رأي

عز الكلام

الجريف واللوبيا!!
أم وضاح

رغم أن الدعوات المتكررة لمناسبات وفعاليات وحتى مؤتمرات صحفية، هي جزء من عمل الصحفي اليومي، إلا أنه تحول عديد من الظروف أن نلبيها جميعها أو حتى أغلبها، لكنني تحت أي ظرف لا أستطيع التخلف عن دعوة لتكريم مبدع من جيل العمالقة السودانيين شعراً أو غناءً وموسيقى، لذلك صرعت (دور البرد) الذي أصابني بالضربة القاضية وأصريت على حضور دعوة السيد معتمد الخرطوم الفريق “أبو شنب” لتكريم الشاعر الكبير “الصادق إلياس”، لأنه واحد من مبدعي الكلمة والحرف الندي، بذل حياته ووهبها لجمال الروح وتهذيب الدواخل دون أن يزهو ويقدل بكل هذا العطاء، حاله حال تواضع الشعراء، وما أكثر الذين يتواضعون في بلادي، ودعوني أقول إنه لحظة دخولي إلى نادي الجريف غرب، أدركت الكم الهائل من الحب الذي يحمله شعبنا لقبيلة الشعراء، والمكان امتلأ على سعته رغم قسوة الشتاء، إلا أن دفء المشاعر وأغنيات الشاعر التي كانت تنداح من سماعات الصوت العملاقة، بثت في الأجواء حرارة وحميمية جعلت من الجو ألطف ما يكون، ومن الساحة مساحة للفرح الممتد أكملها دخول فارس الليلة المحتفى به بزفة جعلت من المناسبة مهرجاناً وأهزوجة جملت الدواخل، فانعكست الابتسامات البراقة على وجوه الحاضرين، ولعل أكثر ما لفت نظري في حديث المكرم نفسه أن قال إن هذا التكريم هو الأول له في حياته، ليلتقط بذلك قصب السبق الفريق “أبو شنب” الذي أعطى للمناسبة وللاحتفال وقتاً مقدراً اقتطعه من زمن مسؤولياته الكبيرة، مما يدلل على أن الرجل يعرف قيمة هذا التكريم ودلالاته وانعكاساته على نفسية المبدع وأسرته التي غالباً ما تنكوي بالحرمان وهو المتلازمة لكل مبدع ولكل مشتغل بالفن والجمال، وبالمناسبة قيمة التكريم ليست فقط في ما يقدم للمكرم من هدايا مادية أو عينية، قيمة التكريم يشعر بها المبدع بشكل قد يفوق ما هو متصور، إذ يكفيه أن كل ما قدمه وكل ما وهبه من عمره وأجمل لحظات حياته الندية لم يضع هباءً، ولم يسقط أو ينمحي توقيعه عنها، وقد يسألني عن أحب كلمات “الصادق إلياس” إلى نفسي فقلت له بلا تردد بالتأكيد (الجريف واللوبيا)، هذه الأغنية التي لا تسمعها إلا وتشم الوطن بأنفك قبل أن تحسه جواك، وقلت له إن هذه الأغنية ينبغي أن تندرج تحت قائمة الأغنيات الوطنية لما فيها من تعبيرات تحرض على عشق الوطن، ولما فيها من صور ترسم المشهد بريشة بارعة ترسخ في الوجدان!
الدايرة أقوله إن اهتمام الحكومة بتكريم المبدعين فيه تجسيد لقيمة الوفاء وهي أكثر القيم شيوعاً عند الشعب السوداني، وأمثال “الصادق إلياس” ينبغي أن يكرم كل صباح لو أن ذلك كان متاحاً وممكناً، فألف مبروك التكريم الذي يتشرف بالشاعر الكبير صاحب أجمل رسالة لامست الحنين والغربة والشوق في داخل المحبين والعشاق والمخلصين، وألف شكر السيد/ المعتمد على التكريم وعلى الوعد أن تتلاحق هذه المناسبات لكل رموز محلية الخرطوم، وهناك كثيرون من الذين يستحقون أن يزفوا كما زف “الصادق إلياس” عريساً للكلمة والجمال والإبداع ليلة أمس الأول.
{ كلمة عزيزة
تتحدث وزارة الصحة عن تصاعد حالات الإسهال المائي ورغم ذلك تتقاعس وتقف صامتة ولا تتخذ أي تدابير أمام الأسباب المعروفة لدى الجميع بأنها سبب هذه الكارثة والتي أهمها على الإطلاق انتشار الكافيتريات تقريباً في كل (زقاق) في الخرطوم، ومعظمها لا يهتم ولا يطبق أبجديات السلامة والصحة، وكدي يا سعادة الوزير جرب حظك وأدخل واحدة من كافيتريات السوق العربي أو سوق بحري وشوف كمية الذباب الذي ينتشر في أماكن إعداد الطعام، كدي راجع العمالة التي تعمل بالداخل ومستوى النظافة الشخصية لكل واحد، وفي حياتي ما شفت لي (ويتر) وهو الشخص الذي يقدم الطعام أو الجرسون (مكرضم) سفة في خشمه وهو يقدم الطعام إلا في بلدنا دي، كيف لا تتصاعد معدلات الإسهال المائي وليست هناك رقابة صحية ولا حملات ولا يحزنون!!
{ كلمة أعز
وفد طبي كندي قدمه الدكتور “عمر خالد” في برنامجه الناجح صحة وعافية، يقوم بعمليات للقلب المفتوح وهو وفد على مستوى عالٍ من الكفاءة في كافة التخصصات، قدم الدعوة لكل الأطباء السودانيين لنقل التجارب والاستفادة من هذه الزيارة، وفي ظني أن مثل هذه الوفود تخفف على كثير من المرضى هم مبالغ العمليات إن كان بالداخل أو الخارج، فشكراً للوفد على هذه الإنسانية العالية، وشكراً “عمر محمود خالد” الذي يخلط الطب بالفن والجمال في خلاطة واحدة ليتناوله المشاهد تحلية ما بعد فطور (الجمعة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية