حفار القبور "درمة": قبور ناصية هدية رمضانية لمحرري (المجهر)!!
بحكم أن منزله مقابل لمقابر “أحمد شرفي” مباشرة فإن (صينية) إفطار حفار القبور الشهير “درمة” حاضرة في الشارع طيلة شهر رمضان، وبما أن الدفن يكون في كثير من الأحيان بعد الإفطار مباشرة فإن مائدة “درمة” الرمضانية لا تخلو من ضيوف (فقدوا عزيزاً لديهم)، وكشف “درمة” عن أنه في معظم ليالي رمضان يدخل منزله الثالثة صباحاً، إذ يظل متنقلاً في عدد من المقابر لدفن الموتى، وأردف قائلاً: (أمس القريبة دي دفنت 12 جثة)، (7) منها في مقابر البكري و(5) بـ(أحمد شرفي) وقال إن أكثر ما آلمه، دفن جثتين لطفلين في الثامنة والتاسعة من عمرهما غرقا في خور أبي عنجة، مضيفاً إن الله خصاهما بالموت في هذا الشهر لأن باب الريان فاتح خص به سبحانه وتعالى عباده الصالحين.
(1)
ومضى “درمه” قائلاً: أنا يومياً بفطر في الشارع، وهذه عادة درجت عليها منذ حياة والدي وإلى الآن، فنحن نفرش الطريق ونمسك بتلابيب عابريه، وأضاف: إنها عادات وتقاليد الأنصار ورثناها عن أجدادنا منذ الجزيرة أبا، واستطرد: حتى مقابر أحمد شرفي دي منسوبة لجدنا الأمير (أحمد شرفي).
وعن ذكريات رمضان في صباه، قال “درمة” الذي درس في (الركابية) الابتدائية، ثم مدرسة (أبو بكر سرور) الثانوية ومنها إلى الجامعة، قال: عندما كنا أطفالاً كان أهلنا يجبروننا على الصيام من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً لنتعود عليه لاحقاً.
وأضاف: سافرت إلى العديد من الدول، الولايات المتحدة وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا ومصر وسوريا والأراضي المقدسة، ووقفت على أحوال الصيام هناك، ورغم فارق الساعات إلا أن السودانيين أينما حللت تجدهم متمسكين باللمة الحلوة، يفطرون ويتسحرون جماعة.
(2)
وأشار “درمة” إلى أن والدته ما زالت تتبادل الوجبات مع الجيران، وأضاف: والدة الأستاذ “صلاح حبيب” رئيس تحرير صحفيتكم، وجارنا (الحيطة بالحيطة) تتبادل العصيدة إلى الآن مع والدتي، وواصل: أما عن ليالي أم درمان الرمضانية فقد كنا نقضي شطراً منها في المساجد، وبعد أداء الفرائض نجتمع في النادي ونناقش القضايا الاجتماعية ومشاكل الحي، ونتعاون في سد حاجة الأرامل والأيتام، وسنوياً نقوم بتوزيع مستلزمات رمضان للمساكين من أهل الحي وخارجه وبعض القرى، فهو نصيبهم من حق الله.
وختم “درمه” مداعباً، أنه وكهدية رمضانية سيخصص قبوراً ناصية لكل محرري (المجهر) بعد طول عمر.