تحويل شوارع حلة كوكو إلى اتجاه واحد يهدر وقت المواطنين!!
ربما تهبط عليك المعاناة فجأة دون أن تكون في قائمة حساباتك أو تتحسب لها، اتصالات هاتفية متكررة واستغاثات يومية أطلقها صائمون من شتى مناطق شرق النيل، حيث هبطت عليهم فجأة ولم يكونوا يتوقعونها في شهر الصيام، كل ما عليك هو امتطاء إحدى مركبات “الحاج يوسف، الجريف شرق، أم دوم، المرابيع، مدينة الصحافيين، سوبا شرق، العيلفون وأم ضواً بان، والقائمة تطول حتى تصل إلى مشارف حنتوب، كل (الخلق ديل) حشرهم قرار مفاجئ أمام تقاطع جامعة السودان، ومنها يقطعون المسافات إلي حيث يريدون.
أصل الحكاية:
يتجدد هذا الوضع القاسي كل صباح، وللغرابة فإنه لا مبرر إطلاقاً كما يقول الأهالي هنا، لصنع “علبة الساردين” التي ينحشر فيها كل هؤلاء وبعدها معاناة أخرى في الذهاب إلى أماكن عملهم أو تسوقهم لمسافات بعيدة، ولا يدري المرء أحياناً يضحك أم يبكي من عبثية القرارات التي تخرج وتفلق المعنيين بها على هاماتهم، ومن فرط بلاهتها وقسوتها تشك معها أن “عفريتا من الجن” تناول قرطاساً وقلماً نفث روحه في “أمخاخ” هؤلاء المسؤولين طالباً منهم إطلاقها كقرارات ملزمة، دون أن تستند إلى أي مسوغ معقول، أو فائدة عامة مرجوة، فتكون النتيجة تعذيباً للمواطنين وإمعاناً في “ردمهم”، ومعلوم أن منطقة “حلة كوكو” تعتبر من الأسواق التجارية الكبرى بالعاصمة الخرطوم، والمكان يعتبر “بوتقة” لالتقاء “كل” المواصلات القادمة من مناطق شرق النيل وولاية الجزيرة، دون أن ننسى أحياء الحاج يوسف بعدد سكانها الكبير، الأمور كانت تمضي بشكل طبيعي، ولا شيء يعكر صفو الشهر الفضيل عدا تحليق الأسعار في فضاء لا يُعلم نهايته، ودونما سابق مقدمات كما يقول المواطن “عمر العوض السيد” الذي يسكن مربع (10) بـ(حلة كوكو)، تم تغيير مسار الشارع ليكون اتجاهاً واحداً، فيضطر المواطن لقطع مسافة تستغرق ربع ساعة للحصول على مركبة أخرى تقله إلى الخرطوم، ويعضد حديثه المواطن “عباس حسن بشير” من (أم ضواً بان)، فيقول: لقد أدى تحويل مسار الشارع إلى اتجاه واحد للتسبب في “زحمة” كبيرة أمام كلية البيطرة (جامعة السودان)، وللغرابة لا توجد محطات للوقوف يتم إنزال الركاب فيها، فيضطر الناس إلى المشي لمسافة (1000) متر.
تجربة فاشلة:
ويواصل مواطنو شرق النيل بث شكواهم عسى أن تجد آذاناً صاغية، منظم موقف (الشقلة) “عوض محمد عمر” انتقد بدوره تحويل مسار الطريق قائلاً: ياخي الماشي بإسعاف ما بقدر يطلع من هنا، والماشي قسم الشرطة برضو ما بقدر يصل ليهو، والعربية من شارع العيلفون لحدي هنا دايرة ليها ساعة حتى تصل.
من جهته يقول “حسن مصري” من حي الوحدة، مربع (6)، إن المشكلة كلها حدثت بعد تحويل مسار الشارع، فمن المنطقة الواقعة في الشارع عند تقاطع جامعة السودان بحلة كوكو وحتى تقاطع الجريف، كانت هذه المسافة قريبة وتقطع في حوالي خمس دقائق فقط، أنا على سبيل المثال كنت أصل إلى محطتي التي أريد النزول فيها وهي محطة (15) في خمس دقائق، أما الآن ومع الزحمة الكبيرة فحدث ولا حرج، ويضيف: المشكلة انو كل مواصلات شرق النيل بقت تجي بشارع الجامعة، مع انو الشارع دا منفذ وحق لمواطني الحاج يوسف لي خط العودة، واتجاه خط العودة الآن أتقفل بقي اتجاه واحد.
مناشدة
إلى ذلك تقول المواطنة “سامية أحمد خضر” وتسكن مربع (16) – الحاج يوسف، إن تحويل مسار الشارع لاتجاه واحد خلق مشكلة كبيرة لطلبة المدارس، حيث باتوا يتأخرون عن مواعيد حضورهم الصباحي، فالمسافة كما تقول أصبحت بعيدة، وهي باسم الأمهات تناشد المسؤولين العدول عن هذا القرار وإرجاع مسار الشارع كما كان.
أخيراً، فإن تأثير هذا القرار العجيب امتد ضرره إلى أصحاب المحال التجارية والذين رفعوا مذكرة بدورهم لمعتمد شرق النيل تطالب بإرجاع المسار إلى وضعه السابق، ومن هؤلاء “محمد طه محمد” الذي قال إن (45) محلاً تجارياً تضررت ورفعنا مذكرة باسمهم إلى المعتمد، وقبل أن أغادر هذه المحطة أخبرني أحد المواطنين بأنه ما أن تحل الساعة الواحدة منتصف النهار إلا وتنعدم المواصلات والسبب معروف لديك.