البشير يفتتح الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية وينوه بإمكانياتها الممتازة
وصفها بأنها من أهم الصروح العلمية في البلاد
تقرير- نزار سيد أحمد
وسط أجواء احتفالية كبيرة وحضور طاغٍ من الوزراء ورجال السلك الدبلوماسي وضيوف جهاز الأمن والمخابرات الوطني من الدول الأفريقية والعربية، افتتح رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” المنشآت الجديدة للأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية بضاحية “سوبا” وجرت مراسم الافتتاح تزامناً مع احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال الـ(61)، فضلاً عن أجواء الحوار الوطني وقرار رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان التي كان لجهاز الأمن والمخابرات الوطني تحت قيادة الفريق أول مهندس “محمد عطا المولى” وفريق عمله من منسوبي الجهاز أدوار كبيرة في إقناع واشنطن بضرورة رفعها عن السودان، سيما وأن الجهاز عمل خلال الفترات الماضية في تعاون لصيق مع جهاز الـ”سي آي أيه” الأمريكي على ملف الإرهاب حتى أثمرت تلك الجهود برفع العقوبات التي أثقلت كاهل الشعب السوداني.
عوداً على بدء، فإن الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية التي تم افتتاح مبانيها الجديدة، بدأت تشكل في موازاة مؤسسات التعليم العالي أحد المعاول التي تساهم في صناعة وتأهيل وتدريب القيادات في مجالات التخطيط الإستراتيجي والأمني لرسم سياسات الدولة التي تعين في إنجاز العديد من الملفات، في ظل المعطيات الآنية التي تجري على الصعيد الداخلي وتلك التي تحدث في الساحتين الإقليمية والدولية من تقلبات في السياسة والاقتصاد والأمن. وقد تم تصميم المباني الجديدة بمواصفات عالمية مع تزويدها بأحدث التقنيات، وتضم منشآت إدارية، سكن طلاب، مسجد، قاعات محاضرات، فندقاً لكبار الزوار، وملاعب لكرة القدم والطائرة وصالات للمناشط الرياضية.
{ مدير الأكاديمية والأدوار الراهنة والمستقبلية
بدأت مراسم الاحتفال بعد استقبال الضيوف الذين ضاقت بهم جنبات القاعة الفخيمة بالمقر الجديد، بقص شريط الافتتاح على يد رئيس الجمهورية ومدير جهاز الأمن المخابرات الفريق أول مهندس “محمد عطا المولى”، وحضور رئيس البرلمان ورئيس مجلس الولايات ووزيرة التعليم العالي، وعدد من الوزراء. وقد طاف “البشير” متفقداً المنشآت، ثم ما لبث أن ولج إلى القاعة المخصصة للاحتفال وسط تصفيق داوٍ من الحاضرين، لتبدأ الكلمات التي ابتدرها مدير الأكاديمية الفريق مهندس دكتور “توفيق الملثم” مؤكداً الأدوار الكبيرة للأكاديمية خلال الفترة الماضية على المستويين المحلي والإقليمي في تأهيل وتدريب القيادات في المجالات الإستراتيجية والأمنية، مبدياً الجاهزية لتقديم الورش والمحاضرات لمناقشة التحديات والمهددات وإدارة الصراع الإستراتيجي والأمني لقيادات الدولة كافة في المركز والولايات، بما يمكنهم من خدمة المجتمع. وقال إن الأكاديمية باتت علماً تحدث عنه الأجيال ومنارة لصناعة العلم والتعلم ونشر المعرفة الأمنية والإستراتيجية كيما ينعم الوطن بالأمن والاستقرار، وعدّ افتتاح المقر الجديد إنجازاً كبيراً قام على أيدي وصفها بالحكيمة قادت الجهاز إلى مصاف العالمية من خلال التخطيط العلمي والرؤية المتقدمة لتحقيق الاحتراف، وأردف قائلاً: (بعد تلك الطفرات نستطيع أن نقول إننا لسنا بأقل من الآخرين).
{ رؤية ورسالة
وزيرة التعليم العلي والبحث العلمي البروفسور “سمية أبو كشوة” أبدت رضاها عن ما تم إنجازه بتشييد المقر الجديد الذي قالت إنه لبى المتطلبات كافة التي تضعها وزارتها لتحقيق المعرفة المطلوبة من خلال تهيئة البيئة للتحصيل العلمي، ونوهت إلى أن الأكاديمية تميزت عن غيرها بالرؤية والرسالة لتحقيق التعليم العالمي، وتوقعت أن يزداد عطاء الأكاديمية والمنافسة على المستوى الإقليمي والدولي، لجهة كونها تهدف إلى تحقيق أعلى المعايير في الدراسات الأكاديمية الإستراتيجية والأمنية، ونبهت إلى أهمية بناء القدرات في تطوير وترقية وتنمية المجتمع.
{ إستراتيجية الأمن القومي
أكد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول مهندس “محمد عطا المولى” المضي في خطى الإنجاز بهدف بناء الوطن دون أن تفتر لهم عزيمة أو تلين لهم قناة لتحقيق غاية واحدة وإستراتيجية واضحة، تتمثل في صون وحماية الأمن القومي وبناء وسلام الوطن، وتعهد بمواصلة المواكبة وتطوير القدرات كافة لجهاز الأمن. وأشار “محمد عطا” إلى ما تواجهه المنطقة من تحديات سياسية واقتصادية وأمنية قال إن الكثير من الدول بسببها فقدت طعم الأمن والأمان، منوهاً إلى أن الأكاديمية تعنى بدراسة تلك التحديات واستخلاص الرؤى والأفكار التي تفيد السياسة العليا للدولة للتعامل مع المهددات، مبيناً أن افتتاح مباني الأكاديمية يأتي متسقاً مع نهضة شاملة في جهاز الأمن في المجالات كافة، خاصة في بناء كفاءة مستوى الجهاز المهنية، منبهاً إلى أن الأكاديمية تعنى بمصلحة الأمن القومي بالعلم والمعرفة، مؤكداً أن علاقات الجهاز تمددت مع معظم الأجهزة في الإقليم والعالم وفقاً لاتفاقيات مشتركة للتعاون بما يحقق المصلحة العليا للبلاد، ولفت إلى أن افتتاح الأكاديمية يعدّ ثمرة لتوجيهات الرئيس “البشير” بالتطوير المستمر والارتقاء بالقدرات لكل منسوبي جهاز الأمن، مبيناً أن الأكاديمية تعالج قضايا الأمن الوطني وتساهم في إعداد السياسات العامة للدولة عبر خبراء وأكاديميين مختصين. وشكر مدير الجهاز الشركات السودانية والصينية والاستشارية وضباط وصف وجنود جهاز الأمن الذين شاركوا في بناء الأكاديمية، وكرم الوفد السعودي والصيني.
{ “البشير” وتطلعات المستقبل
دعا رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” إلى أهمية أن يكون قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان مدخلاً لتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة في المجالات كافة، سيما في ظل قيادة الرئيس الجديد “دونالد ترامب” من أجل خدمة مصالح البلدين بما يعزز السلام والأمن الدوليين. في وقت تعهد فيه بدعم الجهود كافة لتعزيز قدرات البلاد الأمنية والدفاعية والشرطية لتحقيق الأمن الوطني والإقليمي، ومناهضة التحديات المشتركة والمتجددة. وقال رئيس الجمهورية إن البلاد نجحت بامتياز، بمشاركة واسعة من القوى السياسية في إنجاز الحوار الوطني بما يفتح الباب واسعاً لاستكمال البناء وإنجاز النهضة الشاملة من خلال ما تم إنفاذه من مخرجات الحوار وفق خطوات عملية في المجالات الدستورية والقانونية والسياسية، وقال: (سنولي تلك المخرجات متابعة دورية لا تكل ولا تمل وبرؤية تقويمية حتى نصل إلى الإنفاذ الكامل). وجدد الرئيس الدعوة للقوى السياسية كافة بالداخل والخارج إلى عدم تفويت الفرصة والانضمام للحوار الوطني.
{ رسم السياسات العامة
وجه “البشير” كذلك بالاستفادة من الإمكانيات التي وصفها بالممتازة التي تتمتع بها الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية في تعزيز السيادة الوطنية وبناء السلام وترقية الوعي الوطني، والمساعدة في رسم السياسات العامة لوطن آمن ومستقر وناهض اقتصادياً ومتآلف اجتماعياً، مشيداً بما تحقق من إنجاز لمنظومة الأمن على مستوى القيادة والمنسوبين لما قدموه لحماية البلاد. وعدّ “البشير” الأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية من أهم الصروح العلمية في البلاد، لجهة كونها قد لعبت دورها المرسوم في الإيفاء برسالتها تدريباً وتأهيلاً للدارسين في كل المستويات تحقيقاً للتوافق العلمي والمهني، مؤكداً رعايته لكل مشروعات وبرامج جهاز الأمن والمخابرات الوطني، الذي قال إن له رؤية ثاقبة وفهماً عميقاً باتخاذ العلم سبيلاً إلى الاستقرار وإشاعة السلام، وأضاف: (هو علم نحتاجه بشدة في ظل تطور أساليب العمل الأمني والمدافعة لحماية الوطن ومواطنيه).
{ نجمة ووسام الإنجاز
أصدر رئيس الجمهورية قرارات منح بموجبها وسام الإنجاز العسكري لجهاز الأمن والمخابرات الوطني تقديراً لجهوده في حماية أمن وسلامة البلاد، فيما أصدر قراراً آخر منح بموجبه نجمة الإنجاز العسكري لمدير جهاز الأمن الفريق أول مهندس “محمد عطا المولى”. وبدوره كرم الجهاز رئيس الجمهورية على وقفته ومساندته لبرامجه، وكرم كذلك الشركات والأفراد الذين عملوا على إنجاز المقر الجديد بالمواصفات المطلوبة وعلى رأسهم العميد مهندس “إيهاب أحمد علاء الدين” الذي حصل على تكريم خاص من الفريق أول “محمد عطا المولى”، وحظي “البشير” بتكريم خاص من مدير الاستخبارات السعودي “عبد الله الشايع” الذي حضر الاحتفال، وذلك عرفاناً لدوره الفاعل ومساهماته في الحفاظ على أمن الإقليم والمنطقة، كما كرمت الشركة الصينية الرئيس “البشير”.. وحضر الاحتفال عدد كبير من مديري أجهزة المخابرات على المستوى الأفريقي والعربي، بجانب مشاركة الوزراء وقيادات الدولة العليا ومنسوبي جهاز الأمن.