تقارير

عودة "المهدي".. مشاهد من الحضور إلى أرض الوطن !!

السلطات الأمنية تبنت تأمين “الإمام”
الخرطوم ـــ عقيل أحمد ناعم
(العودة).. كلمة ارتبطت كثيراً بإمام الأنصار ورئيس حزب الأمة “الصادق المهدي”.. فالرجل أمضى وربما (أضاع) عدداً من سنوات عمره السياسي بين (الهروب أو الخروج) والعودة، وبين (تهتدون) و(تفلحون).. وإن كان “المهدي” قد غادر البلاد قبل عامين ونصف من الآن (خائفاً يترقب) عقب خروجه من المعتقل، فها هو يعود يوم أمس، في ذكرى تحرير جده (الإمام) للخرطوم، وتحت حماية ذات الحكومة وذات القوات التي أودعته المعتقل قبيل مغادرته البلاد ميمماً وجهه شطر (القاهرة) التي لم يكن ـ تاريخياً ـ بينها والأنصار ودٌ وقبول، نعم فمطار الخرطوم كان بالأمس، قلعة محصنة بالقوات النظامية التي رابطت باكراً لتأمين استقبال أحد أبرز معارضي الحكومة والمطالبين بزوالها.. فهل هي بداية عهدٍ جديد يتجاوز حالة التربص والمكايدة السياسية وينفتح على فضاء التسامي فوق الخلافات من أجل بناء مستقبل معافى؟
 }(المطار العسكري)
هذا هو أقرب توصيف لمطار الخرطوم أمس، فمظاهر العسكرة كانت هي المسيطرة على المشهد بدايةً من مداخل المطار عند شارع أفريقيا، وانتهاءً عند باحات المطار ومداخل الصالة التشريفية التي استُقبل فيها الإمام، فناقلات الجنود (الدفارات) و(البكاسي)، تزحم كل الأمكنة وتشدد بدرجة كبيرة في الدخول إلى المطار مع المواطنين العاديين ومع جماهير الأنصار، والصحفيين، بعض المواطنين الذين حضروا لاستقبال ذويهم القادمين عبر المطار، تم منعهم من الدخول إلى حين خروج موكب “المهدي” من المطار، كل هذه المظاهر توحي وكأن السلطات تتحوط لما هو أسوأ، وإن كانت الأوضاع داخل المطار تتبدى للمراقب العادي بأن لا شيء مريب يستدعي كل هذه التحوطات.
}حضور أنصاري متواضع داخل المطار
بالنظر إلى الإعلام الكثيف لعودة “المهدي” الذي قامت به اللجنة العليا لاستقباله، الذي غطت ملصقاته وأخباره الشوارع وكل وسائل الإعلام والتواصل، كان من المتوقع أن تضيق جنبات المطار بأنصار (المهدي الإمام)، ولكن الواقع أن الأعداد كانت دون المتوقع بكثير، إذ لم تتعدَ (المئات) على أحسن تقدير، ولكن قد يكون للتشدد الأمني الكبير دور في منع كثير من الأنصار من الحضور، فبعض الجماهير الحاضرة تحدثت عن أن هناك (بصَات) جاءت من بعض الولايات تم إرجاعها من المطار.
}قادة ورموز سياسيون داخل (الحافلة)
قبل قرابة أربعين دقيقة من موعد هبوط طائرة “المهدي” (الثالثة والنصف ظهراً)، كان عدد من الرموز السياسية وقادة (قوى نداء السودان) وحزب الأمة من بينهم القيادي الإسلامي “عبد الباسط عبدالماجد”، ورئيس حزب المؤتمر السوداني “عمر الدقير”، يرابطون داخل (حافلة) بالقرب من مدخل الصالة الرئاسية في انتظار السماح لهم بالدخول إلى الصالة لاستقبال (الإمام)، في حين كانت نائب رئيس حزب الأمة د.”مريم الصادق” تقوم بدور (أم العروس) وتقف بالقرب من الحافلة تتصل بهذا وتبحث عن ذاك ومظاهر الفرح ترتسم على وجهها بعودة أبيها. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية