العرب.
{ المؤكد أن في السودان قوميات غير عربية ولها أشواقها؟
– من حق كل القوميات أن تمارس حقها في التعبير عن مكنونها ولكن لا مجال لها لبناء كيانات قطرية، ويكفي النظر لتوحد أوربا والخليج، إذن لماذا لا يتوحد هؤلاء الذين يعيشون في المنطقة العربية  تحت لافتة الأمة العربية  بكونها هي مكون للثقافة في أفريقيا.
{ ولكن هناك من هم أقرب للأفارقة من العروبة، كيف يؤسسون معكم أمجاد أمة أخرى؟
–  أوربا لا تنتمي لأمة واحدة ولكنها توحدت وكلنا أفارقة وآسيويون ولكن في إطار أمة عربية.
{ هل لديكم عضوية في زالنجي مثلاً؟
– لدينا عضوية في كل أنحاء السودان ومن الطبيعي أن تجد من ينتمي للبعث وهو من جذور أفريقية بلا أي تناقض، ولدينا عضوية في عموم دارفور وجبال النوبة وهي فعالة ونشطة.
{ أنا أستغرب من ينتمي لجذور أفريقية أن يناضل في حزب البعث من أجل أمجاد أمة عربية في الرهد أو أم روابة أو غيرها من تلك الجغرافية؟
– عندما يفهم المواطن أن انتماءه لحزب البعث لا يعني انتماءً إثنياً ولا انتماءً عنصرياً بل إلى ثقافة وأهداف كمواطن في إطار هذه الأمة.
{(شيء غريب)؟
– أنا أفريقي الجذور ولكني أنتمي لثقافة عربية وأتحدث اللغة العربية وتاريخي جزء منها وأنتمي للإسلام والعروبة، وسأكون بالطبع أقرب للثقافة العربية بالجغرافية والتاريخ ولا يشكل ذلك عندي أية  عقدة.
{ كيف تقول (أنا أفريقي) ولكني أقرب للثقافة العربية؟
– أفريقي بالجغرافية  وليس في أفريقيا لغة ودين وتاريخ واحد مشترك يدعو لأمة أفريقية،  ولا يوجد فيها شيء  يحدثنا عن مكنونات أمة دين وثقافة ولغة وتاريخ.
{ أعتقد أن تعريفنا السياسي واضح أمة عربية أفريقية؟
– نحن جزء من قارة أفريقيا ونحن في السودان عروبتنا السودانية واضحة ضمن ثقافة عربية، رغم الارتباط الأفريقي.
{ هل كنتم قبل الانفصال وافتراضاً في “جوبا” تدعون مواطناً جنوبياً أن يكون بعثياً  ويساهم في بناء أمة عربية؟
– عندنا الآن جنوبيون ينتمون لحزب البعث في “جوبا” وغيرها.
{ المسألة محتاجة توضيحات؟
– نحن نعترف بنزعتنا الأفريقية ولم نقل لمن ينتمي للبعث أن نعدم تاريخه الخاص، والبعث لم يفرض العروبة في السودان ولا يدعو أن يتحول الناس إلى عرب والبعث لا يدعو للعروبة بذلك الضيق بل في إطار حقوقهم في الوحدة السياسية والاقتصادية، ونقول للجنوبي كن جنوبياً وابقَ بعثياً.
{ ويدعو لأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة؟
– ويبقى جنوبياً.
{ أمة عربية؟
– كلهم يدعون،  الإسلاميون يدعون للعروبة مقرونة بالإسلام وكذلك الناصريون والاتحاديون ضمن وحدة وادي النيل، وأظن من حقهم الدعوة للعروبة والإسلام أن يكون خيارهم وحقهم المناسب.
{ المسألة كلها واقفة تحت التأثير النفسي؟
– نحن في البعث نلتقي مع كل السودانيين بفكرة أن هذه الأمة تلعب دورها في المحيط الإنساني، ولكننا لسنا على أية علاقة بأي تنظيم إسلامي يربط بين العروبة والإسلام ليبني أيديولوجيته.
{ أنتم في البعث تربطون بين الإسلام والعروبة وثمة اكتشاف جديد أن الحركة الإسلامية مؤسسة من تلك الرؤية؟
– (ما أظن) ونحن كبعثيين نجتمع مع المسلمين الشرفاء وليس الإسلاميين.
{ طبعاً أنت من أنصار المحاسبة في أية تسوية قادمة؟
– بالتأكيد ولابد من محاكمة من أجرموا في حق هذا الشعب ونظرية (عفا الله عما سلف) تجاوزها الزمن.
{ نتيجة لاعتقالات (23) مرة كيف تنظر في الجزء الخاص بالوعي السياسي لجهاز الأمن؟
– جهاز الأمن بدأ مرتبكاً واعتمد على التعذيب وانتزاع المعلومات بوسائل متخلفة ولم يكن يدري كيفية إدارة المعتقلات، وتطور الأمر بتدريب مجموعات في إيران وبدأ ينتهج التعامل الأمني المحترف عبر استراتيجيات مختلفة حتى وصل للرصد والمتابعة وتحليل المعلومات مع عدم إسقاط الوسائل التقليدية في التعذيب.   
{ قصدت الوعي السياسي وليس تاريخه؟
– الذي يؤثر في الرؤية السياسية الفاعلة هو جهاز الأمن.
{ سؤالي باق حول الوعي السياسي لجهاز الأمن؟
– هو جهاز عقائدي بامتياز ويعبر عن إرادة السلطة القائمة.
{ حدثنا عن ظروف وملابسات أول اعتقال؟
– كان بعد (16) يوماً من الانقلاب وما كانوا فاهمين الحاصل ولا توجد آنذاك مواقع للاعتقال، ذهبوا بنا للقسم الأوسط ثم القسم الجنوبي وانتقلنا في سطح عمارة واستخدموا الشرطة لحراستنا.
{ هل توجد بيوت أشباح؟
– بدأت في التسعينيات وأماكنها معروفة.
{ أقسى تعذيب؟
– الضرب بالخرطوش والعصي الكهربائية والتعليق من اليدين والرجلين، ووضع كيس أسود على رأس الجلاد حتى لا تراه.
{ أهذا أقسى تعذيب؟
– البذاءة وعدم النوم.
{ البعض يتحدث عن اعتقال نضيف؟
– لا يوجد اعتقال مثالي.
{ حدثنا عن آخر اعتقال؟
– كنا (20) نستخدم مرحاضاً واحداً وتقريباً (9) في زنزانة واحدة والنوم بالتناوب، والمرحاض طافح ومن حولنا البعوض والحشرات والغذاء سيء جداً.
{ هل ثمة نقاش يتولد أثناء التحقيق معكم في المعتقل؟
– من يحرسونا هم الشرطة ولا يحق لهم الحديث معنا ولم يتم التحقيق معنا أصلاً، وجهاز الأمن بشكل عام يعرف مع من يحقق.
{ لماذا لم يتم التحقيق معك في الاعتقال الأخير؟
– نحن زبائن معروفون لجهاز الأمن.
{ الجزء السوداني داخل المعتقلات؟
– لا عواطف في هذا المجال.
{  كيف تفهم عودة الإمام “الصادق المهدي”؟
– الإمام هو لا يستطيع أن يحدد الخطى المقبلة بعد عودته.
{ هناك حجة تؤكد أن حالة سوريا وليبيا واليمن فيها إشارة الإبقاء على هذا النظام بدل الفوضى والضياع؟
– هذه التصريحات أطلقها المؤتمر الوطني الغرض منها أن يصل المواطن بالإقرار، أن المؤتمر الوطني خيار أمثل في ظل تلك المخاطر المتوقعة.
{ وأنتم ماذا تقولون؟
–  نقول إن فاتورة بقاء الوطني في السلطة تكلف أكثر ما حصل في تلك الدول، ويكفي ما يجري في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان، ولكن الفرق هنا أن كل شيء بعيد عن الإعلام والمركز.
{ المناخ العام يؤكد انتظار تسوية سياسية كبيرة بين كل الفرقاء؟
– نحن في حزب البعث لا نقبل بأية تسوية تعني الإبقاء على هذا النظام.
{ وتسعون لإسقاطه بدل التسوية معه؟
– نحن ضد التسوية التي تنتهي بالمشاركة في السلطة ونعمل على إسقاطه بالوسائل السلمية.
{ لماذا ترفضون الطريق الثالث؟
– طريقنا واحد، ولسنا إصلاحيين بل دعاة تغيير جذري.
{ لابد من الانتباه لـ(27) سنة هي عمر النظام السياسي الحالي؟
– لو زادت ستكون عزائمنا مع مبادئنا صامدة وسيظل هذا الهدف قائماً، التغيير هو أساس عملنا السياسي مهما كانت النتائج.
{ (بصراحة) بعد كل تلك الكراهية المعلنة للإنقاذ، لكن ما الذي يعجبك فيها إعجاباً واضحاً وصريحاً؟
– (دا أصعب سؤال وجه لي في حياتي).
{ والسؤال قائم؟
-عاوز أكون موضوعياً.
{ منتظرون؟
– (لو في حاجة زي دي) ستكون هي قدرته على البقاء في السلطة رغم كل تلك التداعيات الخطيرة من حوله  والتي مرت على حياة المواطن وتأثر بها سلباً.
{ (دا الإعجاب)؟
– حقيقة هو مش بيعجب لكنه يحيرني.
{ هل أنت معجب بإسلامي معين رغم كل الاختلافات والإحن؟
– هناك نبلاء منهم ولكن نظرية أخرى تناقض بأن أي زول بتلك المواصفات لا يمكن أن يشترك في الإنقاذ.
{ هناك “تجاني عبد القادر”، “حسن مكي” و”الأفندي” و”الطيب زين العابدين” خرجوا وفسروا وشرحوا؟
– لم ينالوا إعجابي أبداً لأنهم خرجوا بعد أن تأكدوا أنه يتعارض مع معتقداتهم.
{ “غازي صلاح الدين” خرج ولم يلزم بيته بل أسس حزباً مع آخرين؟
– “غازي صلاح الدين” خرج من أجل إصلاح ذات النظام (الإصلاح الآن) ليس غداً وديل كمان مستعجلين.
{ أنتم معتصمون بالصبر؟
– لا نهاية لصبرنا لتحقيق أهدافنا السياسية المشروعة.
{ إسقاط النظام هدفكم الإستراتيجي؟
– هدفنا الإستراتيجي أكبر من إسقاط النظام وربما لا أعيش حتى يتحقق مثل بناء مجتمع ديمقراطي واشتراكي من خواصنا السودانية، ولو ذهبنا فهناك أجيال أخرى سوف ترفع راية التغيير ولا نتطلع لأهداف مرتبطة بذواتنا.
{ الكتابة على الحيطان هل هي قرارات حزب أم نشاط عفوي من بعثيين متفرقين؟
– الشيوعيون كتبوا من قبلنا كأداة للتعبير وهي ليست نشاطاً عفوياً بل نتاج فعاليات حزب البعث، قمنا بها ونقوم بها دائماً كوسيلة للتعبير.
{ الكتابة على الحيطان قرار حزب؟
– هي فعاليات حزبية منظمة وحتى الشعارات موحدة في نيالا ومدني وكادوقلي في يوم واحد وفي ساعة واحدة.
{ قدمتم واجب العزاء في رحيل الدكتور “حسن الترابي”؟
– نحن سودانيون قبل كل شيء وذهبنا في وفد لتقديم واجب العزاء.
× أنتم أيديولوجيون مثل الإسلاميين (شمولية قادمة)؟
– من أين لك بهذا الحكم وأي تنظيم عقائدي أو غير عقائدي ينفذ برنامجه الذي انتخب به من الجماهير.
{ بالديمقراطية؟
– (دا طريقنا).
{ ولكن (على ما يبدو) لن يكون قريباً؟
– (لو مستعجلين للسلطة كان شاركنا فيها) ونحن حريصون على أفكارنا ولو هدفنا السلطة كنا من أول يوم موجودين فيها.
{ الحوار الوطني؟
– لا علاقة لنا به.
{ مجرد رأي؟
– أفرغ من محتواه وصار آلية ذرائعية للبقاء في السلطة والوثبة تعبر عن رؤية النظام لكيفية إدارة المرحلة القادمة ويؤمل فيها استصحاب البعض.
{ هل من المتوقع أن تشاركوا في أية سلطة انتقالية قادمة لو حصل إجماع من كل الأحزاب السياسية؟
– لو كل الأحزاب شاركت في السلطة أقول لن يشارك البعث في سلطة يقودها المؤتمر الوطني.
{ يمكن تنعزلوا؟
– لن ننعزل وسيكون خيار الشعب وستكون السلطة القائمة هي المعزولة.

   

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية