المشهد السياسي
أعالي نهر عطبرة وسيتيت
موسى يعقوب
إنجاز إنقاذي يظل يذكر ويبقى في الذاكرة الوطنية شأن غيره من المنجزات في العقدين الأخيرين، غير أنه له ما يميزه مما جعل مجلس الوزراء القومي برئاسة السيد رئيس الجمهورية يعلن الانتقال إلى حيث السد يوم غدٍ (الخميس) ليعقد جلسته هناك احتفاءً بالمناسبة التي لها إضافتها الكبيرة قومياً ومحلياً، إذ كان السد حلماً راود السلطات الحاكمة والمختصة وأهل المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي.
السد الذي فاقت تكلفته المليار دولار وهو يكتمل ويحقق أهدافه الصناعية والزراعية والتنموية ويضيف إلى الكهرباء القومية ثلاثمائة وعشرين ميقاواط، صاحبه قيام تنمية ريفية وحضرية للمنطقة، إذ تم إسكان ثلاثين ألف مواطن في أحد عشر ألف (وحدة سكنية) مكتملة الخدمات والمطلوبات.
وزارة السدود والكهرباء بقيادة الوزير الدكتور “معتز موسى” وطاقمه الفني والإداري لم يقصر في الأداء المطلوب والمتوقع بل زاد عليه وأحسن التصرف، بالموارد التي أتى بها أهل العون والتعاون من الخارج وتلك التي وفرتها الحكومة السودانية. فالسيد “معتز” ووزارته كانا الأجدى بالاحتفاء بهما وبإنجازهما. وفي وصول السيد رئيس الجمهورية إلى هناك للقيام بافتتاح السد والوقوف على ما صاحبه من إنجازات، وانعقاد مجلس الوزراء القومي بالكامل هناك، ما يشي بذلك. الإنجازات في هذا العهد الإنقاذي المنفتح على غيره ليست قليلة، فقد انتشرت في القرى والبوادي، وذلك ما يجب أن يعترف به من يريد الحقيقة ويعطي كل صاحب حق حقه.
لقد مضى وقت المقولة السياسية الخاطئة (محو آثار مايو) وإن كانت دعاوى منتجيها من أهل اليسار وغيرهم ما تزال قائمة، وتتردد في الدعوة لرحيل النظام وتغييره بالانتفاضة الشعبية السلمية أو المسلحة.. فالنظام الذي عمد إلى خيار الحوار الوطني ومخرجاته التي تقلل من سلطته وتوسع المشاركة في القيام بها ما لا يمكن محوه بحال من الأحوال.. ومنها الطرق القومية العابرة التي تربط المركز والمدن بالأطراف والسدود والمحروقات والبدائل الأخرى للإنتاج الكهربائي وصولاً إلى (زيرو – عطش)، في كثير من المناطق التي كانت تشكو من العطش وفقدان المياه للشرب والرعي والزراعة.. الخ.
البلاد اليوم توسعت في علاقاتها الخارجية وانفتحت أكثر بعد قرار رفع الحظر الأمريكي الأخير وتعظيم علاقاتها مع دول الخليج العربية كالمملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، مما سيكون له مردوده الاقتصادي والدبلوماسي.
والقصة هنا وهناك تطول إلا أن سد أعالي عطبرة وسيتيت الذي سيفتتحه غداً (الخميس) السيد رئيس الجمهورية وينعقد فيه مجلس الوزراء المركزي بكامله، وقد تبعه إنجاز تنموي وحضري كبير، سيظل في الذاكرة الوطنية وأحد المشروعات والمنجزات التي يحتفى بها.