عز الكلام
هكذا توزع المناصب!!
أم وضاح
ربما أن سخونة الملف الذي تناولته الأستاذة “إشراقة سيد محمود” في لقائها (بسودانية 24) مع “الطاهر حسن التوم” وأقصد الملف المالي والاتهامات التي لم تخفها أو تتنازل عنها في ما يتعلق بملف المال، ربما أن سخونة الملف لم تجعلنا ننتبه لأخطر ما قالته “إشراقة” وهي ترد على مداخلة “طارق بريقع” ما يشبه المدفعية الثقيلة حين نعتته بموالاة الدكتور “جلال الدقير” وأن هذه الموالاة كانت سبباً في تقديمه لمنصب وزير في ولاية النيل الأبيض بعد أن تعذر تكليفه بمنصب في الحكومة الاتحادية أو حكومة الولاية لعدم استيفائه للشروط التي تؤهله للمنصب، وهذا معناه وبوضوح تام أن الأحزاب المشاركة في الحكومة لا يهمها المنصب في حد ذاته ولا يهمها كفاءة وإمكانات الشخص الذي يقدم إليه بقدر ما أن المهم عندها أن (تكوش) على حصتها وتملأ الفراغ بأي شكل حتى لو ملأته هواء سائلاً أو دخان عادم، بدليل أن السيد “بريقع” لم ينل الدرجات التي تجعله مؤهلاً لمنصب تحت الأضواء الكاشفة، ولأنه مرضي عنه وود المصارين البيض تم تقديمه لمنصب يعتبره الحزب وتعتبره الحكومة للأسف في الضل أو العتمة، وكأن ولاية النيل الأبيض هذه (لقيطة) لا تستحق العناية أو الاهتمام أو تكليف البملأ عين كفاءة وخبرة وعلم لتولي منصب فيها دي عقلية شنو (البتحقر) بإنسان الولايات وتعتبره مواطناً درجة ثانية ليتولى أمره شخص تم رفضه لتولي منصب درجة أولى، كما تنص المنظومة وتمت مكافأته بوظيفة ولائية لا أدري ما الذي قدمه فيها وما الذي أضافه لإنسان الولاية التي كوفئ بها على ولائه ودفاعه عن رئيس الحزب وزعمائه!!
الدايرة أقوله إنه طالما أن الأحزاب السياسية التي تشارك في الحكومة نظرتها للوظائف أنها مواقع تشريعية وأنها جوائز للخدمة الطويلة الممتازة في الحزب، فإن هذه كارثة ما بعدها كارثة وهذا هو سبب الفشل الذي تتجرع نتائجه على كل المستويات، وليس معنى مراضاة حزب ما ودعوته لصف الحكومة أن تقبل الأسماء والشخصيات بلا معايير وبلا مبررات، وهذه المعايير هي التي أخشى أن تنعدم من سوق الترشيحات للحكومة القادمة، لأن الأحزاب التقليدية للأسف تعودت على تقديم أصحاب الحناجر العالية هتافاً والأكف القوية تصفيقاً والكتوف المانعة فتحاً للصفوف وحماية للأسياد الذين يحيطون أنفسهم بالهالة والقداسة والسعيد من جاور السعيد ليسعد، ولأن كل هذه الفوضى لا تغني الشعب السوداني في شيء يجب أن لا تتهاون مؤسسة الرئاسة في قبول الأسماء الطاشة والطاشمة ولا بد من ترسيخ قيمة الشخص المناسب في المكان المناسب، كفانا تجريباً ومجاملة على حساب الغبش بإتاحة المناصب والملفات لمن لا يفهم ولا حيفهم والمواطن السوداني الذي يجلس تحت راكوبة أقصى الشرق أو الشمال أو الغرب لا يقل استحقاقاً في أن يتولى أمره من يملأ المنصب ويسعى لحلحلة مشاكله وقضاياه حنفضل لمتين نجامل فلان وفرتكان والنتيجة كل مرة صفر كبير.
{ كلمة عزيزة
شاهدت لقاء السيد الرئيس مع “تركي الدخيل” على فضائية العربية أكثر ما لفت نظري أن السيد الرئيس كان هادئاً جداً في إجاباته حاضر الذهن بشكل لافت تحدث بعقلانية وسوداناوية عظيمة عن الملفات الداخلية، وأكد أنه رجل المرحلة الذي سيتحقق على يديه لم شمل أهل السودان وحديثه أجزم أنه لامس بشكل مباشر كل من استمع إليه، لأنه كان حديثاً مرتباً ومقنعاً للحد البعيد، أما ردوده وإجاباته عن الملفات الخارجية فقد نزلت برداً وسلاماً خاصة حديثه عن ملف حلايب وشلاتين ورغم الحكمة التي أطره بها إلا أنه لم يخلُ من شجاعة ومواجهة ومباشرة.
في العموم أستمتعت بحديث الرئيس الذي كان حديث رجل دولة بكل ما تحمل الكلمة من كاريزما وحضور وهالة رئاسة.
{ كلمة أعز
لا أدري من الذي اختار “صلاح ولي” لحفل وداع منتخب الشباب أمس، بدار الشرطة في حضور النائب الأول “بكري حسن صالح”، من الذي اقترح هذا الهرج لاحتفال يفترض أنه وداع لبعثة (مقاتلة) ستخوض منافسة قارية كان من الذكاء أن يغادروا وفي أذنيهم الأغنيات القومية والوطنية لتكون دافعاً معنوياً لهم، لا أدري من الذي اختار “ولي” الذي لا يفرق بين حفل في حوش الجيران وحفل داخل دار الشرطة منقولاً على الهواء ليمارس هذا النطيط المشين الذي لم تسلم منه المنصة التي كان يجلس عليها النائب الأول للرئيس؟!