الديوان

بلوم الغرب "عبد الرحمن عبد الله": حنجرة من عصير القونقليز وملاح النعيمية!!

ولد وترعرع بمدينة بارا، وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره وبحكم طبيعة عمل والده كـ(مُدرس) تنقل بين عدد من المناطق والولايات، وما بين “دار حامد” و”خور المقنص” التي درس فيها الأولية وبين “ود بنده” تفتقت موهبته الغنائية وأنشدت حباله التطريبية، فكان يقف وقفة إجلال أمام الحُداة من البدو أو حتى صوت فتاة تدندن بموال، يأخذ من صوتها زاداً لرحلته الغنائية الطويلة، وإلى الآن ما زال يفعل، إنه بلوم الغرب وكروانه الفنان “عبد الرحمن عبد الله”.
الصبر يروي
وعن رمضان في الفترة (ديك) قال: في بارا كان حار لدرجة بعيدة والسموم   كـ(الجمر) توقع الطير من السماء، ووقتها لم تكن هناك ثلاجات فكانوا يبردون المياه في الأزيار بعد لفها بـ(شوالات) ورشها بالماء على نحو مستمر، وبالفعل فإنها تصبح باردة وتحتفظ بالبرودة، وأضاف: ولما كان أهلنا بحكم تدينهم الزائد يجبروننا على الصيام في محاولة لتعليمنا، كنا نسرق جرعات من الماء من هذه الأزيار، قبل أن يستدرك قائلاً: لكني وبعد أن كبرت لمت نفسي على ذلك وقلت في خاطري (لو صبرت كان رويت)، وحالياً والحمد لله أصبحت أصوم أياماً أخرى (غير رمضان) خاصة بعد علاجي وشفائي كشكر لله رب العالمين.
العصير قونقليز والفاكهة ليمون
يواصل “عبد الرحمن عبد الله” حديثه عن ذكريات رمضان بقوله إن الصيام (زمان) كان تقليدياً، فلم تكن هنالك خلاطات وفواكه متنوعة كما هو الآن، فقط العصائر البلدية مثل العرديب والقنقليز، أما الفاكهة الوحيدة فقد كانت الليمون، وحتى هذا الليمون لم يكن كثيراً، مضيفاً أن (العيشة) كانت تقشفية  رغم أن جدودهم من الركابية (حاج محمد أبو جنازير، الزاكي، وحاج محمود) هم من كانوا يدرسون القرآن، وهم من أدخلوا السواقي وحفروا الآبار، وأضاف: الـ (25 قرشاً) كانت تكفي لشراء كيلو لحمة وخضار وملوة دقيق، وكانت (حبوباتنا وخالتنا) يتبارين في عمل النعيمية والتقلية.
المباني زبالة بقر
وكشف الفنان “عبد الرحمن عبد الله” عن أن سكان (الحلة) كلهم كانوا يحملون إفطارهم إلى المسجد الوحيد الذي صلي فيه الإمام المهدي والسيد الحسن، وكان وقتها مبنياً من (زبالة البقر)، وأضاف: ليالي رمضان هي التي أثرت على تنمية موهبته الغنائية، رغم أنه ليس هناك ركابي فنان غيره وربما حلت به (المسخة) بحد تعبيره، ومضى بقوله: كنت والفريق “الطيب عبد الرحمن مختار” وأولاد “حامد النعيم، حافظ، عبد الله، أحمد خالد، والتيجاني بشير) وثلة من شباب الحي، نجتمع ليلاً في نادي (البرش) وهو عبارة عن برش على الأرض ولمبة (حبوبة ونسيني) ونتبارى في تقليد الفنانين ونعمل بعض التمثيليات، ومن هذا البرش (أنا الوحيد الطلعت فنان) فيما تفرقت السبل والمهن بالبقية، والآن وكلما راودتني ذكرى بارا يقفز (نادي البرش) إلى مخيلتي، ورغم المدنية والتحضر وتوفر الأكل وسبل الرفاهية، إلا أن تلك الأيام لا تقدر بثمن، فما زالت صينية الإفطار حاضرة في طرقات بارا والأبيض.
أما عن نشاطه الغنائي الحالي، فقد سجل “البلوم” لبرنامج الفترة المفتوحة في أيام العيد عدداً من الأغنيات، وتلقى بعض الدعوات للغناء في عدد من المنتديات في مقبل أيام رمضان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية