عز الكلام
استقيلوا أو اختشوا!!
أم وضاح
كيف لنا أن نتطور أو ندَّعي أن عجلة الحياة تدور بنا في الاتجاه السليم، وأن كل (الجوطة) الحاصلة من سياسيين، معارضة أو حكومة، هي عشان عيون البني آدم السوداني، كيف لنا أن نصدِّق كل الشعارات المرفوعة والأماني العذبة والأحاديث الوردية وفي الألفية الثالثة، يسجل التاريخ أن معلمة سودانية لقيت حتفها داخل بئر حمام بلدي في أحد المدارس، وين داخل العاصمة الخرطوم التي تلبس في كل شعاره نحو عاصمة حضارية، ليمد الحادث لسانه للشعارات الزائفة وللأحاديث المكتبية التي لا تخرج من أضابير الملفات، ولا يجد طريقها للتنفيذ، لأنها مجرد شعارات فصلت بالمقاس للمناسبات والخطب الرنانة، والله هي فاجعة وكارثة ومصيبة وفضيحة تقف شاهدة على سوء الحال الذي وصلت إليه معظم مدارس هذا البلد، وللبنية التحتية المتهالكة التي تضاعف على الفقراء إحساسهم بالظلم والدونية، وبعد ده كله يقولوا بتودوا أولادكم مدارس خاصة ليه؟ عارفين ليه، لأنه من تحمل ضعفها الأكاديمي واكتظاظها، فلن يفلت من الموت داخل (أدبخانة) أو ردماً بطوب حائط متهالك. المصيبة والكارثة، وعلى حد ما فهت، أن إدارة المدرسة قامت بالتنبيه لسوء حال الحمامات داخل المدرسة، لكن لم يتحرَّك أحد قبل حدوث الكارثة، ولم ينتبه أحدهم لخطورة الموقف إلا بعد أن اكتملت فصول الكارثة بموت معلمة بريئة نحتسبها عند الله شهيدة.
صدقوني، هذا الحادث يقرع جرس الإنذار بشدة للأوضاع المتردية التي تعيشها مدارس الحكومة، وهو حديث للأسف لا يعترف به المسؤولين عن التعليم، لأن اعترافهم به معناه فشلهم في الملف الذي يديرونه وسوء التخطيط الذي يمارسونه، ووضوح حقيقة بعدهم عن قواعدهم، ولا يطبقوا أدنى درجات المتابعة والحيطة والحذر، لأنه لولا لطف الله بنا لشهدت المدارس الحكومية كل يوم كارثة، وكل صباح مأساة متجددة، والقصور الذي يدفع مواطن ثمنه من فاتورة حياته ينبغي أن يطيح بالمسؤولين عنه، وأقصد مباشرة بلا لف أو دوران معتمد أم درمان، الذي في نطاق سلطاته يقع مبنى المدرسة. ووزير التربية والتعليم لولاية الخرطوم اللذان لو أنهما يحملان قدراً من الإحساس بالمسؤولية يتبعه بالضرورة إحساس بالذنب لتقدما باستقالتهما فوراً، كما يحدث في بلدان أخرى، حيث يطيح خروج قطار عن القضبان بوزير النقل، ووفاة مريض برحيل وزير الصحة. وهؤلاء يتخذون هذا الموقف تحملاً للمسؤولية، ولأنه عندهم دم يا مسؤولين يا العايزين بنك الدم.
{ كلمة عزيزة
تحيزي بالكامل لسعادة الفريق “أبو شنب” هو تحيُّز للوطن وللعمل وللإرادة، أمس الصدفة وحدها قادتني بالقرب من السوق المركزي الخرطوم، وهناك شاهدت الرجل كما النحلة يجوب الشوارع بالقرب منه توجيهاً وتنفيذاً مباشراً، لم أفت الفرصة واقتربت من الحدث ليطلعني الأخ المعتمد على التغييرات التي شهدها بالسوق المركزي، حركة النظافة والسفلتة بداخله وفتح الشوارع المؤدية إليه، ليتحوَّل إلى نقطة ضوء، بعد أن كان بقعة سواد قاتمة، شاهدت الرجل يتوسط المواطنين ويلتحم معهم التحاماً يستمع منهم مباشرة بلا زيف ولا فلترة ولا تنقيح. زي “أبو شنب” من نبحث عنه في كل المجالات وفي كل المواقع، عملاً دءوباً إخلاصاً بلا تسويق ولا هتافية، لا أملك إلا أن أحيي الرجل الذي دفع فاتورة ولائه للوطن وهو يؤدي شرف الجندية، والفاتورة هنا باهظة ثمنها حياة الشخص ودمه، ليؤدي الآن عملاً آخر لا يقل شرفاً وجسارة، مقدماً أنموذجاً يحتذى به في سوح العمل التنفيذي. وأصدقكم القول إن أمثال الرجل كما الشمعة المتقدة، لا أخاف عليها إلا من رياح الفشل المتربصة لكل إنجاز وكل عطاء.
{ كلمة أعز
الخطوة التي قام بها وزير المعادن موجهاً بشراء ذهب جبل “بني عامر” بالأسعار العالمية، هي خطوة إستراتيجية للاستفادة من الإنتاج الذي يفرزه التعدين التقليدي لينصب في مسار الاقتصاد السوداني، بدلاً من أن يتسرَّب تهريباً أو اكتنازاً من غير توجيه أو استثمار حقيقي يدفع بعجلة التنمية.