مجرد سؤال
للمرة الثانية.. احذروا هؤلاء!!!
رقية أبو شوك
المساحة الفائتة من (مجرد سؤال) كنت قد أشرت إلى الاحتيال الذي يتم من قبل ضعاف النفوس و(يقوموا) بإيهام المواطنين بأنهم فازوا بجائزة من قبل شركات الاتصالات، وعلى الفائز توفير مبلغ مالي (معين) عبر تحويل الرصيد حتى (يقوم) المتصل بإيصال الجائزة للفائز.. وأشرنا أيضاً إلى أن الشركة السودانية للهاتف السيار (زين) أرسلت رسائل تنبيه لمشتركيها حتى يتنبهوا لمثل هذه الرسائل.
نعم، هنالك أيضاً من يتصل عليك في الساعات الأولى من الصباح، ويقول لك مثلاً: (أنت مصاب بالعين أو السحر) وعلاجك عندنا.. فهؤلاء قد يجدوا من يستجيب لفتاويهم الكاذبة، بعدها يكون ضحية سحب رصيده من الجوال ومتابعة جواله ليتم سحب أي رصيد داخل الجوال المستهدف.. فالهدف أصلاً أن ترد على المكالمة، وبعد ذلك يسحب الرصيد وأي رصيد آخر (تدخله) حديثاً.
فعندما تصلك مكالمة بعد الثالثة صباحاً، فحتماً سيخطر على بالك أن خبر غير سعيد تحمله هذه المكالمة وتضطر للرد، ولكنك تتفاجأ بأنك مصاب بعين أو سحر، والمتصل على استعداد لعلاجك.. فيدخلك في حالة نفسية سيئة وتصبح مابين مصدق ومكذب، وقد تذهب من أجل العلاج من ناس (الدجل والشعوذة) وتتضاعف مصيبتك بعد أن أصبحت ضحية (للذي يسرق رصيدك والذي يأخذ كل ما عندك من أجل العلاج).
إحدى المواطنات اتصلت بعد أن طالعت ما تناولناه، وذكرت لي بأنها تلقت مكالمة بعد الثانية صباحاً، وردت بعد أن توقعت أن يكون المتصل ابنها الذي هو خارج البلاد، ولكنها تفاجأت بمتصل آخر بعد ذلك تمت عملية النصب والاحتيال بسرقة الرصيد، وهكذا.
ففي اعتقادي أن هذه الأشياء دخيلة على مجتمعنا السوداني بعد أن كان من المجتمعات المعروفة بالأخلاق النبيلة، ولكن الآن هنالك ثمة أشياء غيَّرت وستغيِّر كل المفاهيم الراسخة في الأذهان ودونكم القصة والاحتيال الذي وقع فيه أحد المواطنين ــ ونشرت تفاصيلها (بالمجهر) وتناولها الزميل النابه “محمد أزهري” ــ نصبت عليه شبكة إجرامية بقيادة امرأة عبر (الفيس بوك).. وبعد زمن من التواصل طلب منها الزواج وأرسلت الفتاة للضحية صورة لفتاة جميلة أوهمته أنها هي .. فالابتزاز بدأ للضحية بشتى الطرق حتى وصلوا مرحلة الخطوبة، وحينها قامت الشبكة باستئجار شقة لمدة (4) ساعات فقط، ليستقبلوا فيها أهل العريس، وقد كان.. وبعد مراسم الخطوبة اختفت الشبكة وقطعت الفتاة التي أوهمت الضحية بأنها العروسة الجميلة من مواقع التواصل الاجتماعي، ليكتشف أنه ضحية النصب والاحتيال.. الغريب في الأمر أنه كان يوافق على الطلبات التي شملت سيارة على الزيرو وكريز ومبالغ مالية بالإضافة إلى كمية من الذهب.
فالفتاة التي كانت تتواصل معه أخرى غير الفتاة الجميلة التي قاموا بإرسال صورتها إليه.. فالهدف لم يكن الزواج، وإنما الابتزاز المالي.. فعلى المواطنين الانتباه واليقظة لمثل هذه الأشياء حتى لا نقع في الندم (فحيث لا ينفع الندم).
أيضاً يجب الانتباه إلى السرقة في (الاوستبات) لأصحاب المركبات الخاصة … فمن السهولة بمكان أن يوهمك أحدهم بأن (لستك) سيارتك (نازل) و(تنزل) على الفور من سيارتك وتترك باب سيارتك غير مغلق وتعود إلى مقعدك لتجد جوالك ومستلزماتك التي كانت بالمقعد الأمامي اختفت في رمشة عين.
ولأننا شعب مسالم قد نستجيب لأمثال هؤلاء ولساننا يلهج بالشكر لهم لنتفاجأ بالخبث والدهاء، وأننا قد وقعنا في يد هؤلاء المجرمين الذين يصعب البحث عنهم، لأنهم يتحركون كالريح، فالذي ينبهك يكون معه آخرون يسرقون ويختفون.
اللهم نسألك أن تشملنا وتجملنا بالأخلاق الفاضلة، وأن يكون الدين ديدننا لنربي أجيالاً متشبعة بالخلق القويم والتعاليم الإسلامية النبيلة.