عز الكلام
الثلاث المحرجات (السفة والسفنجة وفول (الحاجَّات)
أم وضاح
حكى لي زميل عزيز، كيف أن صديق دراسة له، ظل وطوال سنوات مضت كلما قابله ينفجر ضاحكاً، كما رقص الطير مذبوحاً من الألم، وسبب ضحك صديقه ذاك وهو مهندس مرموق يعمل خارج البلاد، جاء بصحبة وفد من الشركة التي يعمل بها برفقة عدد من المستثمرين ورجال المال لإبرام اتفاقيات للاستثمار في بلادنا هذه، والتقوا بمسؤول كبير لمناقشة عروضهم والوصول لرؤية لتنفيذها، وقال المهندس الرواية على ذمة زميل ، إنهم دخلوا مكتب المسؤول الكبير الذي استقبلهم، ثم اتجه ليجلس على كرسيه الوثير، وكان أمامه طبق من الفول المدمس والبلح الذي يقدم كضيافة في المكاتب، وعلى طريقة أفلام أبيض وأسود، خلوني أحكي ليكم الفيلم (البايخ)، إذ أن المسؤول ظل طوال الجلسة يمضغ في الفول والبلح بشكل مقزز أثار نفورهم وضيقهم، لكنهم أكلوها في (حنانهم) وعملوا ما شايفين، بل أن المهندس الخجلان من فعلة المسؤول، قال إنه ولأول مرة يشاهد هذه الطريقة في الأكل والمضغ والبلع، والرجل كان يرمي بالفول والبلح داخل (المرمى) أقصد داخل فمه، كما لو أنه أبرع من “مايكل جوردان” لاعب السلة الأمريكي الشهير في التسديد، لكن الجزء المأساوي في الموضوع أن رجال الأعمال الذين جاءوا مستثمرين غيَّروا رأيهم وعادوا لبلادهم دون أن يبرموا صفقة واحدة، لأن الانطباع الذي منحه لهم الرجل كان سيئاً ومشوِّهاً وغير مشجع، والأسوأ من ذلك كانت التعليقات التي نالها المهندس ليدفع فاتورة أنه من بلد هذا (الأشتر) الذي لا يحسن تقديم نفسه بالشكل اللائق، وهو على فكرة لا يمثل نفسه، لكنه يمثل المنصب الذي يتقلده، بل ويمثل البلد الذي قدمه لهكذا مهمة، وعلى هذا القياس يمكن أن أحكي عشرات القصص التي تصلح أن تكون أفلاماً كوميدية ساخرة، ليس على مستوى المظهر فقط لشخصيات عامة، ولكن حتى على مستوى الفكرة والمفردة، وده يدخلنا في سؤال مشروع. إن كان من الضرورة أن يلم الشخص العام بقواعد الاتيكيت وضوابط المظهر والمخبر، وده على فكرة يفترض أن يشكِّل حتى واقع الموظف أو الموظفة في دواوين العمل، لأن حالة الفوضى (والرحرحة) التي يمارسها بعضهم فاقت حد التصور، ولم يعد التسيب في الخدمة المدنية على المستوى الوظيفي فقط، لكن بعضهم وبعضهن ماخدنها (كاجوال) على الآخر، وأحياناً تدخل إلى مكتب ما، إلى إجراء معاملة، فلا تدري إن كنت في مكان عمل رسمي أم أنك في رحلة ولَّا حفلة عرس أو ظار.
(الدايرة) أقوله إننا بالفعل نحتاج أن نقسو على ذاتنا لدرجة الجلد، لأنه في أحيان كثيرة نجد أنفسنا سفراء لهذا البلد من غير تكليف أو أداء قسم، لذلك مظهر المسؤول هو إشارة، إما موجبة أو سالبة لبلده، ومظهر الموظف هو أيضاً إشارة موجبة أو سالبة لمؤسسته، مظهر المسافر في المطارات هو إشارة سالبة أو موجبة للجواز الذي يحمله، وقاتل الله الثلاث المحرجات (السفة والسفنجة وفول الحاجَّات).
{ كلمة عزيزة
اعتقد أننا وصلنا قدراً عالياً من الشفافية على مستوى مؤسسات الدولة، إن كنا نناقش وعلى الهواء الطلق قضية كالتي فجَّرها رئيس لجنة التشريع والحكم وحقوق الإنسان بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم عن امتناع عدد من الشركات إخضاع حساباتها الختامية للمراجعة العامة، وذكر هذه الشركات بالاسم، مما يمثل وضعاً غريباً لا نود الاستعجال في وصفه، لأن الملف بأكمله يفترض أن يخضع للتقييم، ومن ثم بعدها لكل حدث حديث، لكن لا بد أن نطرح السؤال المهم عن السبب الذي يمنع شركة يفترض أن لها مجلس إدارة وحسابات معلومة الموارد وأوجه الصرف من الخضوع للمراجعة، أذ لم يكن في الأمر إنّ، وإنّ كاربة كمان.
في كل الأحوال على نواب المجلس التشريعي المضي في هذا الملف قدماً والتنقيب تحته مهما كان حجم وعدد العقارب والدبايب التي ستواجهه أو نوع الوساطات والحليفة الغطست حجرنا.
{ كلمة أعز
على ذمة الزميلة (آخر لحظة) فإن خلافاً قد نشب داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) بين نائب الرئيس “الحسن الميرغني” وبين اللجنة التي كوَّنها زعيم الحزب “محمد عثمان الميرغني”، والخلاف ليس على ثوابت ولا مبادئ ولا أي حاجة لها علاقة بالمواطن أو الوطن، الخلاف يا سادة حول القائمة التي ستشارك في الحكومة الجديدة، وكل فصيل (عندو ناسو ). وسيفاوض الوطني منفرداً، وإزاء هذا الوضع لا أملك إلا أن أقول (سلملي).