الديوان

"محجوب سراج" .. شاعر الحب والعتاب والشوق

سر الغرام… نبع الحنان
قصائده فصول روايات وأفلام رومانسية
المجهر – خالد الفاضل
أشعار وقصائد الشاعر “محجوب سراج”، جاءت في شكل رسائل للمحبوب حتى يخيِّل لمن يطلع عليها أنها جميعاً كتبت لفتاة واحدة.. وكأن كل قصيدة من قصائده هي فصل من فصول رواية كاملة بطلتها واحدة..وقد تقلبت أشعار “محجوب” ما بين العتاب والشوق واللوم والرجاء والتمني، وكأنها كتبت ما بين غياب المحبوبة وعودتها بعد فوات الأوان. وما بين تعاليها على عاشقها وتجاهله.
إلى الغائب البعيد
وأن كانت السمة الغالبة على أغنيات “سراج” أنها رسائل إلى المحبوب الغائب البعيد ..ولكن ورغم كل العتاب الذي حفلت به أشعاره، إلا أنه كان عتاباً رقيقاً لا يقسو فيه الشاعر على المحبوب ويجد له الأعذار رغم الجفاء والهجر مما يدل على رقة شاعرنا وطيبة قلبه.. وفي أغنية ليه بتسأل يعود “سراج” بعد أن يعاتب المحبوبة على غيابها وعودتها بعد فوات الأوان يعود ليمجدها بقوله: (من حياتك كان حياتي وكنت أجمل أمنياتي)، ويقول في نهاية الأغنية: (كنت داري وكنت دوحي وانطفيت يا نور زماني).
  التسامح والتسامي
وتتجلى رهافة “محجوب سراج” وتسامحه مع المحبوبة التي هجرت وقست في أغنية (حبة شوق) عندما كتب كلماتها بلغة تحمل كل معاني التسامح والتسامي على الصغائر، وهو يعلن انتظاره للمحبوبة رغم صدودها ولا يتحسس من وصف حاله في غيابها ويقول مطلع الأغنية:
ما بغيرني صدودك عني
ما بحولني غرورك يوم
سيب نيران الشوق تحرقني
وأملأ ليلي عـــليَّ هموم
……
وهبت عيونك طهر غرامي
وكم أوقفت حياتي عليك
وكنت بمني النفس يا ظالم
ألقى حنان الدنيا لديك
أنا غرقان في بحر غرامك
كيف يا شاطئ وصولي إليك
عصفت ريح والموج اتهدر
ولاحت في آفاقي غيوم.
مشهد لقاء العاشقين
أغنية بعد الغياب التي تحكي عن عودة المحبوبة بعد غياب طويل وتصف فرحة الشاعر بهذه العودة تصلح لأن تكون الفصل الأخير في رواية الحب التي صاغها أشعاراً ..فهي تعبِّر عن نهاية رحلة طويلة من العذاب والشوق والانتظار عبَّر عنها في أغنيات سابقة ..إنها المشهد الأخير من القصة  الشعرية الرومانسية، أبدع في تصويرها الشاعر “محجوب سراج” .. مشهد أخير يعجز أعظم مخرجي  الأفلام في العالم  تصويره أو تخيله.. إنه مشهد لقاء العاشقين بعد غياب وعذاب وعتاب، وكذلك تألق المطرب القدير في عكس هذا المشهد المحتشد بمشاعر الحب والشوق
..وتقول أغنية (بعد الغياب):
بعد الغياب .. بعد الليالي المرة في حضن العذاب
عاد الحبيب المنتظر… عوداً حميداً مستطاب
يا للهوى… يا للشباب .. يا للدعاء المستجاب

في غيابك أضناني الألم وفقدت للأيام مذاق
اندس في قلبي النغم واتجلى في عيوني الفراق
أصبحت أشعر كالسجين لو مرت النسمات تطول
من خلف شباكه الحزين تحمل من الورد العطور
السلوى في ضمة حنين والذكرى في رحلة سراب

سر الغرام… نبع الحنان.. قمرية في قلبي الودود
غنت على سمع الزمان من وحي أنغام الخلود
نحن التقينا على أمل فعلام هجرك والصدود
أبحق من جعل القلوب شوقاً وتحنانا تذوب
لا نفترق لا بعد اللقاء بعد الأمــــــل بعد الرجاء
عـــــــــــــــاد الأمل
عاد الحبيب المنتظر   عوداً حميداً مستطاب
يا للهوى…. يا للشباب … يا للدعاء المستجاب.

     

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية