الديوان

"أبو شاكوشين".. حناجر المشجعين تطغى على (أزيز) المناشير

ولـ”أبو شاكوشين” ثنائية تمتد ما بين حي العرضة أم درمان حيث القلعة الحمراء (نادي المريخ)، ولا تنقطع حتى بعد أن تتفرق بضاعته على المعارض الموزعة على أحياء الشجرة والكلاكلة، وحلة كوكو، فهو إلى جانب كونه أحد مشاهير مشجعي نادي المريخ ولا يقل شأواً عن “الجنيد”، يعد الرجل نجاراً ماهراً مارس المهنة لأكثر من عقدين وما زال “إزميله” يحفر عميقاً في الخشب.
(المجهر) أجلست “نصر الدين مختار” الشهير بـ(أبو شاكوشين) على كرسي (الدردشة) وحاورته ذات نهار رمضاني عن جمعه بين (حُسنيي) التشجيع الرياضي والعمل في النجارة، فإلى ما قاله..
{ أين تعلمت مهنة النجارة؟
– ورثتها عن والدي عليه رحمة الله، كان نجاراً ماهراً، تعلمها في مدينة “دمياط” المصرية، وأنت تعلم باع هذه المدينة الطويل في صناعة الأثاث بمصر، ومن هناك جاء واستقر مع أهله بالسودان، ومن ثم شرع في بناء ورشته، لقد كان نجاراً ماهراً استطاع بإخلاصه وتفانيه إنتاج درر فنية من قطع الأثاث.
{ هل سرت على نهجه؟
 – بكل تأكيد، فأمثاله يعطون القدوة والمثل في التفاني والإخلاص لمهنتهم، وهذا ما ينعكس على الإنتاج وقيمته، لقد تعلمت منه الكثير.
{ أين كان مقر عمله على وجه التحديد؟
– في ورشته منذ الخمسينيات، وفي موقف “جبرة” السابق بالسوق العربي أوجد ورشته للنجارة، ومنها انتقلنا إلى منطقة الخرطوم غرب “الحرفيين”.
{ كـ(نجار) كيف يتم التفكير في التصميمات المختلفة؟
– نحن نعمل حسب الطلب، وحسب الموضة، نشتغل بالكتلوجات.
{ المنافسة من قبل الأثاثات الصينية ليست في صالح المنتج السوداني؟
– صحيح أننا في البداية واجهنا منافسة ومشكلة حقيقية، لكن في نهاية المطاف لم يتأثر السوق كثيراً، لقد أدرك الجمهور السوداني والزبون قيمة المنتج المحلي وجودته، لقد فرضت “القوة والمتانة والصنعة الجيدة” نفسها أخيراً، فأقبل الناس على النجار السوداني وصنعته، وللمعلومية “الصيني دا منظر بس”.
{ حدثنا عن التشجيع وأنت أحد مشاهيره؟ 
– ابتسم وقال: أنا المريخ بجري في دمي، وكما تعلم فأنا رئيس لجنة المدرجات الشعبية، وعضو لجنة التعبئة الجماهيرية والاستنفار بنادي المريخ، ومعروف وسط الجمهور الرياضي بـ”أبو شاكوش”، وهذا الأخير لا يفارقني أحمل شاكوشي ذا اللونين الأحمر والأصفر والمرصع بالنجوم، ودائماً ما ألوح به مشجعاً ومؤازراً فريقي حتى عُرفت به على نطاق واسع.
{ احكِ لي بعض المواقف التي تعرضت لها وأنت تقود مشجعي المريخ؟
– سافرت مع المريخ إلى دول كثيرة، ولكن أطرف موقف كان في مباراة المنتخب الوطني في نهائيات بطولة الأمم الأفريقية بـ(غانا)، حملت “شاكوشي” هناك ودخلت به الإستاد، وما أن بدأت في التلويح به مشجعاً، حتى هجم عليّ أفراد من الشرطة و(قلعوه مني) باعتباره آلة خطرة على أمن الملاعب، وقاموا باقتيادي إلى قسم الشرطة وهناك تم زجي في الحراسة، ولولا تدخل المسؤولين بالبعثة لبقيت هناك إلى وقت لا يعلمه إلا الله، لكن الحمد لله عدت وأكملت المباراة، لكن “شاكوشي” تمت مصادرته.
 
{ نعيش الأيام الأخيرة من رمضان.. كيف يمضي عملك في النجارة؟
 – الحمد لله “ما في عوجة”.
{ من أين تأتون بالمواد الخام؟
– الأخشاب من منطقة (قري) بواسطة الجرارات، وهي ألواح بمقاسات مختلفة، وبعد إفراغها في المخازن، تُحمل إلى ورش (التوضيب) ومن ثم تفصل إلى قطع حسب طلب الزبون، وبعدها إلى ورشة التصنيع، حيث يتم تجميعها وتصبح جاهزة.
{ ما هي “المواسم” الجيدة بالنسبة لكم؟
– الآن نحن مقبلون على عيد الفطر المبارك، وهذا بالنسبة لنا يعدّ موسماً جيداً، فالطلب يكثر على منتجاتنا، لأنو العرسان بكترو وكلهم دايرين غرف نوم وسراير وحافلات وخلافه. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية